الحوار نيوز – خاص
في الوقت الذي كانت فيه البلاد تنتظر ترجمة للتحرك الذي بادر اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري باتجاه تسريع تشكيل الحكومة الجديدة ، فوجئ اللبنانيون بالسجال الذي جرى اليوم بين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وتيار “المستقبل” ،ما أوحى بأن الأمور ما تزال في حلقة مفرغة بين الطرفين، وهو ما أطاح الآمال بتشكيل الحكومة.
وقالت مصادر متابعة إن هذه المواقف لا تخدم تشكيل الحكومة ولا تواكب مبادرة الرئيس بري ،خاصة وأن الشروط والشروط المضادة ما تزال قائمة ،وكأن لا رغبة في تشكيل حكومة تسهم في إنقاذ البلاد والعباد من الأزمة الخانقة.
وكان النائب باسيل أعلن اليوم “أننا نؤيّد المسعى الذي يقوم به الرئيس برّي وحزب الله من اجل الاسراع بتأليف الحكومة ونحن معه ونساعده بكلّ ما اوتينا. ونحن فيما يعنينا، لن نترك احد يعطي حجّة لتأليف الحكومة دون ان نطفئها. فكما اطفأنا حجّة عدم التكلّم معنا، وبالتغاضي عنها، وكما اطفأنا حجّة السياسيين بالحكومة بأن لا سياسيين ولا حزبيين فيها؛ وكما اطفأنا حجّة الثلث زائد واحد بأن اثبتنا للجميع ان لا زيادة عن 8 اطلاقاً؛ كذلك سنطفئ الحجج الجديدة التي بدأت تظهر. فالرئيس(عون) لا يريد اطلاقاً اي وزير اضافي عن الـ 8 ،وهو يؤيّد اي آلية او وسيلة تؤدّي الى تسمية وزراء لا يمتّون اليه والى غير بصلة سياسية .
أما م هذا الموقف جاء رد تيار المستقبل على باسيل عنيفا ،وصدر عنه بيان قال فيه:
“لا يترك “رئيس الظل” جبران باسيل مناسبةً إلا ويتكلم بها بلسان رئيس الجمهورية، ويؤكد المؤكد بأن إرادة التعطيل تتقدم لدى الرجلين على كل الإرادات الوطنية الساعية إلى تأليف حكومة مهمة طال انتظارها من قبل اللبنانيين.
أضاف:المشكلة، أن جبران باسيل لا يقيم أي وزن لمعاناة اللبنانيين بفعل فشل العهد وحكومته، وجل ما يعنيه اليوم استدراج العروض السياسية من أجل استعادة اعتباره السياسي الذي مُني بانتكاسة العقوبات الأميركية، وهو لهذه الغاية، لم يكتفِ بإفشال عهد رئيس الجمهورية ميشال عون، بل يمعن في استخدامه أداةً لإعادة تعويم نفسه، من عراضات الدلع التي سبقت التكليف، إلى سياسات التعطيل التي ترافق التأليف، وصولاً إلى دعوته لعقد حوار وطني في قصر بعبدا، وقد فاته أن غالبية اللبنانيين، وبفضله، ينظرون إلى القصر في عهد عون على أنه مؤسسة حزبية تابعة لباسيل، وليس موقعاً للرئاسة الأولى.
وسأل:هل نحن في عهد جبران باسيل ام في عهد ميشال عون؟ ام أن الاقدار قد رمت اللبنانيين في مستنقع سياسي يديره باسيل ويرعاه عون؟ من يستمع لجبران باسيل، يتأكد له المؤكد بان هذا الشخص يمارس اللعب على حافة الهاوية من حساب رئاسة الجمهورية وعلى حساب كل السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية في لبنان. لقد نجح جبران في استنزاف رئاسة الجمهورية وتعريضها لأبشع التهم والأوصاف وتفخيخها بفريق عمل من المستشارين تتنافس على تنصيب سيد العهد على عرش اسوأ العهود في تاريخ لبنان.
وقال البيان:يتوهم جبران باسيل، ان استخدامه لولي نعمته السياسي ومبرر وجوده في الحياة العامة الرئيس عون، سيمكنه من الانقضاض على رئاسة الحكومة وكسر شوكتها والاستيلاء على صلاحيات التكليف والتأليف واحكام السيطرة على السلطة التنفيذية . ويتعاظم ضباب الاوهام في رأس جبران الى حدود الاعتقاد بان من يقدر على تعطيل الدعوة الى لقاء حواري للكتل النيابية تحت قبة البرلمان وبرعاية رئيس المجلس، في مقدوره اصدار مذكرة جلب للقيادات اللبنانية بالحضور الى قصر بعبدا تحت مسمى الحوار الوطني .
أضاف:لا يا جبران، لن يكون لك ذلك، ولن تحصل، مهما ناورت وغامرت واستقويت بالعهد وسيده، على تعويم نفسك والجلوس الى طاولة تريدها جسراً لتحقيق احلامك واوهامك . بات لزاماً عليك يا جبران أن تدرك أن مسرحياتك لرمي كرة التعطيل في ملعب الآخرين رديئة الإخراج، وحافلة بسوء النوايا، مهما غلفتها بمساحيق التجميل الميثاقية .
وختم البيان:لقد بات القاصي والداني يعلم في لبنان والخارج، أن باسيل الذي يقود اللبنانيين إلى جهنم التي بشرنا بها رئيس جمهوريته، مولع بإشعال النيران السياسية هنا وهناك، وهو آخر من يحق له الادعاء بأنه يمارس دور الاطفائي، كما اجتهد يائساً في مؤتمره الصحافي اليوم.يبقى، أن الشمس طالعة والناس قاشعة، واللبنانيون كفروا بعهد باسيل وعون، وباتوا يسمونه بـ”عهد جهنم”، فهل من يتعظ رأفة باللبنانيين؟ أم أن لا مكان للبنانيين في حسابات باسيل ومن لف لفه في هذا العهد؟”
زر الذهاب إلى الأعلى