مَن المسؤول عن إقتلاع “المسامير الإسرائيلية” الخمسة؟(نسيب حطيط)

كتب د.نسيب حطيط – الحوارنيوز
أزهرت دماء الشهداء وصمود أهل المقاومة ،فتحرّرت الأرض من الإحتلال الإسرائيلي وعاد الجنوب محرّراً وسيعود أهله كراماً أعزّة ،لا يُنغّص فرحتهم سوى “المسامير الخمسة” التي زرعها الإحتلال ،كمواقع حماية للمستوطنات وتحقيق نصر معنوي افتراضي ، لطمأنة المستوطنين الخائفين من”المقاومة وأهلها” وإقناعهم بالعودة الى بيوتهم وتشجيعهم للتشبّه بالجنوبيين الذين طرقوا أبواب قراهم تحت الرصاص، وفي يوم العودة الأول دفعوا 150 شهيداً وجريحاً، لتثبيت عودتهم ومنع تمديد الهدنة، وهذا ما فعلوه في المرة الأولى بعد إجتياح 82 عندما بقوا يطرقون أبواب قراهم 18 عاماً حتى أستطاعوا تحرير أرضهم دون إنتظار لتنفيذ القرار الدولي 425 الذي بقي 22 عاماً ولم يتم تنفيذه ،بل أعقبه اجتياح عام 82 وعناقيد الغضب ومجزرة قانا .
زادت اسرائيل ،عدد مساميرها في الجسد اللبناني ،وأضافت المسامير الخمسة الجديدة الى مسماري شبعا وكفرشوبا، بالإضافة الى النقاط المتحفّظ عليها عند ترسيم الخط الأزرق، ما رفع عدد مسامير الإحتلال الى عشرين مسماراً في الجسد اللبناني. ومع ان هذه المسامير جرحٌ نازف ،لكنها تؤكد أيضاً ان الإحتلال لا يستطيع ان يحتل الأرض في لبنان كما يريد، او ان يبقى فيها كما يشاء او يفرض اتفاقية سلام مقابل إعادة الأرض منقوصة السيادة ،كما في سيناء والجولان والضفة الغربية، وكل ما يستطيعه نقض المواثيق والعهود مدعوماً من أميركا والأمم المتحدة وصمت الخصوم، ليحقّق نصراً معنوياً جزئياً لصرفه في الداخل الإسرائيلي ،بأنه لايزال في أرض لبنان وكل مجده وفخره أنه لا يزال يحتل مئات الامتار ،ليعود المستوطنون الى الشمال، وقد سبقهم أهل الجنوب الى جنوبي الجنوب على مشارف الشمال الفلسطيني!
والسؤال المطروح: ماذا ستفعل المقاومة تجاه النقاط الخمس ؟
ان مسؤولية تحرير الأرض ستكون في المرحلة الأولى على عاتق الدولة اللبنانية التي تقول ان لا سلاح غير سلاحها ولا قرار غير قرارها، ومن مسؤوليتها ومهمتها تحرير الأرض كما تشاء بالدبلوماسية او غيرها ،طالما انها لا تستطيع سلوك الحل العسكري ، بسبب عدم توازن القوى اولاً ومنعها من اتخاذ القرار السياسي بالمواجهة بضغط أميركي!
لقد بقيت مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ما بين العام 2006 و 2024 خارج دائرة المواجهة العسكرية بين المقاومة والعدو الإسرائيلي، مع الإصرار بالمطالبة على تحريرهما مع كل الشغب السياسي الذي يطال هويتها، سواء كانت لبنانية او سورية. وستكون هذه النقاط الخمس ومثيلاتها النقاط 13 على الخط الأزرق والتي لايزال الخلاف عليها قائماً، وتبقى المقاومة في موقع المراقب والإستعداد ، فإذا رأت أن المصلحة تقتضي التدخل بعد فشل المفاوضات فستفعل دون تأخير.
لكن السؤال الأكثر إلحاحاً حول الخطر الأكبر الذي يتمثّل بحرية العدو بالإغتيالات داخل لبنان، ما يجعل لبنان كله “نقطة” أوسع من النقاط الخمس ويزعزع الأمن في لبنان ويجعله محتلاً من الجو وتصبح النقاط الخمس قنابل دخانية، لتغطية الإحتلال الإسرائيلي للبنان.
ان مهمة الدولة اللبنانية والقوى السياسية في لبنان والمقاومة ، تثبيت حماية لبنان ومنع العدو من استباحته بالاغتيالات او بقصف المواقع ،بحجة أنها مخازن وصواريخ او مراكز إعداد وتصنيع، تهدّد الأمن الإسرائيلي. وهذا مصطلح مطاط، فيمكن ان يصبح المسجد مكاناً متهماً بإعداد الشباب وتربيتهم على ثقافة العداء لإسرائيل!
لابد من تقييد العدو الاسرائيلي ومنعه من المسح الجوي والاعتداءات الجوية ،قبل أي نقاش حول السلاح او القواعد او المخازن او الأنفاق.
نشكر الله سبحانه ونبارك لأهلنا فرحتهم رغم الأحزان الكبيرة والتهاني والتبريك ،بأن الدماء لم تذهب هدراً، وان الارض قد تم تحريرها ثانية، بسواعد المجاهدين ودعاء وصمود الأهل الصابرين.