الحوار نيوز – خاص
ما إن تضرب الزلازل والهزات الأرضية منطقة ما من العالم حتى تتصدر الأخبار المعلقة بالحدث عبارة “على مقياس ريختر”. فمن هو “ريختر” وما هو مقياسه ؟زكيف تتدرج أرقامه بين الهزات الخفيفة غير المسببة للضرر ،وبين الزلازل الكبرى التي تحدث كوارث كالتي نشهدها اليوم في تركيا وسوريا؟
هو تشارلز فرانسيس ريختر عالم زلازل وفيزيائي أميركي.ولد عام 1900 وتوفي عام 1985 . وريختر معروف بأنه مخترع مقياس ريختر، والذي كان وما يزال يستخدم لقياس قوة الزلازل.
وُلد ريختر في أوفربيك في ولاية أوهايو. امتلك أصولًا ألمانية إذ جاء جده الأكبر من بادن بادن (بادن فورتمبيرغ في ألمانيا) في عام 1848 بسبب عدم الاستقرار السياسي.والد ريختر هو فريدريك ويليام ووالدته ليليان آنا (كينسينجر) ريختر، انفصلا عندما كان صغيرًا جدًا. نشأ مع جده من والدته، والذي نقل الأسرة (بما في ذلك والدته) إلى لوس أنجلوس في عام 1909. التحق بعد تخرجه من مدرسة لوس أنجلوس الثانوية بجامعة ستانفورد وحصل على شهادته الجامعية في عام 1920. بدأ في عام 1928 العمل على شهادة دكتوراه في الفيزياء النظرية من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وعُرض عليه قبل أن ينتهي منها منصب في معهد كارنيجي في واشنطن. أحب علم الزلازل (دراسة الزلازل والأمواج التي تنتجها في الأرض). عمل بعد ذلك في مختبر الزلازل الجديد في باسادينا تحت إشراف بينو غوتنبرغ. طور ريختر وغوتنبرغ في عام 1932 مقياسًا للأحجام النسبية لمصادر الزلازل سُمي مقياس ريختر. عاد في عام 1937 إلى معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا حيث قضى بقية حياته المهنية، وأصبح في النهاية أستاذ علم الزلازل في عام 1952.
ذهب ريختر للعمل في معهد كارنيجي في واشنطن في عام 1927 بعد أن عرض عليه روبرت ميليكان منصب معيد هناك، حيث بدأ التعاون مع بينو غوتنبرغ.
أراد مختبر الزلازل في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا البدء في نشر تقارير منتظمة عن الزلازل في جنوب كاليفورنيا ،وكان بحاجة كبيرة لنظام قياس قوة الزلازل لإنجاز هذه التقارير. ابتكر ريختر وغوتنبرج المقياس الذي أصبح معروفًا بمقياس ريختر تلبيةً لهذه الحاجة، والذي يعتمد على قياس كمية إزاحة الأرض بواسطة الموجات الزلزالية.
صمم العالمان جهاز قياس الزلازل لقياس هذه الإزاحة ووضعا مقياسًا لوغاريتميًا لقياس الشدة. جاء وصف الحجم لهذا القياس من اهتمام ريختر منذ طفولته في علم الفلك (يقيس علماء الفلك النجوم بكتلتها). كانت مساهمة غوتنبرغ كبيرة لكن كرهه للمقابلات ساهم في ترك اسمه خارج العمل. تبنى علماء الزلازل المقياس بعد نشره في عام 1935 بسرعة لاستخدامه في قياس شدة الزلازل.
بقي ريختر في معهد كارنيجي حتى عام 1936 عندما حصل على وظيفة في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، حيث عمل مع غوتنبرغ. نشر غوتنبرغ وريختر كتاب الزلازل الأرضية في عام 1941. وتعتبر الطبعة المنقحة التي نشرت في عام 1954 مرجعًا أساسيًا في هذا المجال.
أصبح ريختر أستاذًا في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في عام 1952. ونشر في عام 1958 كتاب علم الزلازل الأساسي بناءً على ملاحظاته التدريسية الجامعية. نادرًا ما نشر ريختر في المجلات العلمية التي يراجعها الأقران، لذلك يعتبر الكتاب أهم مساهماته في علم الزلازل.أمضى ريختر عامي 1959 و1960 في اليابان كباحث في برنامج فولبرايت. انخرط في ذلك الوقت من حياته المهنية في مجال هندسة الزلازل من خلال تطوير قوانين البناء للمناطق المعرضة للزلازل. أزالت حكومة مدينة لوس أنجلوس العديد من الزخارف والبروزات من المباني في الستينيات نتيجة لحملات التوعية التي قام بها ريختر.
ذكرت المدينة أن تحذيرات ريختر كانت مهمة في منع العديد من الوفيات بعد زلزال سان فرناندو عام 1971. تقاعد ريختر عام 1970.
مقياس ريختر
في الوقت الذي بدأ فيه ريختر العمل مع غوتنبرغ كانت الطريقة الوحيدة لتقييم الصدمات هي مقياس طوره الكاهن والجيولوجي الإيطالي جوسيب ميركالي في عام 1902. يستخدم مقياس ميركالي الأرقام الرومانية ويصنف الزلازل من المرحلة الأولى إلى الثانية عشرة اعتمادًا على كيفية استجابة المباني والناس للهزة.
تصنف الهزة التي جعلت الثريات تتأرجح على أنها I أو II (1 أو 2) على هذا المقياس، في حين أن الزلازل التي دمرت مباني ضخمة وأحدثت حالة من الذعر في مدينة مزدحمة قد تُصنف X (10) .كانت المشكلة الواضحة في مقياس ميركالي اعتماده على مدى قوة تشييد المبنى. كما كان من الصعب على مقياس ميركالي تقييم الزلازل التي حدثت في المناطق النائية ذات الكثافة السكانية المنخفضة.
طُوِر المقياس للزلازل التي تحدث في كاليفورنيا الجنوبية والتي سُجلّت بواسطة جهاز قياس الزّلازل (وود اندرسون – (Wood-Anderson والتي كانت تبعد مراكزها أقل من 600 كم (373 ميلًا) عن موقع جهاز قياس الزلازل.أدت العيوب الكامنة في مقياس ريختر الأصلي لتطوير مقاييس ريختر المعدلة من قبل العالمين ريختر وغوتنبرغ.
لم يكن لمقياس قوة الموجة السطحية القدرة على التفريق بين مركز الزلزال وموقع جهاز قياس الزلازل، واعتُبر مقياس قوة الموجة الداخلية ذي النطاق حوالى 1000 كم (620 ميلًا) أكثر دقةً لقياس الزّلازل الصغيرة نسبيًا التي تحدث في أميركا الشمالية الشرقية. لاقى كلا المقياسين صعوبةً في قياس الزلازل بقوة 8 درجات وأكثر.
طوّر مقياس القوة اللحظية M أو MW المطور في أواخر العام 1970 من قبل عالم الزّلازل الياباني هيرو كاناموري – Hiroo Kanamori) وعالم الزّلازل الأميركي (توماس سي هانكس – (Thomas C. Hanks أصبح أكثر المقاييس لقوة الزّلازل شهرةً حول العالم وذلك في أواخر القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين.
درجات المقياس