الحوار- نيوز – الأخبار
تحت هذا العنوان كتب صادق القضماني في الأخبار يقول:
بعدما أثارت محاولة الاحتلال المتجدّدة فرض مشروع «عنفات الرياح العملاقة»، والذي نال مصادقة حكومة العدو رسمياً أواخر عام 2020، وذلك من خلال قوة عسكرية مدجّجة بالسلاح، غضباً عارماً في الجولان المحتل، باتت المنطقة على موعد مع «هدنة» تمتدّ من الأربعاء المقبل إلى السبت، تزامناً مع عيد الأضحى. واضطرَّت موجةُ الغضب تلك، وما أثارته من تعاطف في أوساط دروز فلسطين تُرجم بتحرّكات تضامنية بثّت القلق في صفوف «الوجهاء» المتعاونين مع الاحتلال والساعين لضمان «الاستقرار» لصالحه، شيخَ عقل الموحدين الدروز في فلسطين المحتلة، موفق طريف، إلى التوجّه بقرار ذاتي، ومن دون التنسيق مع أهالي الجولان، إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، للتوصّل معه إلى «تسوية» تعيد الهدوء، لم تَجِد تل أبيب، بدورها، بدّاً منها، حتى لا تفلت الأمور من يدها. وبموجب الاتفاق، ستتوقّف لمدّة عشرة أيام أعمال بناء توربينات الرياح، والتي كان الجولانيون هبّوا، في اليومين الماضيين، لتصعيد الضغط الشعبي ضدّها، منفّذين إضراباً شاملاً بهدف حمل سلطات العدو على التراجع عن إقامة المشروع داخل أراضيهم الزراعية. إلّا أنه طبقاً لمصادر «الأخبار»، فإن «الجولانيين لم يطلبوا من أيّ جهة التوسط لدى حكومة العدو، فهم عازمون على مقارعة المشروع ومصارعته ولو كلّفهم ذلك الدماء».
وليست استجابة أهل الجولان للنداء الذي وجّهته الفعاليات الشعبية جديدة؛ إذ يكافحون منذ عدّة سنوات لإفشاله، لإدراكهم غايته المتمثلة في دفعهم إلى ترك الزراعة، والقضاء على عصب وجودهم. ولم يقتصر الأمر على مقارعة الاحتلال، ميدانياً فقط، بل عمد أهل الجولان، في السابق، إلى استغلال القانون الذي يفرضه الاحتلال عليهم قصراً؛ عبر توجّههم إلى المحاكم المعنية لتعرية ادّعاء الشركة المُنفِّذة بأن «المراوح إنّما هي لخدمة مناطقهم»، هذا فضلاً عن اللجوء إلى المؤسّسات الدولية من خلال وطنهم الأم سوريا، كجهة مخوَّلة أمام تلك الهيئات. إلا أن كلّ هذه الخطوات لم تُجدِ نفعاً في كبح عجلة المشروع الذي يمثّل أحد أوجه العدوان الإسرائيلي على الجولانيين وأراضيهم ومستقبلهم فيها، في سياق المخطّط الأوسع لإفراغه من سكّانه الأصليين.
وفي هذا السياق، يؤكد الناشط السياسي، ناصر إبراهيم، من قرية مسعدة، في حديث إلى «الأخبار»، أن المواجهات الدائرة منذ يومين في الجولان رفضاً للمشروع «ستستمرّ، بعدما بدأت بإضراب شاملٍ ويوم غضب»، مضيفاً أن الجولانيين مصرّون على «التمسك بالأرض ومحاربة المشاريع المشبوهة كافة. ولن تزيدنا الإصابات والاعتقالات التي أسفرت عنها المواجهات مع الاحتلال إلا تمسكاً وتشبثاً بأرضنا». ولفت إلى «حضور أعدادٍ كبيرة من أهلنا من دروز فلسطين إلى الجولان لمساندتنا»، متابعاً أن «الموقف تجاوز حدود الجولان، حيث أُغلقت عدة شوارع هامة في داخل فلسطين». ويرى إبراهيم أن «هذا التطور من قبل دروز فلسطين، ووقفتهم معنا، يخدمان صمود أهل الجولان ويعززان فيهم دورهم الوطني في مجمل القضايا الوطنية»، مشيراً إلى أنه «صدرت بالفعل بيانات تحذيرية من قبل دروز فلسطين المحتلة، ومفادها أنه إذا استمر هذا المخطط فسيكونون بكامل جاهزيتهم».
صدرت بيانات تحذيرية من قبل دروز فلسطين المحتلة
من جهته، يوضح الشيخ والمناضل نواف البطحيش، في حديث إلى «الأخبار»، أن «المواجهات بدأت منذ قرار الحركة الوطنية في الجولان (الهيئة الدينية الزمنية) التحرك ضد المشروع، بعد الكشف عن نية العدو الصهيوني الشروع في تنفيذه». أمّا المستجد فهو أن «الاحتلال توجّه بتعزيزات كبيرة لفرض أمر واقع بالقوة، ما قاد إلى هبة شعبية جولانية دفاعاً عن قرارهم الأبدي بالحفاظ على أراضيهم وعصب حياتهم وصمودهم»، بحسب البطحيش، ينوّه بتجاوب الأهالي في الجولان الذين لهم «ماضٍ يؤكدون من خلاله عزمهم على الصمود وعدم الخنوع رغم عددهم القليل». أمّا بالنسبة إلى «فزعة» دروز فلسطين، فيرى فيها «تطوراً إيجابياً لشريحة واسعة منهم، فهذا الفعل الذي مارسوه لدعم أهالي الجولان، حتى وإن بدا على أرضية طائفية، إلا أنه في عمقه الوطني يعبر عن رفضه للذهنية الصهيونية الاستعمارية، ويجب المراهنة على تطوره نحو الهوية العربية الفلسطينية التي تعبّر عن وجودهم التاريخي». وبالنسبة إلى فلسطينيي 48، يؤكد البطحيش أن التنسيق «لم ينقطع معهم عبر سنوات الاحتلال الطويلة»، بالرغم من أن «قوات الاحتلال دائماً ما تعمد إلى إغلاق الطرق المؤدية إلى الهضبة بوجه كلّ من يحاول تقديم المساعدة»، لافتاً إلى أن «هناك مشاركات داعمة من الطرفين، فالعدو واحد ونحن أبناء قضية واحدة وهدفنا كنس الاحتلال عن أرضنا».