عودة البرامج الفنية (القنوات اللبنانية)… هلا بالثلاثاء!

الحوارنيوز – منوعات
كتبت زكية الديراني في صحيفة الأخبار:
ضربت القنوات اللبنانية «عصفورين بحجر واحد». بعدما تأخرت لأشهر عدة في عرض برمجتها الفنية على إثر التطورات السياسية، وجدت الشاشات في عيدي الميلاد ورأس السنة فرصةً مؤاتية لإطلاق مجموعة مشاريع تقوم على استضافة النجوم. بهذه الخطوة، تكون المحطات قد أمّنت برمجة فترة الأعياد، وبالتوازي أطلقت موسماً جديداً من البرامج الفنية، بعضها جديد والبعض الآخر يعود بحلقات جديدة. تشكّل هذه البرامج محاولة لكسر الجمود الذي سيطر على الشاشة لعامين متتاليين، نتيجة ضخ عشرات البرامج السياسية القائمة على لغة التحريض.
عودة قوية… بشكل مختلف
انعكست الأزمة السياسية والحرب التي شنّها العدو الإسرائيلي على لبنان على برمجة القنوات، ما أدى إلى توقف البرامج الفنية لأشهر طويلة وحلول السياسة مكانها. ومع عودة الحوارات الفنية إلى الأضواء، ستحاول القنوات تخصيص مدة زمنية محددة لتلك المقابلات، قبل أن تعود السياسة وتسيطر على الإعلام مع اقتراب شهر رمضان ولاحقاً الانتخابات النيابية المقررة في الربيع المقبل.
لكن، ستكون عودة البرامج الفنية هذا الموسم مختلفة عن المواسم السابقة، إذ اختلط الفن بالسياسة بشكل لا يمكن فصله، وبات السؤال عن الحرب والمقاومة واستشهاد السيد حسن نصرالله من أساسيات الحوارات الفنية. هذه الخلطة لم تكن عفوية، بل تهدف إلى جذب الجمهور من خلال إجابات الضيف التي غالباً ما تكون مصطنعة لتلميع صورته خوفاً من خسارة شعبيته.
نيشان وحداد وهلال… سباق على صدارة البرامج الفنية
هكذا، سيُخصَّص مساء الثلاثاء للمنافسة الفنية، بينما تبقى باقي أيام الأسبوع للحديث في السياسة. يتسابق مقدمو البرامج الفنية على لقب «أكثر إعلامي مشاهدة»، وهنا تبدأ المعركة بين القنوات. لكن يبقى السؤال: ما الجديد الذي ستقدّمه هذه البرامج في ظل انتشار السوشال ميديا، حيث يشارك النجوم تحركاتهم اليومية ونشاطاتهم حتى حدّ الملل؟ كما إن مزاج المشاهد في عالم آخر، بعيداً عن تصريحات الفنانين الذين لم يعد لحضورهم وهجٌ أو تصريحات تشكل سبقاً صحافياً.
في هذا السياق، يعود نيشان الليلة (21:30) إلى تقديم البرامج الفنية على قناة «الجديد» من خلال برنامج Neshan X، ويستضيف في أولى حلقاته الممثلة اللبنانية نادين نسيب نجيم. وقد بثّت القناة التي يديرها تحسين خيّاط برومو ترويجياً للمقابلة، تتحدث فيه عن الحب والتمثيل ومشروعها في عالم مستحضرات التجميل.
من جانبه، يعود هشام حداد الليلة إلى برنامجه الساخر «كتير هلقد» على قناة mtv، ويستقبل في أولى حلقاته المغنية اللبنانية عبير نعمة. وتأتي عودته بعد غياب عامين بسبب انشغاله بمشاريعه في الإمارات. لكن هذه العودة لن تكون ميسّرة كما في السابق، إذ يشهد البرنامج تغييرات، أبرزها خروج جاد بو كرم وحلول ندي أبو شبكة مكانه، إلى جانب خسارة حداد جزءاً من جمهوره نتيجة تقلباته الإعلامية بين lbci وmtv.
على الضفة نفسها، سبق رودولف هلال زملاءه إلى البرامج الفنية من خلال برنامجه «المسار» على قناة lbci، وقدم ثلاث حلقات استضاف خلالها مجموعة من الفنانين، على أن يحاور الليلة المغنية المصرية ليلى غفران. وكانت انطلاقة «المسار» متوقعة، خاصة أن القناة لم تطلق هذا الموسم أي برمجة جديدة تُذكر، باستثناء بعض الأعمال الخفيفة.
السياسة حتى في لحظات الترفيه
إذاً، تعود البرامج الفنية الليلة بقوة، في محاولة لكسر الملل الذي خيّم على الشاشة. لكن، حتى هذه العودة قد لا تدوم طويلاً. إذ يُتوقع أن تتوقف هذه المشاريع الترفيهية مع حلول الشهر الثاني من عام 2026 تحديداً حلول شهر رمضان في شباط المقبل، ومن ثم الانتخابات النيابية في الربيع. عندها، ستركّز القنوات على برامجها السياسية لجذب الدعم المالي من المرشحين، والتحريض الطائفي والسياسي، مع توقّف المشاريع الفنية.



