سياسةمحليات لبنانية

ميقاتي : ما نقوم به هو صيانة مبنى مترهل..ولهذه الأسباب تعرقلت الهبة الإيرانية

 

كتب واصف عواضة – خاص الحوار نيوز

من يجالس الرئيس نجيب ميقاتي في هذه الأيام يشعر أن الرجل يحمل هموم الدنيا فوق كتفيه.فالمسؤولية في هذه المرحلة حمل ثقيل تنوء به “أعرض الأكتاف”.ربما كان يفضل أن يكون في هذا الزمن متفرجا أكثر منه منغمسا في هموم البلد وأهله.

يحاذر رئيس حكومة تصريف الأعمال أن يعترف بأنه متشائم إلى أبعد الحدود،لكنه يلمح مع كل مسألة تطرح عليه إلى أنه إذا لم نتفاهم داخليا فالأمور ذاهبة إلى أبعد من الإنهيار الذي يعيشه البلد..(ربما إلى جهنم التي أشار إليها الرئيس ميشال عون ذات يوم).

في اللقاء مع مجلس نقابة المحررين الصحافيين ظهر الإثنين أطلق ميقاتي أكثر من موقف حازم وحاسم:لن أسير في المراسيم الجوالة لأنها غير دستورية..سأدعو مجلس الوزراء كلما دعت الضرورة..رئيس الحكومة هو الذي يضع جدول الأعمال ،والبنود موضع الخلاف نحذفها من الجدول خلال الجلسات..لن أقوم مقام رئيس الجمهورية.. سوف ألتزم بمنطق الدستور وليس غير ذلك..ينعقد مجلس الوزراء ويأخذ القرارات بالأكثرية الدستورية.. تريدون حلا،فلننتخب رئيسا للجمهورية ثم يتم تشكيل حكومة فتنتظم المؤسسات.

يلخص الرئيس ميقاتي حالة البلد على النحو الآتي: ما نقوم به هو صيانة مبنى مترهل ،وأملنا فقط هو الحفاظ على هيكل المبنى.لم نصل بعد إلى طريق مسدود ،والحل الوحيد هو باتفاق اللبنانيين وتفاهمهم.واهم من يعتقد أننا في مركبين مختلفين .نحن في مركب واحد ،وعندما يغرق نغرق معا.يسألون عن الودائع فهل هي في جيوبنا؟..لقد طارت الودائع نتيجة سياسة مالية عمرها بين 30 و40 سنة .خذوا مثلا قطاع الاتصالات الذي بات اليوم مثل قطاع الكهرباء،كله محاصصة بمحاصصة.

ولكن لماذا على المواطن أن يدفع الثمن؟

تسأل فيجيب ميقاتي:لأن المواطن مسؤول أيضا ،وهو الذي أعاد المنظومة السياسية من خلال الانتخابات.

ولكن يا دولة الرئيس كيف يمكن الاستمرار على هذا النحو؟

يقول:نعم نحن لسنا بخير.كيف تريدون أن ندير البلد في ظل الأوضاع المالية الحالية للدولة؟..عام 2019 كانت ميزانية الدولة 17 مليار دولار.اليوم موازنة الدولة باتت 900 مليون دولار.كيف يمكن للدولة أن تعمل وتستمر بهكذا موازنة؟..كنا نجبي ضرائب ورسوم بنسبة 22 بالمائة.اليوم نحن نجبي 3 بالمائة.نحن أقل بلد في العالم يدفع ضرائب.

الهبة الإيرانية

هنا يخطر في البال موضوع الهبات التي يرفضها لبنان؟

يجيب ميقاتي:كيف يمكن لنا أن نقبل هبات تعرّض لبنان للخطر والعقوبات؟..الهبة الإيرانية درسناها بعناية.راجعنا محامين أميركيين متخصصين في موضوع العقوبات.تبين لنا أن الهبات المشروطة التي يمكن أن تعود بأي فائدة لأيران خاضعة للعقوبات.أما الهبات غير المشروطة فهي خاضعة أيضا للمراجعة الأميركية ولموافقة الإدارة الأميركية لكي نتجنب العقوبات.هذا هو حالنا مع الهبة الإيرانية.وعليه تجمد الموضوع.

العلاقة مع السعودية

غالبية مجلس النقابة ،نقيبا وأعضاء،كان في ذهنهم سؤال واحد ربما كان ميقاتي يفضل عدم الغوص فيه:ماذا فعلت يا دولة الرئيس مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان؟

يتجنب ميقاتي التفصيل، لكنه يقول:كان اللقاء جيدا،وهو عبر عن محبته وتفهمه لواقع لبنان.

الجواب لا يشبع نهم الصحافي فيضيف:قلت له أن لا مطلب شخصيا لدي .أريد مصلحة البلد.

ولكن هل كان اللقاء بروتوكوليا لوجودك في القمة العربية الصينية ؟

يرد ميقاتي بحذر:لا لم يكن كذلك.سبقته اتصالات ومحادثات عندما كنت في قطر وتقرر عقد اللقاء في المملكة.

 حادثة اليونيفيل

 في موضوع حادثة اليونيفيل يؤكد رئيس الحكومة أن الجيش يجري التحقيقات اللازمة، ونأمل الوصول الى النتيجة قريبا”.
يضيف:”إن المزايدات في هذا الملف مرفوضة ،وكذلك مرفوض الاستخفاف بخطورة ما حصل او اعتباره حادثا عاديا او عرضيا .الحادثة يجب اخذها بجدية ،واجراء كامل التحقيقات والمحاسبة. هذا الملف اتابعه مع قيادة الجيش التي تجري التحقيقات اللازمة ونأمل الوصول الى النتيجة قريبا”.

وردا على سؤال يقول  :” لكون الحادثة حصلت خارج نطاق عمليات اليونيفيل ، فمن المرجّح أنه لم يكن مخططا لها”.

وعن ملف بلدة رميش الحدودية قال:”لقد طلبت من الجيش تقريرا كاملا عن الموضوع، علما ان التعاون قائم بين الجيش واليونيفيل في هذا الملف ويتم الكشف ومراقبة المواقع التي يتم الحديث عنها والتابعة لجمعية ” أخضر بلا حدود”.

في الملف الحكومي يقول :”إن الحكومة تلتزم المهام المطلوبة منها دستوريا في مرحلة الشغور في رئاسة الجمهورية ، والى حين انتخاب رئيس جديد، والأولوية الأساسية هي لانتخاب رئيس  جديد للجمهورية ومن ثم  تشكيل حكومة جديدة..و انتخاب رئيس جديد  للجمهورية لا يعني انتهاء الازمة ، بل يفتح الباب أمام فترة سماح في البلد للوصول الى حل”. 
وردا على سؤال : ” نعم ، وفق المعطيات الخارجية هناك شيء ما يتم التحضير له لحل الأزمة  ولكن الأمور تحتاج الى وقت”.   
 

وعن موضوع مطار بيروت وما قيل عن اسلحة ايرانية يتم ادخالها يؤكد ميقاتي : “لقد اجتمعت الاسبوع الفائت مع قائد الجيش ومع  القادة الامنيين ،واكدوا جميعا ان التحقيقات التي اجريت أكدت ان ما قيل غير صحيح ، ولا اسلحة تدخل من المطار”. 
وقال: “لدى الحديث في ملف المطار، وبعد حادثة اليونيفيل ،كنت بصدد دعوة المجلس الأعلى للدفاع الى الانعقاد بصفتي نائب رئيس المجلس، ولكنني عدلت عن الموضوع حتى لا يقال إننا نستفز احدا”. 
 القصيفي
وكان اللقاء بين  الرئيس ميقاتي ومجلس نقابة المحررين إستهل بكلمة للنقيب جوزيف القصيفي جاء فيها: “آمال اللبنانيين اليوم موؤدة ،واحلامهم محطمة،وهم يسألون:أما لهذا الليل الطويل أن ينجلي بإصباح،أو أنه سيمتد دون تلمس النور في نهاية النفق؟ .
كنتم لأيام خلت في المملكة العربية السعودية،  وقابلتم  ولي عهدها، رئيس مجلس وزرائها الأمير محمد بن سلمان .فهل ثمة مؤشرات تدل إلى تحول في موقف الرياض، يشكل رافعة للحلول التي يجري البحث عنها وفيها ،في عواصم القرار الدولية والاقليمية ،حيال لبنان ؟”.
اضاف:”هل أصبح الاتكال فقط على تحويلات اللبنانيين في الخارج التي تدفع الجوع عن ذويهم ، وذلك في غياب الرعاية الاجتماعية والصحية؟وهل يليق باللبنانيين  أن يظلوا على قارعة رصيف القلق في انتظار من يتصدق عليهم من جمعيات وهيئات اغاثية ،توفر لهم القوت وما تيسر من الدواء، وبعضها لغايات واجندات في نفوس مانحيها؟ “.

وختم:” لقد استكان اللبنانيون طويلا إلى الذل الذي أصابهم، لكننا نخشى ثورة تعلو شراراتها وتمتد. إن ثورة الجياع إن وقعت-  ولا نستبعد وقوعها وشيكا- كالسيل العرم تأخذ في طريقها كل شيء.فحذار الوصول إلى هذه المرحلة ضنا بدمار اوسع، وخراب أعم. صارحوا اللبنانيين.تداركا لما هو أشد سؤا .فالمصارحة افضل من إخفاء العلة. لان استقاء الحقيقة ممن هم في هرم المسؤولية والسلطة ،يبقى هو الاجدى”.

خلاصة

خلاصة اللقاء مع الرئيس ميقاتي لا تشفي الغليل.الأفق ما يزال مسدودا،والرهان على تفاهم داخلي لا تبدو بشائره حتى الآن،لعل عطلة الأعياد تشكل مناسبة لهز الضمائر..فإلى العام المقبل مع أطيب التمنيات!!

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى