نجيب زهر ..عميد الاغتراب وعاموده(واصف عواضة)
كتب واصف عواضة :
رحل نجيب زهر عميد المغتربين اللبنانيين في افريقيا ،فهوى أحد أعمدة الانتشار الكبار ،بعد مسيرة طويلة حفرت في اذهان المغتربين والمقيمين بمختلف فئاتهم.
عرفت “أبا ياسين” قبل أربعة عقود من الزمان خلال زيارتي الاولى الى البلاد الافريقية ،حيث حطت رحلتي الأولى في ابيدجان عاصمة شاطئ العاج في اوائل الثمانينات ،وكان نجيب زهر رجل الأعمال الكبير والقيادي البارز في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم ،كرئيس للمجلس القاري الافريقي الذي يحتضن المغتربين اللبنانيين في افريقيا ،ويحتضنه رجل شاطئ العاج الأول وقائد استقلالها ورئيس البلاد “هوفويه بوانييه ” الذي كان يثق بنجيب زهر كل الثقة ويعتبره أحد ابنائه ،فكلفه ببناء عاصمته السياسية “ياموسكرو” على بعد مائتي كيلومتر من ابيدجان،فقام ابو ياسين بالمهمة على أكمل وجه.
أذكر ان نجيب زهر دفعني الى زيارة “ياموسكرو” ،فقضيت فيها يومين،واكتشفت مدينة تتسع لمليون شخص في حين لا يقطنها اكثر من ثلاثين ألفا،وهي تضم قصرا رئاسيا تحيطه المياه ،وكاتدرائية على قياس كنيسة القديس بطرس في الفاتيكان وفندقا من درجة الخمسة نجوم.
يومها سألت ابا ياسين عن هذا الترف غير الطبيعي ،فقال لي: هذا هو هوفويه بوانييه ،يريد وقد بلغ من الكبر عتيا ان يترك اثرا في بلاده يسجله التاريخ وتتناقله الاجيال.
وقد سئل بوانييه ذات يوم عن هذا الاسراف في المشاريع على بلاده فرد بالقول: لن أحمل معي الى القبر غير بذلتي.
توثقت علاقتي مع نجيب زهر خلال زياراتي المتعددة للدول الافريقية وخلال زياراته الى لبنان وأثناء المؤتمرات الاغترابية ،وكان الاحترام التبادل يظلل هذه العلاقة لأنها لم تكن مبنية على منفعة شخصية. عرفت في نجيب زهر الرجل المحترم، الدمث،الخلوق،العنيد في الحق،المجادل الشرس في قناعاته،الوطني القومي العروبي الذي دعم المقاومة والتحرير ،وهو ابن بلدة محتلة في جنوب لبنان(عيتا الجبل). وفوق كل ذلك كان حاضنا للمغتربين وسخيا في عمل الخير،لدرجة صرف الكثير الكثير من ثروته في هذا المجال.
لم ينخرط نجيب زهر في السياسة مباشرة ،لكنه لم يغب عن ساحتها ،ما ولّد له بعض الخصوم ،الا أنه كان في الوقت نفسه صلة وصل بين المغتربين لا صلة فصل ،ولطالما كنت أشاركه هذه المهمة في التوفيق بينهم.
يطول الحديث عن نجيب زهر ،ولسوف ينصفه تاريخ الانتشار وهو عامود الاغتراب الافريقي برمته.
رحم الله ابا ياسين واسكنه فسيح جنانه. والحوار نيوز التي آلمها غيابه تتقدم من عائلته الكريمة بخالص العزاء.
بيان النعي
وقد اصدرت عائلة الفقيد بيانا ينعى نجيب زهر الذي ووري في الثرى اليوم ،وجاء فيه:
وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا
إن لله وإن إليه راجعون
تسليما بمشيئة الله تعالى وبمزيد من الحزن والأسى
ننعى إليكم
فقيدناالغالي
عميد الإغتراب اللبناني في افريقيا ورئيس المجلس القاري الأفريقي السابق – ورئيس المجلس الوطني – شاطيء العاج، الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم
الحاج نجيب زهر (أبو ياسين)
الذي وافته المنية فجر يوم الجمعة ٣ايلول عن عمر ناهز ال٨٣ عاما.
زوجته:إكرام عبد النبي مرتضى
ابناؤه: – الراحل ياسين – ياسر – ناصر وياسين.
بناته: يسرى – نسرين زوجة مروان حمادة
أشقاؤه:المرحوم محمد – الحاج احمد وعلي.
شقيقاته: المرحومة صباح – الحاجة نجاح – الحاجة زينب – المرحومة خديجة.
الآسفون: آل زهر – آل مرتضى – آل حيدر – آل سعد – آل زين -آل الصباح
وعموم أهالي عيتا الجبل وأبناء الاغتراب والجاليات في أفريقيا عموما وفي ساحل العاج خصوصا.
و تمت الصلاة على جثمانه الطاهر ووري الثرى في مسقط راسه، بلدته عيتا الجبل يوم الجمعة ٣/٩/٢٠٢١.
ونظرا للظروف الصحية(كورونا) تقبل التعازي على الارقام التالية
أشقاؤه.
الحاج احمد زهر: ٧٠/٣٥٢٩٣٣
علي زهر: ٠٠٢٢٥٠٠٧٠٧٠٨٨٨٩٠
زوجته.
اكرام زهر: ٠٣/٣٨٢٤٩١
اولاده.
ناصر زهر: ٠٣/٢١٩٠١٨
ياسين زهر: ٠٣/٣٨٠٣٢٦
ياسر زهر: ٠٠٢٢٥٠٧٨٩٦٦٩٧٢٠
يسرى زهر: ٧٠/٨٤٤٠٠٠
نسرين زهر: ٠٣/٦٨٠٠٧٨
الجامعة الثقافة
ونعاه الرئيس العالمي للجامعة الثقافية عباس فواز في بيان جاء فيه:
بحزنٍ وأسىً كبيرين، تلقّينا صباح هذا اليوم نبأ وفاة عميد الاغتراب اللبناني الحاج نجيب زهر (أبو ياسين) الرئيس الفخري للمجلس القاري الأفريقي ورئيس الجالية اللبنانية في دولة ساحل العاج.
نجيب زهر من رَعيل الاغتراب الأول ومن كباره، أمضى ما يزيد على الخمسين عاماً من عمره في حقل العمل الاغترابي لا سيما في قارة أفريقيا التي أحبّ ودائماً تحت راية وعباءة الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم والتي لم تغِبْ أمورها وشجونها عن باله أبداً.
حضر لقاءات واجتماعات ومؤتمرات الجامعة في كلّ القارات ودائماً كان المبادر في طرح الأفكار الغنيّة وصاحب المبادرات لشمولية الرؤى الاغترابية ومنادياً دائماً بوحدة العمل الاغترابي تحت راية المؤسّسة الأم “الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم”.
”أبو ياسين” هذا الكبير الذي نخسر، سوف نفتقد غيابه في الجامعة ومجالسها، سوف نفتقد غيابه – نحن – أصدقائه ومحبّيه، سوف نفتقد هذه الروح الطيبة الصافية في لقاءاته المُحبّبة.
“أبو ياسين” عَلَمٌ من أعلام الاغتراب اللبناني ورائد كبير من رواده، رَسَم العلاقات لوطنه في عالم الاغتراب وصاحب المشاريع الكبيرة المقدّمة لأبناء القُرى والمناطق النائية في قارة أفريقيا التزاماً منه مع شعوب هذه القارة بهمومها ومشاكلها.
“أبو ياسين” هذا الصديق الكبير، مهما قلنا فيه لا نَفيه.
باسمي واسم الهيئة الإدارية واسم المجلس العالمي واسم الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم واسم الاغتراب اللبناني نتقدّم من أسرته ومن عائلته وجميع مُحبّيه بأسمى آيات العزاء سائلين المولى عزّ وجلّ أن يسكنه الفسيح من جنانه وأن يتغمّده بواسع رحمته.
المجلس القاري
وقدنعى رئيس المجلس القاري الافريقي في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم حسن يحفوفي ،نجيب زهر في بيان جاء فيه:
ببالغ الأسى والتسليم ينعي المجلس القاري الافريقي الى الأخوة المغتربين في افريقيا، خبر وفاة أحد أعمدة الاغتراب اللبناني في أفريقيا ، رجل العطاء والإنسانية والأخلاق العالية، رئيس المجلس القاري الأفريقي الأسبق، ورئيس المجلس الوطني في ساحل العاج الحاج نجيب زهر(أبو ياسين) ،
ولا يسعنا في هذا الظرف الأليم إلّا أن نتوجّه باسم الهيئة الإدارية للمجلس القاري الأفريقي/ الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، إلى الإغتراب اللبناني بشكل عام وعائلة الفقيد بشكل خاص بأحرّ عبارات التعازي وأصدق مشاعر التعاطف والمواساة في هذا المُصاب الجلل،
سائلين المولى عزّ وجلّ بأن يتغمّد المرحوم برحمته ويدخله الفردوس من جناته، وبأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، إنّه سميع عليم.