من أدخل “اتحاد العائلات البيروتية”* في بازار الانتخابات؟(محمد بكداشي)
محمد بكداشي – الحوارنيوز- خاص
لم يكن في رؤية من بادر لتأسيس “اتحاد جمعيات العائلات البيروتية” في عام 1998 ،أن الاتحاد سيدخل لعبة البازار السياسي ويعرّضه الى انقسامات قاتلة تهدد وجوده القانوني وفاعليته وجدواه.
حدد الاتحاد، الذي يضم 82 جمعية عائلية بيروتية، أهدافه بدقة بعيدا عن السياسة وشملت من ضمن مجمل الأهداف:
– جمع شمل جمعيات العائلات البيروتية، وتوثيق روابط الإلفة والتعاون بينها، والاهتمام بشؤون أبنائها. وحث العائلات البيروتية على تأليف جمعيات عائلية والانضمام إلى الاتحاد، كي يكبر ويقوى نفوذه وفاعليته .
– متابعة قضايا بيروت الإنمائية والتربوية والصحية والبنى التحتية والبيئية مع الدوائر المختصة.
– الحفاظ على تراث بيروت المحروسة، وقيمتها الحضارية، ودورها الريادي.
وخلافاً للأهداف المعلنة، وبدلاً من أن يحفظ الاتحاد ورئيسه الحالي الأمانة ويحصن الاتحاد من لوثة ولعنة الانتخابات النيابية، “زحط” أو “أُزحط” في الانقسامات السياسية.
من حق أي عضو من أعضاء الاتحاد أن يكون له رأي سياسي، لكن هذا الرأي يجب أن يبقى خارج الاتحاد، وعلى كل من يلبس ثوبا سياسياً، أن يخلعه على عتبة الاتحاد ويعلقه في الخارج.
المؤسف أن رئاسة الاتحد الحالية خضعت للضغوط السياسية، وراحت تشارك بلقاءات انتخابية بصفتها الاتحادية، وهذا مخالف للمباديء التي قام عليها الاتحاد.
إن “جمع شمل العائلات البيروتية” يكون تحت عناوين جامعة وذات طبيعة ثقافية واجتماعية واقتصادية، فيما السياسة تفرق وتقسم وهذا يتناقض مع أهداف الاتحاد.
وإن “توثيق روابط الإلفة” لا يستقيم مع الصراعات الحادة والبالغة الخطورة التي تعصف بلبنان وببيروت جراء التنافس الانتخابي.
إن الرئيس الحالي للإتحاد وأعضاء الهيئة الإدارية يدركون بأن العائلات البيروتية لم تجتمع يوماً على رأي سياسي، وحتى العائلة الواحدة تشدها اتجاهات مختلفة، كآل عيتاني مثلا. فهناك أربعة مرشحين من آل عيتاني على أربع لوائح مختلفة:
- نبيل عيتاني الذي عرف بإدارته للمؤسسة العامة لتشجيع الاستثمار
- رشا عيتاني التي قدمت نفسها ببرنامج سياسي واضح
- بشير محمود عيتاني الحاضر دائما في المشهد البيروتي
- عبد اللطيف رياض عيتاني وريث عائلة معروفة بحضورها السياسي والانمائي
أربعة مرشحين من عائلة واحدة، فكيف سيوفق بينهم الاتحاد؟
ما يثير الريبة هو محاولات رئيس الاتحاد وأعضاء آخرين من الهيئة الادارية ،العمل على تسويق المرشح ماجد دمشقية، وهو الذي لم تعرفه بيروت، بالمعنى الإنمائي سابقاً، بعد ضغط مباشر من الرئيس السنيورة، وقد أدى ذلك وفق معلومات “الحوارنيوز” إلى انزعاج رئيس اللائحة القاضي خالد قباني الى درجة تهديده فعليا بالإنسحاب من المعركة الانتخابية حفاظاً على كرامته.
عندما كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري حياً، دعم فكرة تأسيس الاتحاد وساهم في عدة مشاريع إنمائية، ولم يطلب يوماً ثمناً بالسياسة، فيما الرئيس السنيورة طلب خدمات سياسية قبل أن يسأل الاتحاد عن حاجاته أو يلتفت الى بيروت بمشروع من أموالها المصادرة من قبله بالقانون، ومنها أموال شركة الدفع المسبق لركن السيارات!
وعندما استشهد الحريري الأب، لم يبخل الرئيس سعد الحريري بمواكبة عمل الاتحاد مع احترامه الشديد لإستقلاليته ودوره الوحدوي.
لماذا يصر الرئيس السنيورة على استغلال الاتحاد؟ ثم ماذا لو سقط المرشح المدعوم من الاتحاد؟ وما هو مصير الاتحاد آذاك؟؟
*رؤساء الاتحاد منذ إنشائه:
– البروفسور وفيق سنو 1998 – 2001
– الأستاذ محمد الأمين عيتاني 2001 – 2005
– الأستاذ رياض الحلبي 2005 -2010
– الأستاذ محمد خالد سنو 2010 -2014
– الدكتور فوزي زيدان 2014 -2017
– الأستاذ محمد عفيف يموت 2017 لغاية تاريخه.