“موتو تاكسي”.. في لبنان
أول مرة شاهدت ال"موتو تاكسي" كانت في سيراليون في غرب افريقيا .كان ذلك قبل أكثر من عشر سنوات،وأعجبتني الفكرة ،كحل للزحام الذي تسببه السيارات والحافلات الصغيرة والكبيرة ،وفي غياب خطة للنقل العام .
بعد سنوات انتقلت الفكرة الى أكثر من دولة وعاصمة بينها باريس على الرغم من وسائل النقل العمومية الناشطة في فرنسا.وفي مطلع السنة الحالية بادر الشاب خليل فران من مدينة صور الى نقل هذه الفكرة الى المدينة الجنوبية التي تعج بالسيارات ،وكان أول تعليق له "أن الشغل مش عيب".
ولأن الشغل مش عيب ،بل العيب في التسكع بلا شغل ،
ولأن بيروت مدينة تغرق يوميا ،بشوارعها ومداخلها بزحمة السيارات ،حيث تدخل اليها صباح كل يوم نحو نصف مليون سيارة وتخرج منها عصرا ومساء،تصدى الشابان ماهر الدايخ وصبحي القبلاوي لفكرة "موتو تاكسي" وقررا نقل "تاكسي الدراجة النارية "الى بيروت ،وأغلب الظن أنها ستنجح مع الوقت وتتكاثر كالنار في الهشيم بعد أن يهضمها الشعب اللبناني .
موتو تاكسي صار لها دراجات نارية مقوننة للنقل العام وموقع الكتروني وخطوط هاتفية،تستطيع أن تلبي طلبات الزبائن لبيروت وضواحيها ،وتسهم في معالجة أزمة السير ،والوقت الذي تتطلبه عملية التنقل في بيروت وضواحيها ،وبأسعار معقولة تتراوح بين خمسة آلاف ليرة و7500 ليرة.(خمسة دولارات).
وللنساء أيضا حصتهن من هذه الفكرة ،حيث بدأ "موتو تاكسي" تدريب عدد من الفتيات على قيادة الدراجات ،لأنه ليس من المألوف أن تمتطي المرأة في لبنان دراجة مع رجل غريب،حتى أن قيادة المرأة للدراجة ليست مألوفة حتى الآن في لبنان ،وإن كانت في دول أخرى كالمغرب مسألة عادية جدا،ليس للفتيات فقط بل لمختلف الاعمار النسائية .لكن مع الوقت سوف يعتاد اللبنانيون على مشهد المرأة وهي تقود الدراجة النارية،حتى بصفة سائق تاكسي للنساء فقط ،اذ ليس مستحسنا أن يمتطي رجل دراجة وراء امرأة،وإلا تصبح المسألة ضربا من "الفنون الجميلة"!!!
بالتأكيد سوف تنتقل الظاهرة الى مختلف المدن اللبنانية قريبا ،لأن اللبناني مسكون بالتقليد واختراع آليات قد تكون ضربا من "الاقتصاد الموازي".لكن السؤال كيف ستتعامل الدولة مع هذه الظاهرة الجديدة ،وما هو موقف اتحادات النقل البري من هذه الظاهرة؟
لننتظر ونر !