كتبت غادة حيدر*
يعتبر الهواء احد اهم العناصر لاستمرار الحياة على كوكب الارض. وهو يتكون من مجموعة من الغازات المؤثرة على حياة الانسان والحيوان والنبات، فمثلا في حال انعدام الهواء او عدم وجوده لن يكون هناك حياة على هذه الارض، او في حال انعدامه لا يمكن ان يصل الصوت، وبالتالي لا يمكننا سماع بعضنا او الاحساس بالاخطار المحتملة او الجميلة، حتى الطيور لا يمكنها التحليق دون هواء.
لقد كشفت الدراسات
أن الاطارات تنثر ما مقداره 5.8 غرامات من الذرات السامة والمضرة في كل كيلومتر تقطعه، والذرات ناتجة عن التآكل المستمر للاطارات اثناء احتكاكها باسفلت الشارع.
طبعا ل يمكننا ان نرى بالعين المجردة الذرات التي يستنشقها الانسان والتي تكون سباا في مشكلات صحية خطيرة ابرزها السرطان وامراض الرئة والقلب.
فما بالنا في سموم الاطارات المحروقة ومن تناثر نيترات الامونيوم الى ” الديوكسينات ” في شوارعنا ليلا والناتجة عن الاطارات المشتعلة التي لا تقل فتكا عن تسلط المسؤولين على مدى عقود من الزمن !!
ما لا نعيه اننا نضيف كارثة على حياتنا وعلى الصحة العامة لما ينجم عنها اي الاطارات المشتعلة من سموم مركزة ومواد مسرطنة وغبار سام هم اخطر من وباء كورونا على كل الانواع الحية.
صحيح ان وجع المجتمع لامس العظم والكرامة بسبب استقواء المنظومة الفاسدة لكن لا يجوز لنا كشعب يريد الحياة ان نزيد “الطين بلة ” ونزيد من كوارثنا بكارثة بيئية تهدد السلامة العامة.
ان تأثير حرق الاطارات في الهواء الطلق له تأثير على جودة الهواء وتلوث التربة والمياه. فالاطار يتكون بشكل اساسي من الهيدروكربونات المبلمرة ( المطاط الصناعي او الطبيعي ) 47% واسود الكربون الذي يحتوي على اكسيد السيليكون 21.5% ، والفولاذ والنسيج واكسيد الزنك والكبريت..
يعني انه ماده سريعة الاشتعال ولا يمكن السيطرة عليها.
وزيادة على الاعراض الخطيرة التي تتسببها الاطارات المشتعلة من امراض القلب والرئة والسرطان هي ايضا تسبب تغيير في الجينات للخلية يمكن ان تؤدي الى تشوهات خلقية.
ومن باب الحرص على بيئتنا المهددة كل يوم نوجه رسالة الى كل مواطن يهمه فعلا مستقبل البلد والاجيال النظر في اساليب مؤثرة اكثر على المنظومة الفاسدة في التعبير والضغط والابتعاد عن ما يزيد كوارثنا ومشاكلنا الصحية والبيئة التي تهدد حياتنا كمواطنين كل يوم.
*رئيسة جمعية “غايا”البيئية