هل من خطّة لإعادة البناء والتعويضات بعد الحرب ؟(طارق مزرعاني)
كتب طارق مزرعاني – الحوارنيوز
ربما من المبكر الحديث عن مرحلة ما بعد العدوان الاسرائيلي على لبنان بشكل عام، وعلى القرى الجنوبية المواجهة للعدو بشكل خاص، من الناحية العمرانية واعادة تأهيل وبناء وترميم ما تضرر.
لكن البحث في الأمر، يجب أن يكون من الأولويات الحكومية لأن في ذلك إنعكاسا لموقف وطني – رسمي متمسك بعودة الأهالي بعد ضمان وقف العدوان وردعه.ويأخذ هذا الملف راهنيته في ظل الكلام عن وقف للحرب القائمة او عن هدنة طويلة.
لا يبدو أن ثمة مؤشرات على الاهتمام الرسمي لهذه الناحية: الترميم، اعادة البناء، تأهيل البنى التحتية، لأننا لم نلحظ أي جهة رسمية قد بادرت إلى مسح الأضرار بشكل جدي. ولم نقرأ موقفاً لجهة رسمية أيضاً.
ويكتسب هذا الملف استثنائيته في ظل وضع اقتصادي منهار وأزمة معيشية كارثيّة.
لقد باشر مجلس الجنوب خلال الهدنة الاولى في مسح بعض الاضرار في بعض القرى، ولكن مازال”باريم” تقييم الأضرار كما كان في ال٢٠٠٦ ،اي على اساس الدولار١٥٠٠ل ل، وعلى أسعار وتكاليف إعادة البناء في ذلك الوقت، فهل سيتم اعداد”باريم”جديد يتم على اساسه وضع الاستمارات اللازمة وقوائم مسح الأضرار؟
وهل لدى الدولة او الهيئة العليا للإغاثة اعتمادات اومساعدات او هبات كافية على الأقل لسد تكاليف المسح الأوّلي إذا هدأت الحرب ؟
بالتأكيد الجواب سلبي لأن خزينة الدولة فارغة، مع العلم أنّه بعد حرب تموز كانت القدرة المادية لدى الناس متوفرة وكان باستطاعة الأغلبية منهم البدء بالترميم واعادة البناء على حسابهم بانتظار تعويضات الدولة، أمّا اليوم فإنّ اغلب الناس في حالة الافلاس التام ، وخاصةً بعد نزوحهم وتعطّل اشغالهم.
هذا بالنسبة للوحدات السكنية ، فما بالك بالنسبة للمصالح والمحال التجارية ،ناهيك عن القطاع الزراعي الذي ناله الضرر الأكبر لخسارة المزارعين موسم السنة الماضية، حيث لم يتمكّنوا من جني المحاصيل من زيتون وغيره ، وخسارة موسم هذه السنة نتيجة عدم تمكّن المزارعين من تهيئة الأرض لزراعتها ،إضافةً الى تسمّم التربة بالقذائف الفوسفوريّة،من دون أن ننسى البنى التحتية من ماء وكهرباء وطرقات وغيره.
فهل هناك من بصيص أمل في هذا الموضوع؟! أم أنّ مصيره سيكون كمصير ملف النزوح الذي لم تحرّك فيه الدولة ساكناً ولم تقم بأي جهد حقيقي لمساعدة النازحين؟؟.