
الحوارنيوز – منوعات
أعلن الملياردير إيلون ماسك وشركته xAI عن إطلاق موسوعة إلكترونية جديدة بعنوان «غروكيبيديا»، وُصِفت بأنها منافسٌ مباشرٌ لـ «ويكيبيديا» التي تعرّضت لاتهامات بالانحياز الأيديولوجي من جهة جزء من الجمهوريين في الولايات المتحدة.
وتضم النسخة الأولى، منذ مساء الاثنين، أكثر من 885 ألف تعريف، في حين تضم «ويكيبيديا» أكثر من سبعة ملايين مقال بالإنكليزية.

وقد وعد ماسك، في رسالة عبر منصة X، بإطلاق نسخة مُحسّنة قريباً «تكون أفضل بعشر مرّات» من النسخة الأولى، التي وصفها بأنها في الأساس «أفضل من «ويكيبيديا» في رأيي».
وقبيل أسبوع من الإطلاق، قرّر ماسك تأخير إطلاق «غروكيبيديا» بضعة أيام بعدما كان أعلن عنها في نهاية سبتمبر، مبرّراً ذلك بضرورة إجراء «عمل إضافي لإزالة محتويات الدعاية».
طوال سنوات، انتقد ماسك «ويكيبيديا»، واصفاً إيّاها بأنها «تدار من ناشطين من اليسار المتطرّف» وداعياً إلى التوقف عن التبرّع لها.
فيما يقول إن هدف «غروكيبيديا» هو الحقيقة، الحقيقة كاملة، ولا شيء إلا الحقيقة.
انتقادات حول الانحياز والمحتوى
تُظهِر بعض صفحات «غروكيبيديا» أن المحتوى فيها يتّجه إلى نتائج موجّهة، مثل الصفحة الخاصة بإيلون ماسك، التي تشير إلى أنه «أثر في النقاش» في مواضيع عدّة، وأثارت «انتقادات وسائل الإعلام التقليدية التي تظهر ميولاً يسارية في تغطيتها».
وفي صفحة مكرّسة لحركة «حياة السود مهمة»، تقول «غروكيبيديا» إنها «حشدت ملايين الأشخاص (…) إلا أن هذه التظاهرات أدّت إلى أعمال شغب (…) هي الأكثر كلفة في تاريخ شركات التأمين بسبب الأضرار التي لحقت بالممتلكات» من دون الإشارة، كما تفعل «ويكيبيديا»، إلى أن «غالبية التظاهرات في عام 2020 جرت بهدوء».
ومن الأمثلة الأخرى، صفحة مخصصة لتاكر كارلسون، وُضِع فيها رابطٌ إلى مقال في مجلة «نيوزويك»، لكن المقال لا يورد الانحياز إلا عبر مقتطفات من تصريحات كارلسون نفسه.
وأُسّست «ويكيبيديا» عام 2001 كموسوعة تشاركية يديرها متطوّعون وتموّل من التبرّعات، وتقول إنها تعتمد «موقفاً حيادياً» في كل محتوياتها.
أما «غروكيبيديا»، فيُذكر أن محتواها مولَّد بالذكاء الاصطناعي عبر مساعد التوليد «غروك»، لكنّها تُدرج أيضاً مصادر أخرى على كل صفحة.
بهذا، يطرح إطلاق «غروكيبيديا» سؤالاً عن مدى تحقيقها للحيادية التي تعد بها، وإلى أي مدى ستنجح في منافسة عملاق المحتوى الحر «ويكيبيديا» في ظل التحدّيات التقنية والأيديولوجية التي تلوح في الأفق.



