نتنياهو يخوضها “حرب حضارات”..لا حرب وجود فقط !(نسيب حطيط)
د.نسيب حطيط – الحوارنيوز
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أهداف حربه على لبنان وغزة ، بأنها حرب حضارات وليست حرب وجود فقط ،وذلك باسم “حرب القيامة” ،معلناً انها حرب طويلة وشاملة على كل المستويات تحت القصف والتدمير والتوحش .
كشف “نتنياهو” عن الاهداف الحقيقية للحرب وانها ليست إعادة المستوطنين الى الشمال وإبعاد المقاومة حتى حدود الليطاني وليست لتنفيذ القرار 1701،إنها حرب بالوكالة عن المشروع السياسي والثقافي الغربي الذي تقوم اسرائيل بتنفيذه بالنار، وتقوم اميركا بتنفيذه بالقرارات الدولية والثقافية عبر “الديانة الإبراهيمية” واتفاقية “سيداو” و “المثلية” ، لمحو ثقافات الشعوب وحضاراتها وأديانها وعقائدها بعنوان “عولمة الثقافة الأميركية_التلمودية المرتكزة على الشذوذ السياسي والأخلاقي” التي بدأها المحافظون الجدد بقيادة الرئيس الامريكي “بوش” الذي اعلن انه يخوض حرب الله على الارض !
حدّد “نتنياهو” اهداف حربه بثلاثة اهداف :
– حرب حضارية ضد الاسلام والمسيحية، وكل حضارة لا تؤمن بالتفوق اليهودي ولا تؤمن بقياده اميركا للعالم .
– حرب تحرير لبنان من المقاومة والاحتلال الإيراني.
– حرب وجودية، لحفظ الكيان ومشروعه ” اسرائيل الكبرى”.
يُضاف الى هذه العناوين والتي تتجاوز موضوع الامن الجزئي وارجاع المستوطنين وتحشد في صفوفها كل المؤيدين من الغرب والعرب ،هدف رابع يتعلّق بحماية الحكام العرب الذين يخافون على انظمتهم وحكمهم من تهديد الاسلام السياسي بمذهبيه السني والشيعي (الاخوان المسلمون السنّة وذراعهم العسكرية “حماس”، والشيعي وذراعه حركات المقاومة في لبنان والعراق واليمن وفي مقدمتهم المقاومة في لبنان) ويحتشد العرب والمسلمون مع العدو على اساس سياسي ومصالح ،بعيداً عن الدين والقومية .
تاريخيا عندما كانت تقع الحروب بين الأمم، تبادر الجيوش لحرق المكتبات وتهدم البيوت ومراكز الثقافة والدين. هكذا فعل المغول في بغداد والرومان والصليبيون وكل الامم التي تصارعت، وهكذا فعلت إسرائيل بغزة وقامت بتجريفها وهدمت الجامعات وقصفت المستشفيات والمساجد والكنائس والمكتبات التي تمثل ثقافة وحضارة هذا الشعب وهويته الثقافية، وتعيد اليوم في لبنان ما فعلته في غزه، حيث تقصف الاثار التاريخية والمساجد والكنائس والمستشفيات والمكتبات ووتقوم بتجريف المقابر في القرى الحدودية لمحو الهوية الثقافية والتاريخية للقرى، كما فعلت في فلسطين ،لإلغاء كل مظهر او اثر يدل على هوية هذا الشعب.
بعدما أعلن “نتنياهو” اسم حربه وأهدافها، على بقية اللبنانيين والعرب والمسلمين ان ينتبهوا ان هذه الحرب ستشملهم، وان هذه الحرب لا تتعلق بالمقاومة او السلاح او الشيعة فقط، وانما هم ضحاياها الأوائل، ولأنهم يملكون السلاح والإرادة والفكر لمقاومة “الديانة الإبراهيمية” والحضارة التلمودية_ الأميركية، وعليهم ان يحتشدوا مع المقاومة للدفاع عن أنفسهم ولا يطعنوها والا سيكونون ضحاياها فيما بعد!
الحرب التي تشنها اسرائيل بقياده اميركا ودعم عربي لن تتوقف الا بانتصار “ملك اسرائيل “نتنياهو وقتل من يواجه مشروعه، ولذا فإن الحرب طويلة ومتوحشة، ومن ينتظر وقف نار من المخادع فانه ينتظر السراب والوهم…وعلينا تصديق ما يقوله “نتنياهو” وليس ما يقوله الجندي في جيشه “هوكشتاين”!
على محور المقاومة ان يغيّر استراتيجيته ،لمواجهة هذه الحرب ووجوب الا ينتظر هزيمة المقاومة في لبنان وسقوطها بعد سقوطها في غزة، فإن من يتأخر عن المشاركة في الحرب مع المقاومة في لبنان سيستيقظ و “نتنياهو” يطرق باب بيته بعد قتل كل الحراس خارج اسواره!
يعتبر “نتنياهو” ان كل ما يؤشر الى حضارة هذا الشعب او ثقافته او هويته ،هو هدف عسكري مشروع لطائراته الأميركية، وان كل فرد ينقذ حياة انسان، بنقله بسيارة الاسعاف او تأمين ربطة الخبز او الماء فهو مقاوم يقاتل ضد نشر حضارة الموت والمثلية والديانة الإبراهيمية ويجب قتله !
نخوض حرباً وجودية في لبنان وفي المنطقة، وندافع عن هويتنا وحضارتنا وديننا وثقافتنا وراياتنا، حتى لا نصل الى وقت يأمرنا الأميركي والاسرائيلي بأن نمزّق ونحرق راياتنا واعلامنا ونرفع العلم الملوّن بيد والعلم الاسرائيلي باليد الأخرى!
فليستيقظ المخدوعون والمقصرون وليبادروا للدفاع عن انفسهم وحضارتهم قبل فوات الأوان…