بقلم د.أحمد عياش
لا يوجد تكتيك و مداراة وتدوير زوايا وحنكة وهضامة في مواجهة الدولة المالية -الادارية العميقة: إما مع الانذال او مع الابرياء كي لا نكرر مفردة شرفاء.
لا يجوز قانونا وشرعاً واخلاقا الوقوف على الحياد بين سارق ومسروق، بين ناهب ومنهوب، بين قاتل ومقتول بالفقر وبالقهر وبالجوع.
لا يوجد منزلة وسطى بين خائن بالاقتصاد وبالمال وخائن عميل للاحتلال.
الجبناء كُثر واكثر بكثير من الشجعان، والمصيبة ان الجبناء يتكاثرون بقوة وسط الناس.
نفهم تماما ان تكون جبانا لانك اقتنعت ان هذا الشعب لا يستحق ان تقاتل من اجله او ان تفديه طالما في يوم الانتخابات وعند المواقف الاصيلة يتذبذب.
دقت ساعة المواجهة: إما مع اللصوص او مع الابرياء .
كل زعيم طائفة او رئيس حزب او تنظيم لا يبادر لنصرة الذي يريد ان يعرف الحقيقة في القضاء، لمشبوه ولمتورط مهما كانت الحجج.
لا يمكنك ان تحمي لصوصا بحجة حماية رأسك.
ما نراه ليس الا هجوما مضادا للدولة المالية-الادارية العميقة الرذيلة.
الدولة المالية-الادارية العميقة قادرة ان تشوه الحقائق بشراء ذمم اعلاميين حقيرين او رجال منابر سخيفين او ابواق صحافية ما عاد احد يستمع لها.
الناس تريد ان تعرف ماذا عند السيد مكتّف من اسرار، وتريد ان تعرف ماذا عند السيد سلامة من ارقام مشبوهة، وتريد ان تعرف ملفات ديوان المحاسبة وهيئات التفتيش ومجلس الجنوب ومجلس الانماء والاعمار و صندوق المهجرين وماذا في الدوائر العقارية و غيرها.
الشعب يريد التدقيق الجنائي فورا، وكل من يماطل ويؤجل ويتذاكى لمتورط حتما.
عندما يتكلم اي وزير للمالية نشعر بالحاجة لكسر شاشة التلفاز.
هناك قضاة بحاجة لعمليات تجميل قانونية لأنفهم، وهناك قضاة يستحقون الحفاوة والتكريم.
هناك من يكذب ويكذب ويكذب الى حد الغثيان.
إن تسل الشعب ماذا يريد ،فالشعب يريد ان يعرف الحقيقة.
لا حقيقة ارقى واقدس من حقيقة فضح ابطال الافلاس وجهابذة النصب والفساد والاجرام المالي والاحتيال.
من اجل اغتيال رئيس واحد كادت البلاد ان تدخل في حرب اهلية-طائفية ،وصار الجميع يريدون معرفة حقيقة القاتل. أما ان يُغتال شعب بأكمله بمجزرة مالية موصوفة، فالامر عندهم لا يستحق ان نعرف الحقيقة، فالحقيقة عندهم تهدد السلم الاهلي.
الشعب يريد الحقيقة.
الشعب يريد التدقيق الجنائي.
الشعب يريد التحقيق مع رياض سلامة و رئيس جمعية المصارف ووزراء المالية وشاحن الدولارات الى الداخل والخارج.
إما مع الله في رمضان، او مع الشيطان في كل الاوقات.
عليك ان تختار.!
ثمة جريمة ناقصة لم تكتمل.
زر الذهاب إلى الأعلى