الحوار نيوز -خاص
أحيت نقابة محرري الصحافة اللبنانية قبيل ظهر اليوم ذكرى شهداء الصحافة اللبنانية لمناسبة السادس من أيار،وذلك باحتفال حاشد أمام النصب التذكاري للشهداء في ساحة البرج ،في حضور حشد من الشخصيات والفاعليات الإعلامية والزملاء الصحافيين.
وشارك في الاحتفال الى نقيب المحررين جوزف القصيفي وأعضاء مجلس النقابة ،وزير الشباب والرياضة الدكتور جورج كلاس، نقيب الصحافة عوني الكعكي وأعضاء من مجلس النقابة، المدير العام لوزارة الاعلام الدكتور حسان فلحه، رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ، مدير “الوكالة الوطنية للاعلام” زياد حرفوش”، رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الاسمر وعدد من ممثلي الصحف والمواقع الالكترونية واعلاميون.
عواضة
استهلالا النشيد الوطني، فدقيقة صمت وفاء لشهداء الصحافة اللبنانية، ثم قدم عضو مجلس نقابة المحررين واصف عواضة للحفل التكريمي بكلمة قال فيها:”نحيي اليوم ذكرى شهداء 1915 – 1916 ،صحافيين ومفكرين أعدمتهم السلطات العثمانية ،ولكن لا نعرف اليوم إذا ما علينا أن نترحم على الشهداء الأموات أم على الشهداء الأحياء في ظل المعاناة التي يقاسيها قطاع الصحافة والإعلام بسبب الأزمة التي يمر بها الوطن.
أضاف:لقد تخلصنا من الاحتلال العثماني لبلدنا ،ثم من الانتداب الفرنسي وحصلنا على الاستقلال ،لكننا وقعنا منذ ذلك الحين في انتداب أقسى ،هو ذلك النظام السياسي الطائفي الذي لم نعرف حتى الآن كيف نتخلص منه. ولكننا لن نفقد الأمل، سنظل متمسكين بالأمل،لأن مهمتنا كصحافيين تقتضي ذلك ..فما أضيق العيش لولا فسحة الأمل.
الكعكي
ثم ألقى النقيب عوني الكعكي كلمة عدد فيها شهداء الصحافة على مر السنين، وقال : من نتذكر في هذا اليوم؟ نتذكر نسيب المتني صاحب جريدة الطيار والتلغراف الذي اغتيل أيضا في مكتبه عام 1958.
نتذكر الزميل الاستاذ كامل مروه صاحب جريدة “الحياة”، وصاحب جريدة “الديلي ستار” التي كانت تصدر باللغة الانكليزية، وكانت الحياة من أولى الصحف اللبنانية، وكامل مروه اغتيل في مكتبه العام 1966.
نتذكر النقيب الحبيب المتميز صديق الملوك والرؤساء رياض طه الذي اغتيل في ظروف غامضة على بعد 30 مترا من نقابة الصحافة اللبنانية في محلة الرملة البيضاء عام 1980.
نذكر أيضا صاحب المجلة الأولى في العالم العربي “الحوادث” التي كان ينتظر حكام وشعوب العالم العربي ما يكتبه سليم اللوزي عام 1980.
أخيرا وليس آخرا نذكر الزميل وصديق العمر رئيس تحرير جريدة “النهار” جبران تويني، حيث فجروه بسيارته لأنهم لم يتحملوا ما يقوله عن الذين كانوا يحتلون لبنان عام
2005.
ونذكر الزميل سمير قصير عام 2005 صاحب شعار “عسكر على مين”.قافلة شهداء الصحافة لا تنتهي طالما أن لبنان لا يزال محتلا من قوة خارجية وبأيد محلية
أضاف الكعكي:” عيد الشهداء، هذا اليوم، هو مناسبة وطنية غالية على قلوب كل اللبنانيين.الوحيدة التي لا يوجد خلاف حولها. ولا استقلال من دون شهداء. فالشهداء هم العمود الفقري لكل تحرير ولكل استقلال… كما لا يمكن أن نتجاهل في هذا العيد، كوكبة الشهداء الذين بذلوا دمهم في سبيل حرية واستقلال لبنان على مدى السنوات الماضية.
كيف لا تكون هذه الذكري حافلة بالأمجاد ولبنان بلد الحريات والأحرار، لبنان بلد الصحافة الحرة، لبنان بلد الديموقراطية، لا وجود للبنان من دون حريات، ولا وجود للبنان من دون صحافة حرة ولا وجود ولا ضرورة للبنان من دون ديموقراطية”.
وختم الكعكي:” وعندما نتحدث عن الشهداء في هذا اليوم العظيم، لا بد من أن نذكر شهداء الصحافة وحرية الرأي ورجالات الفكر.
القصيفي
وألقى القصيفي، كلمة قال فيها:
“في مثل هذا اليوم من كل عام، نستعيد ذكرى تلك الكوكبة من احرار لبنان ، التي مضت بهاماتها المرفوعة، إلى اعواد المشانق، اراجيح المجد، هاتفة :
يا مرحبا بالموت يأتي مرحبا إن يكن حب بلادي السببا
فصغرت الحياة في عيونهم، وكانوا كبارا.
نجتمع اليوم لنكرم من استشهدوا لتبقى الحرية وتستمر، علامة هذا الوطن وقدره.
إن دم شهداء الصحافة والاعلام في لبنان ، كان وما زال دعامة الاستقلال وضمانة الحرية وسياج الكرامة الوطنية. كان هذا الدم حبرهم الذي خطوا به سطورا خالدات على مر الزمن.
فإلى شهداء صحافة لبنان واعلامه في عيدهم نقول: إنا على العهد باقون.
ووفاء لهذا العهد سنبقى في معترك النضال ندافع عن الحرية والعدالة ، ونعمل على اقرار قانون عصري للاعلام يستظله العاملون في جميع القطاعات الاعلامية، يكون مركوزا إلى شرعة وطنية ناظمة ، تأكيدا لوحدة اسرتها، ونسعى لتوفير دعم لها يعزز استقلاليتها، ويقيها عثرات الارتهان، ويجنبها الإرهاب المعنوي والمادي الذي يحرفها عن رسالتها الوطنية والإنسانية.
إننا نلاحظ اليوم تراجعا في مستوى المهنة، في ضوء الدعاوى القضائية غير المبررة ، ومحاولة التذاكي لارغام الصحافيين والاعلاميين على المثول أمام محاكم الجزاء لا أمام محكمة المطبوعات، أو احالتهم على مكتب جرائم المعلوماتية.
إن التضييق على الحريات لا يقتصر على التهديد الجسدي ، إنما يتبدى في الضغط المادي والمعنوي المتمادي الذي يهدد بزعزعة قواعد الاستقلالية والموضوعية لدى العاملين في هذا القطاع، من خلال تخييرهم بين الاملاءات الموجهة ولقمة العيش. ونصر على إزالة كل العوائق التي تحول دون إفادة الصحافيين والاعلاميين من قانون الحق في الوصول إلى المعلومات، لأن هذا الحق هو الركيزة الأساس الذي يمكنهم من أداء رسالتهم على أفضل وجه.
نستلهم سير الشهداء الذي سقطوا مضرجين بحبر اقلامهم لكي نؤكد التزامنا بالحق والحقيقة وتحرير لبنان من التبعية والفساد والمفسدين وبرفض استباحته والانتقاص من سيادته الوطنية، فنكون سيوف الحق المسلولة، وحبر الحقيقة المراق على طروس الحرية، والعين الساهرة والدرع الواقية لوطن الارز الذي تتربص به الاخطار، مرددين مع الشاعر:
عذر لمن مات لا عذر لمن سلما
اذا تهدم مجد واستبيح حمى
سيان عند ابتناء المجد في وطن
من يحمل السيف
او من يحمل القلما”.
فلحه
وكانت كلمة للمدير العام لوزارة الاعلام الدكتور حسان فلحه قال فيها :
“في مثل هذا المكان في 21 آب العام 1915 طلب أحد الاخوين محمد المحمصاني وكان معه اخوه محمود المحمصاني، ألا يعدم أحدهما أمام الآخر، بل أن يعدما معا حتى لا يشاهد احدهما الآخر، وقال:أنا لست نادما على ما كتبت ولا ما فعلت ولكني مصر ان تحيا الامة العربية،” وأعدما مع من اعدموا من كوكبة الصحافيين. ونحن اليوم، جيد ان يكون ماضينا افضل من حاضرنا، ولكن المشكلة الكبيرة ان يكون حاضرنا أفضل من مستقبلنا، وعليه، نحن كاعلاميين واعلاميات، نسعى الى قانون وأنظمة ترعى العاملين في الحقل الاعلامي، بعدما تغيرت وظيفة الاعلام التي أصبحت كبيرة وليست محصورة في مجال أو اخر، ومشكور من سعى من نقابتي الصحافة والمحررين واراد ان يخضع العاملين في مجال الاعلام لشرعة الضمان الاجتماعي والتقاعد”.
أضاف:” نحن لدينا حرية اعلامية، لكن يجب ان نرتقي الى الاعلام الحر غير المرتهن لا في الداخل ولا في الخارج ولا للطوائف ولا للمذاهب . يجب ان يكون انتماؤنا وطنيا للداخل أكثر من اانتماء الى أي أحد في الخارج. ونحن لسنا في وطننا الثاني لبنان، نحن في وطننا الاول والاخير لبنان ، الوطن النهائي لكل اللبنانيين”. ونحن اساس وضمان استقرار هذا البلد”.
وعن الانتخابات المقبلة، قال الدكتور فلحة :” لدينا مسؤولية وطنية تجاه مستقبل اولادنا، ليس تجاه اي طرف من الاطراف، يجب ان نقف الى جانب الحق والوطن، قبل الطائفة ولا الحزب، قبل اي انتماء، الوطن يعلى ولا يعلى عليه، والذين اعدموا في ساحة الشهداء من جميع الطوائف والمذاهب، في سبيل لبنان، السيد الحر والمستقل، وليس الذي تتنازعه بعض الجمعيات الاهلية، وان نكون دوما احرارا في ما نكتب. يجب ان نفكر بالمستقبل بعيدا عن اي ارتهان، وهذه المناسبة يجب الانطلاق منها الى غد أفضل”.
الاسمر
وقال رئيس الإتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الاسمر : “هذا الرمز شاهد، تحية لشهداء الصحافة الابية الحرة التي وضعت الاسس للبنان ليكون منارة الشرق والذي اشتهر بكل شيء وأهمها هو الصحافة الحرة التي تنقل الحقيقة بعيدا عن التشويه وبعيدا عن الارتهان”.
اضاف :”الشعب اللبناني أصبح كله شهادة، شهادة على مذبح الفساد، شهادة على مذبح الذل، وشهادة على مذبح الطوابير وشهادة على سرقة المودعين واموال الناس وشهادة امام تهريب الاموال وشهادة على مشاريع قوانين لا تعد ولا تحصى والتي كلها لا تمت للقوانين وحقوق الناس بصلة”.
وختم الاسمر داعيا الى “ان تكون هذه الوقفة في عيد الصحافة في 6 ايار، للقول لا للفساد ولا لتهريب الاموال وغيرها الكثير، وان نكون جميعا مع الوطن مع لبنان وحقوق شعبه”.
كلاس
وختاما، كانت كلمة مقتضبة لوزير الشباب والرياضة الدكتور جورج كلاس قال فيها:”انا سعيد جدا ان اكون مدعوا ومشاركا كزميل في هذا اليوم، يوم الحرية ومن واجبنا بعد ان نقف دقيقة صمت، ان نقف بمجد واكبار ليس للذين استشهدوا فقط بل لان كل حامل قلم هو مشروع ضحية، والحرية هي كيانية في لبنان، وطالما ان لبنان لديه الحرية هذا يعني ان لبنان باق، ولبنان لن يموت وكل عيد صحافة وكل عيد حرية ولبنان بخير”.
محفوظ
وقال رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ “للوكالة الوطنية” في المناسبة:
“تحية لشهداء الصحافة وخصوصا هذه المهنة الصعبة في حد ذاتها تحمل معاني كثيرة، تؤكد ان الاعلام الحر هو الاعلام الذي يصنع الراي العام وهو الذي يوجهه ويحوله الى طاقة كبيرة في البلد”.
وشدد على “ان الاعلام له مهمة ايضا وهو التشديد على فكرة الوحدة الوطنية، وان الاستقلال الحقيقي يكون في تعزيز التفاهم بين اللبنانيين وتغليب لغة الحوار وتقديم المعلومة الصحيحة والدقيقة والابتعاد عن التشهير خصوصا في ظل مرحلة الانتخابات الحالية حيث نلمس للاسف ان الخطاب الانتخابي هو خطاب يدعو الى شيطنة الاخر بحيث تغيب عنه البرامج الانتخابية الفعلية التي ينشدها اللبنانيون في اتجاه تغيير حقيقي في مواجهة الفساد، لذلك المهمة كبيرة بالنسبة للصحافةل توجيه الراي العام وتصويب الاداء السياسي في تعزيز لحمة اللبنانيين وانقاذ وحدة الوطن. وبالتالي هذه مناسبة لاعادة دور الاعلام اللبناني في المنطقة بعد تراجعه اجمالا خلال السنوات الماضية”.
أضاف محفوظ:” من الضروري ان تدعم المؤسسات الاعلامية، فكرة الدولة وان تبتعد عن خطاب التشكيك وخطاب الكراهية والانقسامات السياسية والطائفية”.