ضمن فعاليات طرابلس عاصمة للثقافة العربية لعام ٢٠٢٤ وبرعاية وحضور وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى أقامت لجنة ساحة جمال عبد الناصر التل مهرجانا رمضانيا ليليا بعنوان رمضانيات بحضور النواب جميل عبود واشرف ريفي وحيدر ناصر وممثلين عن النواب فيصل الكرامه وكريم كباره وايهاب مطر ورئيس بلديه طرابلس رياض يمق وحشد من الشخصيات .
النشيد الوطني ثم تحدث رئيس اللجنه عامر رحيم فشكر كل الجهود التي ساهمت في احياء هذه المناسبة وخص النائبين كرامي وكبارة لما قدماه من مسانده مباشرة .
واكد سعي اللجنة للاستمرار في خطة العمل المتبعة لجهة احياء ساحة عبد الناصر مشيرا الى ان خطوات كثيرة قد نفذت في المرحلة السابقه وان العمل سيستمر بما فيه مصلحة واحياء هذه المنطقه الهامة في مدينه طرابلس.
المرتضى
ثم كانت كلمة الوزير المرتضى وقال فيها ..
من ساعة التلّ الى كل ساعة تجمعنا بطرابلس الصامدة في وجه الاهمال والتي تُجدّد حبّها للحياة كل يوم، من هنا نرسل تحيّة إكبارٍ واجلال الى التلّ العزيز وساحته وساعته وتجاره الصامدين فيه….التلّ الذي يكتنز التاريخ ويشهد على عاصمة صنعت الحضارة بانفتاحها واحتضانها للتنوّع في مسامها وفي عيشها الواحد الذي يستحق ان يكون النموذج المُحتذى.
نعم ايها الإخوة، انتم النموذج لأنكم حذَوتُم حذوَ التجاور والتحاور والتناغم والتواصل بالرغم من كل ما حُيِّكَ من مؤامرات عليكم وعلى فيحائكم وأعني بها تلك التي حاولت على مدى سنوات الحرب المقيتة زرع الفتنة بينكم وارساء قواعد هجينة مبنيّة على الأحقاد والتنابذ فكنتم الساحة التي أحبطت محاولات تشويه مدينتكم والتلّ الذي بقيَ على رفعته وكرامته واحتضانه للآخر.
ايها الاخوة والأخوات،
لم تمرّ مدينة في التاريخ الحديث بما مررتم به بعد ان حاول العدو استهداف لبنان من هذه المنطقة العزيزة ظنّاً منه انها الخاصرة الرخوة فاستغل أوضاع اهلها وشظف العيش في بعض انحائها لتشييد ثقافة غريبة متطرفة وتخوينية وإلغائية فما كان من طرابلس الاّ أن لفظت كل هذه المحاولات متحدّيةً ظروفها الاجتماعية بوعيٍ وتصميمٍ وارادة و العيش أصرّت على العيش الواحد فلسفةً ونهج حياة.
انها طرابلس أيها التاريخ وايتها الجغرافيا، طرابلس باب التبانة وجبل محسن حيث أُريدَ للغةِ البنادق والخنادق ان تنتصر على وداعة الخانات والساحات وعلى حوار اهل البيت والصحابة وجوار المسيحية والاسلام فإذا بطرابلس بكل أطيافها تختار الوداعةَ والسلام وتنتظر ان تلاقيها الدولة بشيء من الاهتمام يعيد لها ألقَها وبريقَها.
وها نحن اليوم نؤسس لطرابلس متجددة ضمن اعلانها مدينة الثقافة العربية للعام ٢٠٢٤ ناظرين اليها كمدينة تختصر مجد العروبة التليد وتعكس ارادة المقاومة لكل ما هو مَقيتٌ في الثقافة ومرفوضٌ في الأمّة واوّل الممقوت والمرفوض هو الاحتلال الذي يمعن في جنوبنا تدميرًا وفي غزّة قتلًا وتشريدًا ولذلك هبّت طرابلس كعادتها تدافع عن الجنوب كأنّه ينزف من ساحة التل، ينزف صحيح، انما عزّةً وكرامةً وصمودًا، وها هي طرابلس برغم جراح الحرمان لا تنسى قوميتها ولا تنسى بوصلتها فتقف الى جانب الإخوة في غزة والى جانب الحق الفلسطيني في الحياة الكريمة.
وكلّنا ثقة ايها الاخوة والاخوات ان النهضة آتية الى الفيحاء وان الظلام لن ينتصر على النور وان سواعد الشبان والشابات منعت عن طرابلس الاستكانة والاستسلام فهبّ الشباب لتنميتها زارعين بين ربوعها الامل والجمال بالوسائل الممكنة وعليهم نعوّل من أجل الاستمرار ببناء الانسان والبنيان فيها.
عهد وزارة الثقافة لطرابلس ان تتحول فاعلياتها فيها الى نمط حياة لأن الدينامية التي لمسناها بعَيد الاعلان عن طرابلس مدينة ثقافية كانت كبيرة وكبيرة جدًا فما لبثنا ان رأينا حركة نشطة على مستوى الجمعيات والروابط والاندية الثقافية ولمسنا تجاوب المرجعيات الدينية والسياسية والاقتصادية على مختلف اطيافها وهذا ان دل على شيء فعلى الرغبة الراسخة للعمل من أجل اعادة اظهار جمال هذه المدينة في أخلاقها وفي ابداعها.
ولذلك لا بد وان يكون لطرابلس بعد انقضاء المفعول الزمني للاعلان استراتيجية دائمة ومستدامة تحول فاعليات الاعلان الى اسلوب حياة على ان تكون الدولة قد استكملت عناصر جهوزيتها بمواكبة ظروف مؤاتية ايجابية فتعود طرابلس الى خارطة الثقافة كَقِبلة وعنوان يمكن للبنانيين أولًا وللعرب والأجانب ثانيًا ان يتعرّفوا من خلالها على مدينة جمعت كل عناصر الانسانية في مكان واحد.
كل التحية والاكبار الى هذه الساحة وساعتها المضبوطة على توقيت السلم الاهلي والمصرّة على البقاء على عهد الوفاء للعيش الواحد وكل التحية الى من كانت وما زالت تعلّمنا كل يوم ان الناس البسطاء والودعاء هم الذين يكتبون التاريخ .
عشتم، عاشت طرابلس الفيحاء، وعاش لبنان
ثم شارك الوزير المرتضى والحضور الرسمي بصورة تذكارية قبل ان تنطلق الأنشطة المقررة التي شاركت فيها فرق انشاد تراث والفتلة المولوية واستعراض لفرق شامية .