إغتراب

هذا ما يتمناه المغتربون من الحكومة المقبلة: جاهزون للإكتتاب بتبرعات وبسندات بلا فوائد ..المهم الثقة ثم الثقة

 

لا شك أن المشهد الوطني الذي عكسته وحدة اللبنانيين، خارج قيودهم الطائفية، في الساحات مطالبين بلبنان جديد لا فساد فيه ولا طائفية، أعاد لدى غالبية من الشعب اللبناني مقيمين ومغتربين الأمل بقيامة دولة القانون والمواطنة.
يتطلع المغتربون لوطن يشعرون بفخر الإنتماء اليه، فهم يكدّون بيسارهم ويمينهم في الخارج ليمنحوا وطنهم وعائلاتهم بعض الموارد التي التي لا يمكن لهم انتاجها في لبنان نظرا لطبيعة الاقتصاد ولحجمه الصغير بطبيعة الحال.
على المستوى الوطني لا تختلف العناوين بين المقيم في بلاد الإغتراب والمقيم في الوطن. أما اغترابيا فيمكن إدراج بعض القضايا التي تحتاج الى عناية الحكومة المقبلة إذا تشكلت بما يلبي طموحات اللبنانيين.
1- أول هذه القضايا وأهمها أن تأتي الحكومة بوزرائها لتوحي بثقة للبنانيين وللدول الشقيقة والصديقة والمؤسسات المالية العالمية. الثقة مفتاح الأبواب لتفاعل إيجابي.
2-  ولأننا دخلنا مدار أزمة إقتصادية خانقة ومصرفية معقدة ومميتة، فلا بد من التشديد أيضا على أن طمأنة اللبنانيين ولاسيما المغتربين منهم على أموالهم المودعة في المصارف اللبنانية، من شأنه أن يعيد الثقة بهذا القطاع وقد يتيح هذا الأمر الفرصة لعودة التحويلات التي تراجعت في السنة الجارية الى أقل من الربع عما كان في السنوات السابقة. يشعر المغتربون أن دولتهم خدعتهم وأن المصارف لم تكن أمينة بما يكفي لتعبهم وجني العمر، حيث دخلت في بازار وشراكات مع الدولة من حساب وعلى حساب المودع!
3-   يتطلع المغتربون الى حضور قوي للدبلوماسية اللبنانية في دول الإغتراب، فذلك شرط لتطوير العلاقات بين الدول ولعلاقات المغتربين بوطنهم.  وعلى الدبلوماسية اللبنانية أن يكون لديها برامج عمل وأهداف ومبادرات حيال البلدان التي يتواجد فيها الإغتراب، كأن تمد الجسور بين الأطباء والمحامون والمهندسون وجال الأعمال والعلماء الأكاديميون وغيرهم ليأتوا الى لبنان ويساهموا بخبراتهم الكبيرة. لا بد من برنامج رسمي مدعوم من القطاع الخاص يحضن هؤلاء ويفتح لهم فرصة المساهمة بإعمار وطنهم لا أن نكتفي بتكريمات واحتفالات تصب في مصلحة فئة أو جمعية أو حزب!
4- إن الإغتراب جاهز للإكتتاب في سندات لإعمار لبنان وسداد ديونه بمبالغ كبيرة بغية تجاوز لبنان أزمة مديونيته العامة، لكن هذا الأمر يحتاج الى ثقة كبيرة بالحكم والحكومة فهل هذا ممكن؟
5- إن إقرار سلة حوافز للمشاريع الإنمائية في مناطق الأرياف يساهم في تأمين فرص عمل وفي إبقاء الناس بأرضهم ومنطقهم، وهذه المشاريع يجب أن تكون زراعية وصناعية ويرتبط انتاجها بالأسواق المحلية والعربية والعالمية وفي أسواق بلدان الإنتشار. نحن نأمل أن نسير بخطى ثابتة في هذا الإطار مع التنويه بفكرة تخصيص وزير دولة للتجارة الخارجية في الحكومة المقبلة أو وزير للمغتربين يقوم بهذه المهمة.
آمل أن يستفيد رئيس حكومة المكلف الشاب الأكاديمي من أخطاء من سبقوه في الحكم ويوقف الهدر ويحسّن الواردات ويحارب الفساد ويمنع السرقة، ويفعل الهيئات الرقابية ويمنح القضاء استقلاليته المطلقة للقيام بمهامه واستعادة المال المنهوب، فيكون بطلا قوميا ستشكره الاجيال، ولتكن سياسته الخارجية بعيدة عن الارتباط بأحلاف ومواقف تسيء الي مصلحة لبنان دون التورط بأي علاقة مشبوهة مع العدو الإسرائيلي.
ختاما أجدد التأكيد أن يعطى المغترب اللبناني رعاية خاصة ويفتح له ابواب السرايا لكي يقدم اي شكوى، ويكون له مستمع جاد وحريص على تنفيذ رغباته المشروعة.
*مغترب في نيجيريا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى