سياسةمحليات لبنانية

هواجس القوات اللبنانية تدفع باتجاه المطالبة بتأجيل الانتخابات(حكمت عبيد)

 

حكمت عبيد – الحوارنيوز
على الرغم من أن قانون الانتخابات النيابية الحالي جرت حياكته على قياس حجم حزبي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وتحالفاتهما عشية الانتخابات النيابية السابقة، إلا أن القوات اللبنانية التي كانت متحمسة للإنتخابات المقررة في ١٥ ايار المقبل، تبدو مفجوعة بمناخات الشارع اللبناني بشكل عام والمسيحي بشكل خاص.
اللبنانيون في غالبيتهم لم يقتنعوا بعد بولاء القوات اللبنانية للبنان، فهم كانوا وما زالوا راس حربة كل طرف خارجي يريد مواجهة قوى المقاومة، من كمال جنبلاط وحزبه في العام ١٩٧٥ وصولا للسيد حسن نصرالله وحزبه في المرحلة الحالية.
ما هي عناصر الخيبة القواتية؟
١- إن الشارع السنّي بغالبيته يبدو انه سيبقى وفيا لرئيس تيار المستقبل على الرغم من بعض الضغوط التي تمارس على قياديه وبعض الاغراءات التي تقدم.
أما الشارع الشيعي ففي غالبيته باق على ثباته نصيرا للمقاومة، ولم يصرخ بعد ولن يصرخ جراء الحصار المحكم الذي تمارسه عليه دول عدة، هي التي تدعم القوات اللبنانية في حملتها المكشوفة على المقاومة وجمهورها.
أما الشارع المسيحي، فإنه لم يسجل تحولات كبرى. ويقيت القوات على قوتها الذاتية مع ميل لخسارتها عدد من المقاعد النيابية التي خطفتعا بأصوات مناصري تيار المستقبل.
وبقي التيار الوطني الحر متماسكا في وجه خصمه المسيحي الذي ما انفك يعلن التحاقه بمحور خارجي، دولي وعربي واقليمي، مقابل ما يدعيه التحاق حزب الله بمحور آخر.
وتشير التقديرات الى أن القوات من خلال سقف خطابها العالي هذه الأيام، تحاول التغطية المسبقة على قرار يناقش في حلقة قيادية ضيقة ويقضي القرار بالضغط لتأجيل الانتخابات النيابية المقبلة لسببين:
الأول أن لا تبدل سلبيا في  حجم القوى السياسية المناهضة.
والثاني: وجود تبدل سلبي واضح في مزاج قواعد القواعد والحلفاء، فهم لمسوا مخاطر انسحاب المستقبل من السباق الانتخابي وتأثيره عليهم في اكثر من دائرة لاسيما في الشمال والبقاع وبيروت.
وتنتظر القوات اللبنانية التوقيت المناسب لإعلان قرارها وهي تبدو “محشورة” ويشعر عدد من القياديين القواتيين انهم “يخوضون معركة المحور المتحمس للتطبيع مع العدو الاسرائيلي”، وليس معركتهم.
ويقول أحد القياديين امام عدد من أصدقائه:” ما صدقنا انو خلعنا قميص الارتباط الكلي مع اسرائيل، وها نحن اليوم نعود بأرجلنا وعن سابق تصور وتصميم الى لعنة اسرائيل وحروبها بوجه العرب والفلسطينيين”.
وفي معلومات خاصة للحوارنيوز فإن رئيس حزب القوات سمير جعجع سيلتقي خلال الايام القليلة المقبلة سفيرة الولايات المتحدة الاميركية في بيروت دورثي شيا لمناقشتها بالهواجس الانتخابية والطلب اليها التواصل مع الاوربيين لإقناعهم بالضغط على لبنان لتأجيل الانتخابات تحت عنوان: لا انتخابات في ظل سلاح الميليشيات”.
هل سيقنع جعجع شيا؟
وما هي انعكاسات مثل هكذا قرار على لبنان الوطن والكيان؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى