كتب واصف عواضة – الحوار نيوز
نعم..لم يفعلها أحد قبل نصري الصايغ.إعتدنا على الكتّاب ،حفلات توقيع ولقاء مادي لإنتاجهم ،وهذا حقهم.لكن نصري وزع كتبه وإنتاجه مجانا في احتفالية حاشدة.لم يفعلها أحد من قبل..
وردتنا الدعوة ،نحن أصدقاء نصري وزملاؤه :
يسر نصري الصايغ أن يهديكم كتبه التي صدرت تباعا في العامين الأخيرين.
المكان: قاعة السفير. الحمرا .نزلة السارولا.
الزمان: الجمعة ٢٧-١-٢٠٢٣
بدءاٌ من الساعة الرابعة بعد الظهر
ملاحظة: الكتب للاهداء وليست للبيع.
اعتبرنا الدعوة “ورقة جلب”..أولا لأننا نحب نصري ونحترم قلمه،وثانيا لأن الهدية ثمينة وغالية،وثالثا لأنها في “السفير” بيتنا الذي أمضينا في أحضانه أجمل أيام العمر،ورابعا هي مناسبة لنلتقي.
حضرنا زرافات ووحدانا لدرجة ضاقت بنا قاعة “السفير” الفارهة.أصدقاء وزملاء إعلاميون وصحافيون يتقدمنا كبيرنا طلال سلمان الذي تحامل على وهن الجسد بعد الوعكة الصحية التي ألمت به.
لم يحضر أحد من الصف السياسي.أغلب الظن أن نصري لم يوجه الدعوة لأحد منهم،فهو سبق له أن “نتف ريش” المنظومة والنظام في مقالاته التي كتبها بحد السكين.
لكن ما الذي دفع نصري الصايغ إلى مثل هذه البادرة غير المسبوقة؟
يقول نصري “إنها حادثة صدمتني خلال معرض الكتاب العربي والدولي الأخير،عندما عمدت أستاذة جامعية إلى رد الكتاب إلى الدار بعدما عجزت عن دفع ثمنه.فعندما تعجز سيدة جامعية عن شراء كتاب ،علينا أن نعرف مدى الإنهيار اللاحق بالبلد.ولذلك قررت أن أهدي كتبي للناس مجانا.وأنا أدعو كل الكتّاب لتقديم كتبهم إلى المراكز الثقافية لكي يتسنى للناس قراءتها مجانا”.
هي إذن بادرة ثقافية إنسانية تشبه نصري الصايغ الإنسان!
طرح نصري الصايغ بعض كتبه هدية مجانية للحضور:”محمد السيرة السياسية،دفاعا عن الخطأ،الخراب،خلص ما عاد في شي،أريد حذاء لروحي…وأخرى قدمها للعرض فقط ،ربما لندرة وجودها .
تكلم نصري في المناسبة ففاض على الحضور بروحه المرحة الأنيقة ،وأطلق حكايات طريفة من وحي إنتاجه: “يوم أصدرتُ كتابي بعنوان “الخراب”، قال لي الشاعر الراحل محمد علي شمس الدين “بعد هذا الكتاب يجب أن تدخل المصح العقلي”.. قلت له “لو لم أكتب هذا الكتاب لكنت دخلت المصح العقلي”.
“الخراب” في المناسبة أعيد طبعه أربع مرات في أكثر من بلد.هو مجموعة مقالات باللغتين العربية والفرنسية فيها من الإبداع والعبث الجميل الذي تصح فيه مقولة محمد علي شمس الدين ونصري الصايغ معا.
في الخلاصة كانت مناسبة رائعة تستحق أن تتكرر بين فينة وأخرى،لكنها تحتاج إلى مبدعين من الوزن المهني والثقافي والإنساني لنصري الصايغ.
على الهامش:قال لي عامل الموقف في محيط “السفير”، والذي غصت ساحته بالسيارات:لم نشهد مثل هذا الحشد من قبل في مناسبات عدة، لسياسيين وغيرهم..قلت له: إنه نصري الصايغ يا عزيزي،وإنها “السفير” التي لم يحلّ أحد محلها..!