من الذي لا يريد حلا في لبنان ؟
تترسخ القناعة كل يوم وبعد ما نشاهده على الساحةاللبنانية، ان هناك من لا يريد حلا للازمة الخطيرة التي يعيشها لبنان، بل على العكس، مصمم على تحريك الأوضاع وتفجيرها في اتجاه مواجهة داخلية عنيفة لا أحد يعرف تداعياتها و نتائجها المدمرة على البلاد والعباد. الايادي الخارجية وطابورها الخامس تريد أخذ البلد الى الهاوية، وجعل البلد جثة هامدة اقتصادا ومالا ومعيشة وامنا، تمكينا لها فيما بعد، من السيطرة والهيمنة وفرض الشروط القاسية عايه، والسير به الى المكان الذي ترسمه وتريده.
اهدار الوقت في تشكيل الحكومة، يعجل في الانهيار الكامل وفي افساح المجال بسرعة امام ثورة الجياع التي ستجرف في طريقها الأخضر واليابس. فهل من يدرك ذلك ويتعظ، ام سيكون شاهدا محنطا، أو صخرة ك"ابو الهول". كفى استهتارا واستخفافا وعدم مسؤولية وفقدان ضمير لمسؤولين وزعماء ما كان همهم يوما الا المنصب والثروة والفجور والنهب المنظم والاثراء الحرام. وطن يحتضر أمام اعينهم وهم لا زالوا في غيهم وعنادهم وحماقتهم، والشعب بحراكه وانقسامه واختلاف اجتهاداته وتصوراته وانتماءاته ونظرياته، تائه حتى اللحظة يدور حول زعمائه وحول نفسه غير قادر ان يخرج من عباءة الزعامة والطوائف والمناطق ليصنع غدا لائقا له ولأبنائه .
لبنان متى تتحرر من الطغمة السياسية والطائفية الفاسدة المفسدة؟!! ومتى سيصنع ابناؤك تاريخك الجديد الذي يليق بك ويليق بهم قبل ان ينهار البيت على الجميع؟!!!
*وزير الخارجية السابق