حروبسياسةصحف

الصحافة الإسرائيلية:أزمة ثقة بين نتنياهو والجيش

 

الحوار نيوز – ترجمات

نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت ” الإسرائيلية اليوم مقالة مشتركة بين معلقها السياسي ناحوم بارنيع ومعلقها الأمني رونين بيرغمان ،تحدثت عن “أزمة ثقة بين نتنياهو والجيش”.

وقالت إن كابينت الحرب سوف يواجه في الأيام أو الساعات القريبة قرارا مصيريا ،خصوصا إذا صح ما نشرته شبكة CNN حول أن تحرير المواطنتين الأميركيتين “عزز الإحساس في الطاقم الأميركي أن بالوسع تحرير مزيد من المخطوفين بالمفاوضات”.

ونقلت CNN عن لسان مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة بايدن تضغط على إسرائيل لتأجيل الدخول البري الى القطاع لأجل السماح بالتقدم في موضوع المخطوفين. وأشارت المقالة إلى أن إسرائيل ترغب في الفصل بين مسألة العملية البرية ومسألة الرهائن. وقالت أنه “في الظروف الناشئة مشكوك أن يكون الامر ممكنا.”

وأشارت المقالة إلى تصريح الناطق بلسان الجيش أن القوات تنتظر أمر القيادة السياسية لبدء العملية البرية. واعتبرت أن هذا أسلوب “قيادة الجيش لنقل عبء البرهان الى الحكومة واساسا الى رئيس الحكومة. وأنه فضلا عن الجدال حول التوقيت، نشأت ازمة ثقة بين نتنياهو والجيش وفي داخل الكابينت الضيق والكابينت الموسع.” واعتبرت أن “ازمة الثقة هي ضرر مضاف الى الضرر الرهيب الذي تكبدته إسرائيل في 7 أكتوبر. فهو يجعل من الصعب جدا التركيز على الحرب وعلى اتخاذ القرارات بما فيها القرارات الأليمة. إسرائيل بحاجة الان الى زعامة فاعلة، مركزة على المهمة”.

ورأى الكاتبان أنه خلافا لما جرى في حرب أكتوبر 1973 ” اليوم إسرائيل تتصرف لكن ليس لها إدارة تؤدي مهامها. هذا هو فخ 2023″. واوضح أن دور كل من غانتس وآيزنكوت محدود بعدما اتفقا مع نتنياهو على أنه ليس من صلاحيتهما التحادث مع الضباط خارج مداولات الكابينت إلا بإذن من نتنياهو.  وأشارا إلى أنه “حسب شهادات محافل سياسية وعسكرية يصعب على الحكومة الوصول الى قرارات متفق عليها في مواضيع مركزية تقف على جدول الاعمال. في الأسبوع الماضي نشر أن نتنياهو منع قرارا لضربة استباقية في الشمال، رغم ان الجيش ووزير الدفاع غالنت اوصيا بها  (ادعاء نفاه نتنياهو). في مركز الجدال كان الطلب الأمريكي للامتناع عن ضربة إسرائيلية استباقية في لبنان”.

وركز الكاتبان على أزمة الثقة بين الجيش ونتنياهو وبين الأخير ووزير الدفاع ما يجعل في نظرهما “العمل المشترك صعبا”. والصدام بين الاثنين له تاريخ، وحسب الكاتبين “المواجهة ليست فقط بين خطط مختلفة بل أيضا على خلفية شخصية. نتنياهو يعد نفسه للصراع الجماهيري الذي سيبدأ بكل الشدة عندما يستقر الوضع في الميدان. مقربوه في الشبكة الاجتماعية يلقون المسؤولية عن المصيبة على المؤسسة الأمنية، من غالانت ورئيس الأركان فما دون.”

وخلص الكاتبان إلى “أن الخوف من العاصفة التي ستأتي في اليوم التالي ،توجه أيضا خطى الوزراء وتتسلل الى قيادة الجيش الإسرائيلي. ففي المداولات يتحدثون للبروتوكول، انطلاقا من التفكير في اليوم الذي ستقوم فيه لجنة تحقيق. هذا يجعل صعبا جدا الحديث الصادق، الثاقب، كما ينبغي، بين أصحاب القرار. حتى لو كان بعض من كبار الضباط سلموا منذ الان برحيلهم في نهاية الحرب، ما يسمح لهم بتركيز اكبر على الانتصار فيها – فلا يزال الحديث في القيادة، هكذا حسب شهود من أعماق البئر لا يركز على ما يلزم، فيما يغيب عنه الاهتمام بسلسلة مواضيع مركزية يفترض بالجيش ان يعنى بها”.

وقالا إن “الحكومة أعلنت عن هدف للحرب يشكك الجيش الإسرائيلي بقابليته للتحقق. في تصريحات مختلفة وعد نتنياهو وغالانت بمحو حماس عن وجه غزة. ولم يشرحا ما هو المعنى العملي للتعهد. وقال رئيس الأركان هاليفي: “اننا سنفكك كل البنية التحتية التنظيمية التي توجد من تحت السنوار”، لكن كيف سيتحقق هذه الهدف؟ هل ينبغي لهذه ان تكون المناورة الأخيرة”. هل فقط في مدينة غزة، او في سيطرة كاملة على كل القطاع؟ ومتى سيعرف الجيش الإسرائيلي وتعرف الحكومة بان إسرائيل انتصرت بالفعل. في الجيش يقولون ان الذنب هو في القيادة السياسية التي لم تحدد للجيش أهدافا واضحة. قد يكون هذا صحيحا، لكن جيشا يخرج الى حرب، دون الايضاح كيف سيعرف اذا كان انتصر، ناهيك عن كيف سيخرج من ساحة القتال، يجب على الأقل ان يحذر من أن هكذا هو الوضع. عرف الجيش كيف يحذر في السنة الأخيرة من الازمة التي نشبت بسبب الانقلاب القضائي. اما هذه المرة، على الأقل بقدر ما هو معروف لنا فقد صمت صوته. كما انه، على حد علمنا، لا يجري بحث في مسألة ماذا سيكون الواقع في غزة بعد أن تطرد حماس، اذا ما طردت ، لا في الجيش ولا في الحكومة. إسرائيل تسعى لان تدخل الى غزة دون تعريف واضح متى وكيف ستخرج من هناك وماذا ستخلفه وراءها.”

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى