من بكين الى طهران : العالم في تحول وتغير وانتقال .. والحرب سجال (محمد صادق الحسيني)
محمد صادق الحسيني- خاص الحوار نيوز
ماذا يحصل في المنطقة، وكيف يفسر هذا الانقلاب السعودي والاقبال الخليجي ” العربي” على ايران والعراق والعودة الى حضن دمشق العربي ، واين هي واشنطن مما يجري!؟
وهذه نماذج عن الوقائع التي سجلتها وسائل الإعلام:
* إقلاع أول طائرة تحمل على متنها 275 حاجًا يمنيًا، من مطار صنعاء الدولي باتجاه السعودية، للمرة الأولى منذ بدء العدوان على اليمن
*وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان من قاعة الشعب ببغداد : لا تربطنا بكم أنابيب نفط و خطوط كهرباء ومصالح تجارية ؛ يربطنا بكم عروق وأوردة وروابط أسرية وأنساب وقبائل وتاريخ و تتجدد كل يوم ولن نتخلى عنها”.
*ابن فرحان في طهران .. رسالة من الملك سلمان الى السيد رئيسي يستعجله زيارة السعودية ، وإيران تصفها بالتاريخية !وذلك في أول زيارة لوزير خارجية سعودي منذ 17 عامًا، تلبّية لدعوة نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
* امير قطر في زيارة تاريخية لبغداد وعقد اتفاقيات مهمة متعددة مع الجانب العراقي ، وكأن البلدين ذاهبان باتجاه شراكة استراتيجية .…!
*خلال آب المقبل .. “الأردن” يعلن انطلاق المرحلة الأولى للربط الكهربائي مع العراق .أعلن وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني؛ “صالح الخرابشة”، اليوم السبت، أن المرحلة الأولى من الربط الكهربائي مع “العراق” ستُنجز في آب/أغسطس المقبل، وستكون بين منطقتي: “الريشة” و”الرطبة” بين البلدين.
* انباء متواترة من عواصم غربية وعربية بان جهوداً مكثفة خليجية وتحديداً سعودية واماراتية ، تبذل لاقناع اوروبا للعودة الى سورية .
*الصحفي الأمريكي “كلايتون موريس”: لو كانت الأرض عبارة عن رقعة شطرنج، فإن بوتين وضع الولايات المتحدة في وضع “كش ملك”.
خلاصة
نحن نرى كل ذلك نتيجة ضعف الامريكان وتراجع نفوذهم ودورهم ، نتيجة صبرنا الاستراتيجي الذي بدأ يثمر نصراً بعد نصر .البعض يراه خضوعا سعوديا بالاكراه ، ورضوخا امريكيا لموازين قوى جديدة ، لكنه ايضاً التفاف على انجازاتنا ، بهدف: فرض حل استسلامي لكافة دول المنطقة مع الكيان المؤقت ….ممرات آمنة اقتصادية وسياسية …عدم تدخل بالشؤون الداخلية…. واعادة احياء مبادرة الملك عبدالله العربية علامة فارقة….وأخيراً: فرض السلام مع العدو…!
والحقيقة انه خليط بين هذا وذاك ،لأننا في لحظة انتقالية متحركة وعالم متحول بتسارع شديد ، نتيجة انتصاراتنا المتراكمة نحن في محور المقاومة ، وايضاً نتيجة الحرب الروسية على الاطلسي في اوكرانيا ، واضطراب معادلة العالم الاحادي الامريكي وانكساره في ساحات دولية واقليمية عديدة، اهمها على بوابات عواصمنا .
العالم القديم ما زال يملك بعضا من مقومات الصمود والاستمرار، ويحاول الالتفاف على المستجدات ، لكنه لن يفلح ، ولابد من ساعة استسلامه الاتية لا محالة مهما قاوم وتمرد .
باختصار مكثف ، مركز العالم ينتقل من الغرب الى الشرق، ومعادلة المنتصرين في الحرب الكونية الثانية تتساقط امام انتصارات الشعوب، لصالح عالم متعدد الاقطاب اهم معالمه منتدى شانغهاي للتعاون والامن الدوليين ، ومنظمة قمة بريكس الاقتصادية العالمية بقيادة كل من الصين وروسيا.