هوكشتاين:التسويف واللعب على الوقت(أكرم بزي)
كتب أكرم بزي- الحوار نيوز
بعد آخر اجتماع ضمه والرؤساء الثلاثة في القصر الجمهوري في بعبدا صرح عاموس هوكشتاين بما يلي: “ممتنٌ للرئيس عون على الاجتماع مع الرؤساء، ومتفائل جداً للوصول إلى اتفاق”.
هوكشتاين (جنرال صهيوني سابق)، الذي تعاطى بخفة متناهية خلال مقابلته مع تلفزيون “الحرة” مع الزميلة منى صليبا، ما زال يتعاطى مع ملف الترسيم بخفة، وخفة متناهية أيضاً، لما لا والرجل (موظف فئة رابعة أو خامسة في البيت الأبيض) اجتمع دفعة واحدة، مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون “قائد تاريخي مسيحي”، ورئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري “المشرّع ورئيس مجلس النواب اللبناني لمدة تتجاوز الثلاثين عاماً وقائد حركة “أمل”، والثالث رئيس الحكومة اللبنانية المنتهي صلاحيته والمكلف في آن واحد وصاحب المليارات الخمسة وأكثر (الله أعلم)، وجد نفسه أمام ثلاثة “كبار” وهو الموظف الصغير الذي يعرف حجمه تماماً.
ذهب الرجل على أن يعود قريباً وقريباً جداَ و”متفائلاً” أيضاً، ولكن يبدو تفاؤله المفرط والود الذي لقيه في الاجتماع الآنف الذكر جعله يشعر بأنه “يمون على اللبنانيين”، ولا بأس إذا تأخر قليلاً أو اسبوعين بالزيادة أو الناقص أو شهرين وربما أكثر، طالما أنه يحرص على مصلحة الكيان الصهيوني ويعمل لخدمته أكثر من خدمة الادارة الأميركية.
لا أحد يعلم حقيقة الرد على الطرح اللبناني لغاية الآن لا الرؤساء الثلاثة ولا نائب رئيس مجلس النواب الياس ابو صعب (المكلف بالتواصل معه)، ووسائل الإعلام الصهيوني ترمي بالونات اختبار، لإيهام الرأي العام الصهيوني والمعنيين بالملف على المستوى اللبناني.
الشعب اللبناني يعاني الأمرين، ويبدو أنه نزل درجة أكثر في “وادي جهنم”، ولغاية الآن لا أحد يعلم متى سيأتي هوكشتاين بالجواب “الشافي والمعافي”.
وبحسب الإعلام اللبناني فإن هوكشتيان التقى مستشاراً للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للبحث في الدور الذي يفترض أن تلعبه شركة «توتال» في التنقيب والاستخراج من الحقول اللبنانية. لا أعلم ما الربط بين هذا الموضوع وملف الترسيم
و”أن الموفد الأميركي كان واضحاً، في إحدى زياراته سابقاً، بأن «مصلحة الأمن القومي لإسرائيل تمنع المزايدات، وأن هذا الأمر جزء من ملف الطاقة العالمي ولن تسمح أميركا وأوروبا لأحد، بمن في ذلك إسرائيل، بتعريضه للخطر نتيجة مزايدات سياسية». إلا أن أبرز ما سُرّب في الإعلام العبري: “إرجاء موعد استخراج الغاز من حقل كاريش شهراً كاملاً”.
هوكشتاين يفاوض شركة توتال الفرنسية، والصهاينة على أغلب الظن ما زالوا يعملون على استخراج الغاز من الحقول المتنازع عليها، إذا لا يمكن بأي شكل من الأشكال ان تصدق نوايا العدو الصهيوني تجاه هكذا ملف.
والسؤال الذي يبرز دائماً في المخيلة: “هل ستسمح الولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني للبنان بأن يستخرج ثرواته؟
السيد هاشم صفي الدين رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله أكد أكثر من مرة أن “أميركا لا تريد للبنان أن يستخرج ثرواته” وهي المانع الأساس قبل العدو الصهيوني وقال: ” في مناسبة تأبينية أن “المطلوب من الدولة بشكل رسمي وواضح أن تعلن الحدود وقناعتها بالحدود وما هي الحدود وما هي المناطق المتنازع عليها، ليجتمع عندها اللبنانيون بمقاومتهم وجيشهم وشعبهم وعزمهم، ويأخذوا حقوقهم من قلب البحر وعمقه، حتى إن أرادت أميركا او لم ترد”، مشيراً إلى أن “وحدة اللبنانيين كفيلة لحل الأزمات والمعضلات السياسية والإقتصادية التي يعاني منها اللبنانيون ، وأن خيار المقاومة هو الخيار القوي الفاعل الذي يستطيع لبنان من خلاله حفظ ثرواته وصيانة انتصاراتنا”.
لماذا لا تصعد اللهجة تجاه هوكشتاين والإدارة الأميركية ولماذا السكوت على التسويف والمماطلة ولماذا لا يلجأ رئيس الجمهورية اللبنانية لتوقيع المرسوم 6443 وإرساله للأمم المتحدة وليرضى من يرضى ويرفض من يرفض.
الصمت بهذه الطريقة سيجعل الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني يتماديان أكثر فأكثر في لعبة الوقت لفرض معادلات جديدة، قد يصعب على اللبنانيين بعدها الوصول إلى حلول إلا إذا ذهبنا نحو الحرب وصارت الخيارات مرّة أكثر.
تحركوا قبل فوات الأوان، وإلا فإن هوكشتاين، وبعد رحلة استجمامه في اليونان، قد يذهب في رحلة استجمام ثانية هو وعائلته في المرة القادمة الى جزر هاواي وتصبح المسافة أبعد بكثير. وساعتها “عيش يا كديش تينبت الحشيش”.