نعم .. نحن قادرون !!!(عماد عكوش)
بقلم د.عماد عكوش – الحوار نيوز
في ظل الازمة الاقتصادية الراهنة والتي أدت الى انخفاض حجم الاستيراد بنسبة تزيد عن 40 بالمئة من حجم الاستيراد الطبيعي ، وفي ظل أزمة الكهرباء التي يعاني منها لبنان والتي لن تنتهي في الزمن المنظور نظرا لتشعب العوامل المعرقلة والتي لا يمكن تجنبها او التغلب عليها .في ظل كل هذه الظروف المعيشية والتي كان لها الاثر الاكبر ، وبناء عليه فمن المتوقع أن يكون لبنان قادرا خلال عامين على تحقيق جزء أساسي من المعايير البيئية المحلية والعالمية، وشر البلية ما يضحك ، من خلال تحقيق أمرين :
الامر الاول : وقف معامل الكهرباء التي تسبب معدلات عالية من التلوث في البيئة اللبنانية ، وبالتالي وقف تدمير البيئة وتعزيز الواقع السياحي والتخفيض من معدلات انتشار الامراض الناتجة عن التلوث، وخاصة الامراض الرئوية وأمراض السرطان التي تفشت بنسبة كبيرة في الفترة الاخيرة .
الامر الثاني : تخفيض كمية النفايات وفرزها والاستفادة منها وبنسبة تصل الى حدود 80 بالمئة في أعادة تدويرها، وبالتالي إدخالها مجددا في العملية الانتاجية او تصديرها كخردة، وبالتالي الاستفادة من العملات الصعبة المحولة الى لبنان نتيجة لعملية التصدير ، وهذا يحصل نتيجة سببين :
السبب الاول : هو انخفاض حجم الإستيراد العام في لبنان وبنسبة كبيرة كما ذكرنا سابقا .
السبب الثاني : هو قيام مجموعات كبيرة من العمال بفرز هذه القمامة ،إما في أماكن المستوعبات المنتشرة بين الاحياء ، أو في أماكن المطامر والتجميع . هذا الامر ساهم بنسبة كبيرة في خفض حجم النفايات التي يتم طمرها أو رميها بين القرى ولاحقا حرقها والذي يؤدي في النهاية الى بث السموم والروائح والغازات المميتة.
أما سبب هذه الايجابيات فهي ليست نتاج جهد الحكومات والدولة اللبنانية وتخطيطها وانجازاتها، بل نتاج فشلها في تأمين الحد الادنى من المقومات الأساسية ، والبنية التحتية ، ولا سيما فشلها في تأمين الكهرباء من خلال مؤسسة كهرباء لبنان ، والذي دفع اللبنانيين الى البدائل لتأمين حاجتهم من الكهرباء ولا سيما الطاقة النظيفة وأعني الطاقة الشمسية .
ومنها أيضا إنخفاض القدرة الشرائية للمواطن اللبناني والذي أدى الى تخفيض حجم استهلاكه من السلع ،وخاصة السلع التي تنتج كميات كبيرة من النفايات ، وبالتالي إرتفاع سعر الخردة والمواد التي يمكن إعادة تدويرها والتي يمكن بيعها بالعملة الصعبة .
ما يحصل هو تأكيد على قدرة الشعب اللبناني على المقاومة لتحقيق الصمود كما صمد سابقا في وجه الاحتلال وانتصر ، هو قادر أيضا على الصمود واجتراح الفرص من الأزمات ،وهذا ما يحصل اليوم سواء على صعيد الكهرباء ، المياه ، وإعادة تدوير النفايات .
نعم اللبناني قادر على خلق الفرص ، قادر على الصمود رغم ما يجري في السياسة ، ورغم تحكم المافيات والكارتيلات بالاسواق وادارات الدولة ورغم وجود نظام طائفي لا يساعد على القرارات الجريئة والتي يمكن أن تؤدي الى تحول كبير في الاقتصاد القومي . على الرغم كل ذلك.. نعم نحن قادرون .