د.أحمد عياش
انت لي،
أضمّكِ بين أنقاض مرفأ ، أنت التي كنت هدف عبوري للمسافات، أعيدك لي وسواسا يطاردني، اعيدك لي هاجسا يؤرقني، اردك لي عذابا في قصة احكيها لنفسي واصنع منها في الغربة وفي الوطن نهايات لروايات….
انت آخر البطولات…
انت لي بمنزلة بلادي للشهداء
انت لي انطلاقة وتباشير فرح و زغردة نساء في عرس،
انت نهاية كل البدايات….
من أين أبدأ و قد نسيت عندك سجادة الصلاة
سجادة صلاتي الاخيرة في سنوات القحط والحيرة والهجرة والحرمان والخيانات والجفاف.
أعلّقك على شجرة زيتون قرب بيتي، ابسطك على صخرة بركانية قرب ضريح جندي مجهول، اثبّتك على الجدار جدارية رموز الهية مشفّرة توحي بالحقيقة ولا تنطق بها، تشي للاجيال بالخلاص وبالانقاذ وبالنجاة.
انت لي،
اوّل الأحرف وآخر الكلمات.
لا مكان للأغنية خارج نغمات صوتك ،
لا زمان بلا حضورك،
انت مثلثات ومكعبات ودوائر و اهرام ذاكرتي ، نسائم اقدار ،
رسائل من ورد ومن قبلات،
وحدك نقطة ارتكاز حضوري،
ارقام ورسومات.
أضمكِ بين خراب شعبي، انت التي كنت هدف عبوري للمسافات، أعيدك لي همّاً وأرقاً ،قوافل من حب و من مواعيد ، اردّك لي ماض حيّ و حنينا لا يقهر وبكاء ضاحكا،
اردك لي اغنية حماسية ، كلمات عاطفية ،
اعانقك وسط معركة بدر وأُحد والاحزاب ،
اضمّ روحك لروحي ، نحرر الخراف من الاعدام عند الاعياد،
غدا عيد الأضحى،
انت كل الاعياد،
ارسمك يا بلادي،
عروسة فارسة ملثمة على جواد،
انت ما تبقى من بلادي ،
دمعتين وبندقية وثأر طفل و وعد بغد مشرق ،
آت كما تأتي الاعياد.