هذا ما حصل في رابطة الاساتذة المتفرغين !
ما حدث في رابطة الأساتذة المتفرّغين اليوم، هو نسخة طبق الأصل لما يحصل في كلّ انتخابات نيابية أو غير نيابية في لبنان: المنتَخَبون يخونون الأمانة، ويطعنون في ظهر مَنْ أعطاهم صوته للوصول إلى موقع القرار. لم يتراجع الأساتذة اليوم عن إضرابهم، بل إنّ اللعبة الديموقراطية الممسوخة في هذا البلد البائس، أرادت تعليق الإضراب، لماذا؟ لأنّ المندوبين التابعين لأحزاب السلطة جاءتهم التهديدات جملةً وتفصيلاً من أولياء نعمتهم، بأنْ صوِّتوا "نعم" وإلاّ …، فصوَّتوا سمعاً وطاعة ولم يسمعوا هتافات الأساتذة ونداءاتهم لهم في الأسفل، تطالبهم بعدم هدر دم الجامعة. هذه هي، بالتحديد، الضغوطات (التهديدات؟) التي تعرّضت (وتتعرّض) لها الرابطة يا معالي الوزير علي حسن خليل! فقط للتوضيح لمعاليك، تعقيباً على التغريدة التي غرّدتها قبل يومين وتنفي هذا الأمر. إذاً، الأساتذة لم يخذلوكم يا طلاّبنا الأحباء، بل هُمْ مَنْ خُذِلوا اليوم، عندما انصاع ممثّلوهم وتنكّروا لحقوق الجامعة ثلاث مرات قبل أن يصيح الديك. أمّا لماذا هذا الاستنفار والحشد السلطوي لإقفال ملف الجامعة اللبنانية، فتقول المصادر العليمة، إنّ السلطة يضيمها كثيراً اعتكاف القضاة (الذي نؤيّده في الجامعة للإشارة)، وتريد تحقيق مطالبهم بحذافيرها كإستثناء، لذا، فهي لا تستطيع أن تقوم بإستثناءيْن. ولكن، وهي إذْ ستنصاع لقضاتنا الثلاثاء المقبل بتحقيق مطالبهم، نوضّح أنّ هذا الإنصياع ليس حبّاً بالعدالة، بطبيعة الحال، بل، ودائماً بحسب المصادر العليمة، لأنّهم يخافون. حكّامنا يخافون. إذْ إنّ معظم أفراد "الهيئة الحاكمة" في بلاد الأرز، لديهم ملفات غير نظيفة في العدلية. إقتضى التنويه.
استاذة في كلية الاعلام الفرع الاول*