موقف جنبلاط غريب وصمت ميقاتي أكثر غرابة:ماذا يقول عصام خليفة عن لبنانية المزارع وترسيم الحدود؟(حسن علوش)
حسن علوش – الحوارنيوز
موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط من مزارع شبعا ملتبس وغريب، وهو موقف سياسي له ما يبرره سياسيا في العقل الجنبلاطي، وهو بالتأكيد لا يستند الى علم أو الى وثائق تاريخية على الاطلاق.
أما تجاهل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال جولته الجنوبية اليوم للبنانية مزارع شبعا ومزارع كفرشوبا فهو أكثر غرابة.
لماذا يصر جنبلاط على نزع السيادة اللبنانية عن “المزارع” وهو المدرك والمتأكد من لبنانيتها؟
لقد استضاف جنبلاط الخبير الدكتور عصام خليفة مرتين في دارة المختارة لمناقشته بهذا الموضوع، وفي كل مرة كان خليفة يحمل خرائطه وقرائنه وأدلته ويصعد الى المختارة ويجلس لساعات مع جنبلاط ليخرج بعدها بقناعة أن “البيك” ينظر الى الملف من منظار سياسي لا علمي ولا تاريخي ولا يستند في رأيه الى وثائق تنقض لبنانية المزارع.
إثنان وعشرون ملفا/ وثيقة تؤكد لبنانية المزارع، يضاف اليها مذكرات رسمية سورية تبلغتها الجهات المعنية في الأمم المتحدة، ومعها 16 تصريحا لرؤساء سوريين ورؤساء حكومات ووزراء خارجية يؤكدون ذلك، ثم يخرج البعض لأغراض سياسية لينزع عن المزارع السيادة اللبنانية.
في العام 2005 طلب رئيس الحكومة آنذاك فؤاد السنيورة من الدكتور خليفة ومن جمعية الدفاع عن الحدود تقريرا حيال الموضوع أعلاه، فتم الانكباب على تقرير مدعم بالوثائق التاريخية وبعضها تم تأمينه من مراكز وارشيف دولة الانتداب فرنسا…
ثمانون صفحة فولسكاب قدمت الى السنيورة مع توصية بأن يتم ترجمة التقرير والوثائق وارسالها الى الأمم المتحدة، لكن السنيورة آثر طي التقرير في أدراج اللعبة السياسية ليكون جزءا من الحملة الأميركية على النظام السوري السابق، وكي لا يعطي لبنان حقه المشروع بالمطالبة بالمزارع ولا يعطي المقاومة مبررا لوجودها!
لقد مارست الدولة اللبنانية سيادتها على المزارع قبل احتلالها من قبل العدو الإسرائيلي، وهناك قرية ملاصقة للمزارع تدعى “النخيلة” جاء منها وزير الى أولى حكومات عهد شارل دباس برئاسة اوغست اديب، وهو نجيب الأميوني..
وتفيد الوثائق التاريخية بأن الحدود مرسمة بين لبنان وفلسطين، ولاحقا دولة الاحتلال، بموجب اتفاقية بوليه – نيو كامب، كما جرى تجديد الترسيم باتفاقية الهدنة والوثيقة الموقعة من قبل إسكندر غانم (لبنان) وفريد لندر (إسرائيل).
الوثائق بأكملها سلمها سابقا وفد جمعية “الدفاع عن حقوق لبنان البرية والبحرية” والتي تضم: الدكتور عصام خليفة والدكتور فؤاد غزيري والعميدين المتقاعدين جوزف الأسمر وجورج نادر، الى خبير الخرائط في الأمم المتحدة لترسيم الحدود، الايرلندي”أوجين”.
وسلم خليفة أوجين المستندات والخرائط الخاصة بالترسيم البري مع دولة الاحتلال من جهة وسوريا من جهة أخرى.
وفي التفاصيل تتضمن المستندات أن اسرائيل وضعت خريطة في العام 1944 مع فرنسا الحرة، حيث أن بلدة الغجر ضمن الحدود اللبنانية، وبعدها صدر تقرير عن لجنة لبنانية- اسرائيلية ضمت عن الجهة الاسرائيلية النقيب فريد لندر الذي أضحى أستاذ جيولوجيا في تل أبيب، والنقيب اسكندر غانم الذي أضحى قائد الجيش اللبناني عن الجهة اللبنانية بتاريخ 15-11-1949 حين تم التوقيع.
والأهم أن المستندات تتضمن 96 نقطة تتعلق بمزارع شبعا وتؤكد لبنانيتها. ومن ضمن المستندات أن بلدة “النخيلة” التي كان لها مختار، دخلتها سوريا بحجة منع التهريب بين البلدين، لتعود وتحتلها اسرائيل لأنها تطل على سهل الحوله، وحيث تؤكد الوثائق أن كان فيها حاجز جمارك تابع للبنان وحيث تم تسليم “الوصولات” لأوجين الذي تفاجأ بالموضوع.
من جهة أخرى، هناك 16 تصريحا سوريا رسميا تؤكد جميعها أن مزارع شبعا لبنانية.
فهناك خريطة صادرة في آذار عام 1946 وموقعة من رفيق الخطيب من سوريا تؤكد أن المزارع تابعة للبنان.
كل هذه الوثائق، نقضها جنبلاط وتجاهلها ميقاتي، وأدى ذلك الى موجة استياء وطني عام، واثار حفيظة أبناء بلدة شبعا ومنطقة العرقوب في قضاء حاصبيا، عبرت عنها بلدية شبعا في بيان، وهيئة أبناء العرقوب في بيان، وتداعت فاعليات روحية ومدنية للقاء مؤتمري قريب يطالب جنبلاط بتصحيح موقفه وعدم تغطية ما يحكى عنه في الأروقة الضيقة، من أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وعد نتنياهو بقرار يعطي دولة الاحتلال حق السيادة على “المزارع” وجنوب سورية عند تسلمه الرئاسة الأميركية، كما كان قد أعطاها هذا الحق سابقا على هضبة الجولان.
يقول الدكتور عصام خليفة للحوارنيوز: إن الحدود بين لبنان وفلسطين وسورية مرسّمة والمطلوب هو تثبيت الحدود لا ترسيمها.
ويضيف: إن أي مسؤول لبناني يطالب بترسيم الحدود هو “إما جاهل أو يتجاهل لأسباب سياسية”!