الحوار نيوز – حرب غزة
خيمت أجواء من التشاؤم وخيبة الأمل في إسرائيل والمعنيين بمفاوضات وقف النار وصفقة التبادل التي جرت في روما أمس ،والتي لم تستمر أكثر من ساعتين حيث عاد رئيس الموساد دافيد برنياع، من العاصمة الإيطالية مساء الأحد، بعد تقديم العرض الإسرائيلي المُعدّل لمقترح الصفقة ووقف النار في قطاع غزة للوسطاء، بحسب ما جاء في بيان صدر عن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو.
وذكرت القناة 13 الإسرائيلية في نشرتها المسائية، أن التقديرات في تل أبيب تشير إلى أن رد حركة حماس على المقترح الإسرائيلي المُعدّل الذي يشمل “تحفظات نتنياهو”، سيكون “سلبيا”.
وجاء في البيان الصادر عن مكتب نتنياهو أنه “في الأيام المقبلة ستستمر المفاوضات حول القضايا الرئيسية”، وقال إن “رئيس الموساد عاد من اجتماعه مع الوسطاء في روما”، وأضاف أن “الأطراف ناقشت خلال الاجتماع الوثيقة التوضيحية المقدمة من إسرائيل بشأن الاتفاق المقترح” لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
وشارك في اجتماع روما الذي يأتي في إطار المفاوضات عبر الوسطاء مع حركة حماس، مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز، ورئيس الموساد دافيد برنياع، ورئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس جهاز المخابرات المصرية عباس كامل.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن سبعة مسؤولين شاركوا في المحادثات أو اطلعوا عليها أن المفاوضات “لا تزال معطلة بشأن العديد من القضايا الرئيسية، وخاصة المدى الذي ستبقى فيه القوات الإسرائيلية في غزة أثناء الهدنة”، في ظل المواقف المتشددة التي يبديها نتنياهو، وذلك على الرغم من التقدم المحرز في الأسابيع الأخيرة.
كما أشارت الصحيفة إلى رفض إسرائيل لضمان انسحاب قواتها من المنطقة الحدودية بين غزة ومصر (محور فيلادلفيا) أثناء وقف إطلاق النار، بحجة “منع حماس من تهريب الأسلحة عبر الحدود في غياب القوات الإسرائيلية”. وناقش برنياع مع الوسطاء في روما الانسحاب من المنطقة الحدودية “إذا تمكنوا أولاً من تركيب أجهزة استشعار إلكترونية للكشف عن الجهود المستقبلية لحفر الأنفاق، فضلاً عن بناء حواجز تحت الأرض لمنع بناء الأنفاق”.
وأفادت الصحيفة بأنه لم يتم التوصل إلى اتفاق حول هذه المسألة؛ كما أشارت إلى أن “إسرائيل تريد الاحتفاظ بنقاط تفتيش عسكرية” على طول محور نتساريم بحجة “منع مقاتلي حماس من نقل الأسلحة نحو مدينة غزة”، وذكرت أنه “بعد أن بدت أكثر مرونة بشأن هذه القضية في وقت سابق من الصيف، تصلب موقف إسرائيل مجددا قبل ثلاثة أسابيع تقريبًا”.
وشددت الصحيفة على أن حماس “ترفض بشكل قاطع هذا الشرط الإسرائيلي”، في حين نقلت عن “ستة مسؤولين إسرائيليين” قولهم إن نتنياهو هو السبب الرئيسي وراء موقف إسرائيل المتشدد في المحادثات الجارية في روما، وأن كبار المسؤولين الأمنيين يضغطون عليه لإظهار قدر أكبر من المرونة من أجل التوصل لصفقة.
وفي وقت سابق قال مسؤولون في الطاقم الإسرائيلي في مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار إن الوسطاء قد لا ينقلون إلى حركة حماس رد إسرائيل “المعدل”، لأنه ينطوي على تراجع إسرائيل عن تفاهمات جرى التوصل إليها في 27 أيار/ مايو الماضي، حسبما ذكر موقع “واينت” الإلكتروني.
كما لفت المسؤولون الإسرائيليون إلى أزمة في المفاوضات حاليا، لأن رئيس الحكومة الإسرائيلية تبنى موقف معارضي التسوية حول محور فيلادلفيا ومحور نتساريم. كذلك اتهم مسؤولون أمنيون إسرائيليون نتنياهو بأنه أدخل التعديلات لمنع التوصل إلى صفقة وعرقلة المفاوضات.
وتضمن المقترح المعدل شروط نتنياهو الجديدة، بما في ذلك منع عودة “المسلحين” من جنوب قطاع غزة إلى شماله عبر تفتيش العائدين عند “محور نتساريم”، وبقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا الحدودي بين قطاع غزة ومصر، وتقديم ضمانات تتيح لإسرائيل استئناف حربها على غزة بعد المرحلة الأولى من الصفقة.