من ترّهات متابعة أخبار الصحف (حيان حيدر)

بقلم د.حيّان سليم حيدر – الحوارنيوز
لأنّ لا بد من بعض القراءة لمتابعة الأمور، وإن كان بالحدّ الأدنى، قرأت في صحيفة 21 تشرين الجاري في خانة “الأسرار”: “ينتظر أن تكتسب زيارة منتظرة لموفد إقليمي للبنان هذه المرة أهمية كبيرة، وسيكون لها إنعكاساتها على ملف حساس مطروح على طاولة البحث على أعلى المستويات المحلية والإقليمية والدولية”. شو…؟ ولو؟ ما فهمْتْ؟
– زيارة منتظرة، ما قالِتْلكْ شي؟
– موفد إقليمي، ما تقلّي ما عرفتو؟
– هذه المرة، بالمقارنة بالمرة أو بالمرّات السابقة…
– أهمية كبيرة، لأنّو المرة الأخيرة حضرتك ما عطيتها أهمية،
– وستكون لها إنعكاساتها، أنظر في المراية وسترى إنعكاساتها،
– على ملف حساس مطروح، علمًا أنّ كلّ ما يتعلّق باللبناني حساس، ومطروح… على الأرض. هو ملف، كما كلّ وجميع أمور حياتنا هي مجرّد ملفات، وهو مطروح، أي مرمي،
– على طاولة البحث، نعم… وليس هلى طاولة الزهر،
– على أعلى المستويات، يعني إنتبه، ها هو هنا على الرف الفوقاني، الأعلى،
– المحلية والإقليمية والدولية، .. ولكْ ما بعلمي موفد إقليمي؟ هلّق صار خصّو بالدولي والعالمي؟
وبعد طول شرح، فسّر المستور بالمُبْهَم !
يعني حدا يشرح لنا ما كانت القيمة المضافة من هذه الجُمَل غير المفيدة؟
وبالتزامن مع ما سبق، نقرأ في مجال الترّهات الرسمية الأممية، تصريحًا صادرًا عن الأمم المتحدة يقول: “غارات “إسرائيل” على السيارات في لبنان يمكن أن تشكل جريمة حرب لأنها غير قانونية…”. يعني:
– إذا الغارة على السيارات قد تشكل جريمة حرب، ماذا إذا كانت غارات على البشر والحجر والحيوان والنبات؟
– يمكن ؟ يعني الأمر مشْ أكيد أو محسوم !
– جريمة؟ يعني أيضًا مشْ أكيد،
– ونختم بالطامة الكبرى: لأنها غير قانونية، بمعنى أنّ هناك أنواع من الغارات أو الأهداف التي يمكن أن تكون قانونية؟ يعني القانون “الدولي” يسمح لجهة أو طرف إسمه دولة أو نظام أو ما شئت من تسميات أن يقصف ويقتل ويدمّر ويجرف ويفجِّر ويهجِّر ويخرّب ويعيث بكلّ شيء تحت سقف القانون؟
وبعد هذا كلّه، يا أُمَميّات العالم، ومعها القوانين والأنظمة والمعاهدات والإتفاقات والمفاهيم والأفاهيم، بعد العربدات الكلامية “الحيوانية”، بلغة موفدين الرقيّ الأبيض، تتساءلون لماذا تعيش البشرية في ذلّ نظم وحشية في كنف أنظمة متوحّشة؟
عجبًا… فعلًا عجبًا !
(ونعتذر من الفصحى، فللفصاحة ضرورات)



