قالت الصحف: عدوان مستمر مصحوباً بعقوبات أميركية / أجواء المنازلة البلدية في البقاع وبيروت

الحوارنيوز – خاص
مروحة واسعة من القضايا ابرزتها صحف اليوم، بدءا من تداعيات جولة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على لبنان “والوصاية الخليجية الجديدة على لبنان وسورية”، وفقا لجريدة “الاخبار”، وصولا للعدوان المتواصل والجرائم المتنقلة التي ينفذها العدو مدعوما بتغطية أميركية وعقوبات جديدة على حزب الله كما اشارت النهار في عناوين افتتاحيتها، مرورا بالجولة الثالثة من الانتخابات البلدية الاحد المقبل في كل من محافظات: بيروت، البقاع والهرمل
فماذا في التفاصيل؟
- صحيفة النهار عنونت: الجولة الثالثة: منازلتان فاصلتان في بيروت وزحلة… عقوبات جديدة على “الحزب” تواكب جولة ترامب
سلام: أؤكد أن دعوتنا هي إلى تطبيق ما لم يطبق بعد من بنود هذا “الكتاب” (اتفاق الطائف) والى تصحيح ما طبق منها خلافاً لروحه أو نصه، وإلى سد ثغراته التي ظهرت بالتجربة
وكتبت تقول: مع أن لبنان بقي في الأيام الثلاثة المنصرمة في وضع “المراقب المعني” لوقائع الجولة الخليجية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، فيما يستعد رئيس الحكومة نواف سلام لملاقاة الحدث العربي الآخر المتمثل بالقمة العربية غداً في بغداد والتي سيمثل سلام لبنان فيها، تتجه الأنظار بإنشداد استثنائي إلى الجولة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية التي ستجري الأحد المقبل في بيروت والبقاع. ذلك أن مبعث الاهتمام ينبع من سببين سيجعلان الجولة الثالثة أقرب ما تكون إلى منازلتين كبيرتين، الأولى تدور في العاصمة بيروت والثانية تشهد رحاها الحادة عاصمة البقاع وكبرى المدن الكاثوليكية زحلة. وعلى اختلاف طبيعة المعركتين في كل من بيروت وزحلة، فإن الاحتدام الذي بدأ يطبع الاستحقاقين في العاصمة وزحلة التي تمايزت عن سائر مدن البقاع وبلداته بطغيان العامل السياسي والحزبي على المعركة، أثار الاهتمام الواسع بهما على مستوى لبناني واسع. ففي العاصمة بيروت بدت المعركة كأنها تحوّلت بالكامل إلى معركة “إنقاذ” المناصفة بين الأعضاء المنتخبين، مسلمين ومسيحيين، وصار العنوان الأساسي للأحد الانتخابي متصلاً بهاجس نسبة الإقبال في المدينة المعروفة تاريخياً بعدم قابليتها التقليدية على الانتخاب الكثيف. لذا اشتدت حمأة التعبئة التي تتولاها الأحزاب والقوى والنواب والعائلات الكبيرة التي انخرطت في ائتلاف لائحة “بيروت بتجمعنا” تحسباً للوائح المنافسة كما تحسباً لمناخ غير ملائم من جانب الجمهور السني الأكبر المحسوب على “تيار المستقبل”. وبذلك تبدو معركة بيروت شديدة الحساسية لحشد المشاركة الكثيفة التي وحدها تضمن الحد الأقصى من المناصفة التي تعتبر نقطة قوة اللائحة الائتلافية وضمان إيصال مجلس بلدي يجمع المناصفة والتعددية.
أما في زحلة التي تميزت بطغيان المنازلة السياسية المباشرة، فتدور المعركة بين حزب “القوات اللبنانية” وائتلاف واسع من الأحزاب والقوى والشخصيات والعائلات الداعمة لرئيس البلدية الحالي أسعد زغيب. حزب “القوات” يدعم لائحة “قلب زحلة”، فيما كان زغيب قد باشر حملته متحالفاً مع النائب ميشال ضاهر ومدعوماً من النائب والوزير السابق نقولا فتوش، لتتجمع من بعدها على التوالي، دعماً للائحته “رؤية وقرار” كل القوى والشخصيات من حلفاء “القوات” القدامى وخصومه في السياسة العامة. ويدعم “القوات” “حزب الاتحاد السرياني”، مع تسميته مرشحَين اثنين من الطائفة السريانية، وهي سابقة في تمثيل الطائفة الذي يقتصر على حي السيدة. فيما تجمّع لدى اللائحة المنافسة كل من أحزاب الكتائب والوطنيين الأحرار و”حزب الوعد” و”التجمع الزحلي العام”. وانضم إلى الداعمين من الشخصيات السياسية، إلى ضاهر وفتوش، النائب جورج بوشكيان، النائبان السابقان سيزار معلوف ويوسف معلوف، النائب والوزير السابق خليل الهراوي، والتحقت “الكتلة الشعبية” بالركب بعد إنهاء الخلاف المزمن بين رئيستها ميريام سكاف وأسعد زغيب إثر انهيار حلفها مع “القوات”. ويُرتقب أن يعلن “التيار الوطني الحر” موقفه من دعم إحدى اللائحتين.
الجلسة التشريعية
وسط هذه الأجواء، عقد أمس مجلس النواب جلسة تشريعية، لدرس واقرار اقتراحات القوانين المعجلة المكررة المدرجة على جدول الأعمال الذي يضم 83 اقتراحاً. غير أن الجلسة أقرت اقتراح قانون فقط، هو اقتراح القانون المعجّـل المكرر الرامي إلى تعديل القانون رقم 71 تاريخ 27/10/2016 (تجريم إطلاق عيارات نارية في الهواء) بعد تبني التعديل الذي اقترحه النائب أشرف بيضون بمضاعفة العقوبة على مطلق النار. وأعيدت الاقتراحات الأخرى إلى اللجان، وتم تعليق إقرار قانون إعفاء المتضررين من الرسوم، إثر اقتراح رئيس مجلس النواب نبيه برّي إعادة صياغته بشكل متكامل خلال الشهر المقبل. وعند مناقشة المادة 70 وهي تهدف “إلى منح الأشخاص الطبيعيين والمعنويين والأماكن السكنية المتضررين بشكل مادي مباشر نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان إعتبارا” من 8/10/2023 إعفاءات من بعض الضرائب والرسوم، وإعفاء ورثة الشهداء اللبنانيين الذين استشهدوا أو يستشهدون نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية”، شهدت الجلسة سجالاً عنيفاً حيث اعترض نواب “الجمهورية القوية” على اقتراح القانون على قاعدة أن المتضررين هم كثر ومنهم قطاع السياحة وأصحاب المطاعم والفنادق، فلماذا التعويض فقط لكل من تضرر على القرى الحدودية؟ وسقطت صفة العجلة عن اقتراحات قوانين عدة.
ومساء أمس، افتتح رئيس الحكومة نواف سلام معرض بيروت العربي والدولي للكتاب الـ 66 وقال في كلمة القاها: “أنتهز هذه الفرصة لأعود وأؤكد أن دعوتنا هي إلى تطبيق ما لم يطبق بعد من بنود هذا “الكتاب” (اتفاق الطائف) وإلى تصحيح ما طبق منها خلافاً لروحه أو نصه، وإلى سد ثغراته التي ظهرت بالتجربة، بل إلى تطويره وفق ما قد تمليه متغيّرات الأيام. والحقيقة أن الإصلاح كلّ متكامل، فأبعاده المؤسساتية لن تعطي مفاعيلها كاملة ما لم تنجح الدولة أيضاً في بسط سلطتها على كامل أراضيها بقواها الذاتية كما نص عليه اتفاق الطائف.
أما في المشهد المتصل بتداعيات جولة ترامب فاعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع “أن زيارة الرئيس ترامب المملكة العربية السعودية وتفاصيل هذه الزيارة والخطوات السياسية التي تقرّرت في سياقها والحجم الذي أتخذته، تُثبت من دون أدنى شك أن هذا هو الطريق الصحيح الذي يقود إلى دولة فلسطينية. عقوبات جديدة
وقبل انتهاء جولة ترامب الخليجية، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أمس أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات جديدة على “حزب الله” المتحالف مع إيران.
وفي السياق نفسه، أكدت وزارة الخارجية الأميركية فرض عقوبات على شبكة لبنانية تعمل على التهرّب من العقوبات لدعم الفريق المالي لـ”حزب الله”، الذي يشرف على مشاريع تجارية وشبكات تهريب نفط تدر عائدات مالية للتنظيم. وأوضحت المتحدثة باسم الوزارة تامي بروس، في بيان أن “مثل هذه الشبكات تساهم في تعزيز نفوذ إيران وحزب الله، ما يقوّض استقرار لبنان”. وشملت العقوبات خمسة أفراد وثلاث شركات مرتبطة، من بينهم أفراد من عائلات شخصيات بارزة في الحزب.
وممن شملتهم العقوبات الجديدة بحسب النشرة التي أوردتها الخزانة الأميركية:
معين دقيق العاملي (العاملي): هو ممثل كبير لـ “حزب الله” في قم بإيران وله علاقات مع كبار عملاء “حزب الله” وإدارة العلاقات الخارجية للحزب.
فادي نعمة (نعمة): هو محاسب وشريك تجاري لرئيس وحدة المالية المركزية لحزب الله، إبراهيم علي ضاهر (ضاهر)، الذي أدرجه مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في 11 أيار 2021، لدوره في الإشراف على الميزانية العامة لحزب الله وإنفاقه.
حسن عبد الله نعمة (نعمة): المسؤول الكبير في حزب الله، يُسهّل فرص التمويل والتواصل لحزب الله في جميع أنحاء أفريقيا.
وعلى الصعيد الميداني، تواصلت الغارات الإسرائيلية على مناطق جنوبية ونفّذت مسيّرة إسرائيلية غارة بصاروخ موجه مستهدفة جرافة قرب معمل حمدان في منطقة السهل بين بلدتي يحمر الشقيف وأرنون، وأفيد عن سقوط قتيل وفق وزارة الصحة. وأفادت المعلومات لاحقاً أن محمد ماروني العنصر في “حزب الله” قتل في استهداف جرافة في يحمر جنوب لبنان.
وألقت مسيّرة اسرائيلية قنبلة صوتية على منزل في كفركلا، والقت أخرى قنبلة صوتية فوق مدرسة الضهيرة المدمرة في القطاع الغربي. واستهدف الجيش الإسرائيلي فجراً، غرفة جاهزة في بلدة العديسة. وأغارت مروحية آباتشي معادية، ثلاث مرات متتالية في ظرف نصف ساعة تقريباً، على بلدة حولا بعد منتصف الليل، مستهدفة بصاروخ بيتًا جاهزًا.
- صحيفة الديار عنونت: «رسالة» سعودية مرتقبة… فما الجديد بعد زيارة ترامب؟
طرابلس تعزز المخاوف في بيروت… وزحلة «ام المعارك»
الضغوط مستمرة ولا جديد اميركي… وقلق من «اسرائيل»
وكتبت تقول: لا جديد في القمة الاميركية – السعودية حيال لبنان، والكلام التصعيدي من قبل الرئيس الاميركي دونالد ترامب تجاه حزب الله ليس جديدا بل كان متوقعا، وكذلك الموقف السعودي ازاء خارطة الطريق التي سبق للمملكة ان ابلغتها للقيادات اللبنانية من خلال الزيارات المكوكية لمسؤول الملف اللبناني الامير زيد بن فرحان. وهذا يعني حكما ان العهد وخصوصا رئيس الجمهورية جوزاف عون سيبقى تحت الضغط وهو في المرحلة المقبلة يحتاج الى كل الدعم الداخلي للصمود امام الضغوط الاميركية التي يخفف من وقعها، حتى اشعار آخر عدم وجود رغبة سعودية بدخول لبنان في فوضى الحرب الاهلية، وهو ما انعكس تفهما لعقلانية الرئاسة الاولى في التعامل مع ملف سلاح حزب الله اقله حتى موعد الاستحقاق النيابي المقبل. واذا كانت نائبة مسؤول ملف الشرق الاوسط مورغان اورتاغوس قد ضربت لنفسها موعدا لزيارة لبنان خلال الصيف المقبل، كمؤشر على ان لا شيء عاجلا او طارئا لابلاغه للمسؤولين اللبنانيين، الا انها كررت مواقفها المعادية لحزب الله وكررت شروط ادارتها كي ترفع ادراتها «الفيتو» عن لبنان، وقدمت ليونة الرئيس السوري الانتقالي احمد الشرع نموذجا.
في المقابل، ثمة انتظار في المقار الرسمية لرسالة سعودية مرتقبة لم تحدد كيفية وصولها الى لبنان بعد، قد يحملها المبعوث السعودي يزيد بن فرحان، او ينقلها السفير الوليد البخاري لاطلاع المسؤولين اللبنانيين على ما انتهت اليه الاتصالات خلال القمة بين ولي العهد محمد بن سلمان والرئيس الاميركي دونالد ترامب لمعرفة الهامش المتاح امام الرياض التي باتت الساحة اللبنانية في عهدتها بعيدا عن الضغوط القصوى التي تتبناها اورتاغوس التي بات يشعر من يلتقيها ان قضية التشدد باتت شخصية بالنسبة لها. وفي ظل هذه الاجواء بات واضحا ان لا تمويل لاعادة الاعمار ولا استثمار راهنا لان الاولوية المطلقة، والاساس لدى الأميركيين والسعوديين، والدول المانحة عموما، هو حصر السلاح بيد القوى الشرعية فقط. لكن يبقى السؤال كيف؟ ومتى؟ ووفق اي صيغة؟ لكن ثمة رهان لبناني على الوقت خصوصا بانتظار المفاوضات الايرانية- الاميركية لانه في حال نجاحها يمكن العمل على هذا الملف بعقل «بارد». فيما يبقى القلق مشروعا من رد فعل «اسرائيل» على شعورها بالتهميش الاميركي لدورها في المنطقة، ما قد يدفعها الى الاندفاع نحو خطوات متهورة على اكثر من ساحة؟!
«العين» على بيروت
في هذا الوقت، بدا العد العكسي للمرحلة الثالثة للانتخابات البلدية والاختيارية في البقاع وبيروت، وفيما تتجه الانظار الى معركة زحلة القاسية بعد انضمام مريام سكاف الى لائحة اسعد زغيب المدعومة من ائتلاف واسع من الاحزاب في وجه «القوات اللبنانية»، تبقى «العين» على حماية المناصفة في العاصمة وسط مخاوف من تكرار نموذج مدينة طرابلس حيث انتهت النتائج الى خليط من ثلاث لوائح تجعل مستقبل المجلس الجديد في «مهب الريح»، حيث غاب التمثيل المسيحي، وفشل ائتلاف الاحزاب والقوى السياسية الرئيسية في حصد اكثر من 12 عضوا من اصل 24، فما هي الضمانة ان تنجح «الخلطة» في بيروت في ظل التناقضات الكبيرة بين القوى المؤتلفة، خصوصا ان رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع يصر على التصعيد في وجه حزب الله واستفزاز البيئة الشيعية، كما تقول مصادر بيروتية اشارت الى ان المطلوب تهدئة الاجواء وعدم الاستفزاز عشية الانتخابات البلدية لانه يضع التفاهم الهش في العاصمة امام اختبار عدم الالتزام وعدم التشطيب، الا اذا كان جعجع يرغب في افشال اللائحة التوافقية لتبرير الذهاب نحو تقسيم بيروت؟!.
«نكد» سياسي
وهذا التشنج انعكس ايضا في الجلسة التشريعية التي كانت صاخبة واتسمت بالنكد السياسي من قبل نواب «القوات اللبنانية» وبعض نواب التغيير وفي مقدمتهم النائبة بولا يعقوبيان على خلفية اقتراح قانون معجل مكرر لاعفاء المتضررين من العدوان الاسرائيلي من الرسوم والضرائب. وفيما منح النواب الحكومة شهرين لمعالجة ملف اللاجئين السوريين، كان اهالي السجناء الاسلاميين يرفعون الصوت في ساحة النجمة، تزامنا مع شغب في سجن رومية لاقرار العفو العام الذي لم يبصر النور امس.
ضغوط وعقوبات
وفي سياق الضغط المتواصل على حزب الله، فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على حزب الله، وشملت العقوبات خمسة أفراد وثلاث شركات مرتبطة، من بينهم أفراد من عائلات شخصيات بارزة في الحزب، ومن ابرز من شملتهم العقوبات الجديدة بحسب النشرة التي أوردتها الخزانة الأميركية، معين دقيق العاملي،فادي نعمة، حسن عبد الله نعمة. وأكدت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس الحرص على ملاحقة من اسمتهم «وكلاء الإرهاب» في كافة أنحاء الشرق الأوسط. وفي حديث مع «المؤسسة اللبنانية للارسال» زعمت اروتاغوس انه « على مدى السنوات الـ20 الماضية أدخل حزب الله لبنان في حرب مع إسرائيل مرتين وفي كل مرة يتدخل فيها الحزب كل ما يفعله هو تدمير الجنوب بسلاحه وقد أقحم الجنوبيين في حرب لا يريدون أن يكونوا فيها كما أنه يجر لبنان إلى الحرب من جديد».
«خارطة الطريق» الاميركية
ووضعت اورتاغوس ما شبه «خارطة طريق» للمرحلة المقبلة، واشارت الى ان واشنطن ستعمل « بشكل وثيق مع السعودية والإمارات وقطر في كل خطوة للتأكد من أننا سنصل إلى النتيجة الصحيحة وكانت تلك الدول والولايات المتحدة واضحة مع لبنان بأن الطريق إلى السلام والإزدهار واضح وهو عبر نزع سلاح الحزب ليس فقط جنوب الليطاني بل من البلد كله».واعتبرت أنه يمكن للبنان أن يتعلم درسًا من الشرع وكيف عمل مع السعودية للتحدث مع الرئيس ترامب وفريقنا حول فوائد رفع العقوبات وخاصةً تلك المتعلقة بقانون قيصر من أجل السماح بالإستثمار. وقالت كان «لينًا كثيرًا وأعطيناه قائمة بالأشياء التي نريده أن يقوم بها خاصةً حماية الأقليات في الشرق الأوسط ولا نريد حمايتهم فحسب بل نريدهم أن يشاركوا في الحكومة ونريد التأكد من أنه قادر على حكم سوريا بطريقة لصالح كل الناس والأقليات». وفي هذا السياق لاقاها، وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الذي قال انه حان الوقت لتقيم إسرائيل علاقات جيدة مع القيادة السورية الجديدة وعن موعد زيارته المقبلة الى لبنان قالت «احاول ان اكون هنا بشكل متكرّر على الأقل كل 6 أو 8 أسابيع وأتمنى أن أكون في لبنان قريبًا وأعتقد أن العالم كله يريد أن يكون في بيروت في الصيف».
هل فقدت اسرائيل دورها؟
وفيما ينتظر لبنان انعكاسات التحولات في المنطقة، نشرت مجلة «بوليتيكو» الاميركية تقريرا تناول زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن الديناميات في المنطقة بدأت تتحول من مركزية إسرائيل لصالح بعض الدول العربية. واشارت الى إن ما بات الإسرائيليون يكتشفونه هو أنهم لا يملكون المنافع الاقتصادية الملموسة التي تتمتع بها دول الخليج، وهو ما يؤثر على علاقتهم برئيس أميركي كترامب، فدول مثل السعودية وقطر والإمارات وعدت باستثمارات بمليارات الدولارات في الاقتصاد الأميركي، فيما تعتمد إسرائيل على أموال دافعي الضرائب الأميركيين لشراء الأسلحة، وتجد نفسها مضطرة للتفاوض على اتفاقيات مساعدات عسكرية جديدة. وبما أنها ليست دولة نفطية، فإن ثروتها محدودة، إلى جانب تورطها في حرب مكلفة في قطاع غزة أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف، وهو صراع يرغب ترامب في إنهائه.
المحور الجديد
بدورها اشارت صحيفة «هاترس» الاسرائيلية ان الـ 33 دقيقة التي قضاها الرئيس الأميركي مع الرئيس السوري أحمد الشرع، بوجود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر الفيديو، رسمت مسار المحور الجديد الآخذ في التبلور برعاية الرئيس الأميركي. في هذا المحور، بدت السعودية القائدة، وتركيا الشريكة الاستراتيجية، وعلى طاولة إيران اقتراح للانضمام إلى النادي، في حين أن إسرائيل والسلطة الفلسطينية والنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني بشكل عام، هما إحصائيات حاضرة – غائبة في هذه الأثناء.
خريطة واقعية وذكية؟!
واكدت الصحيفة انه مقابل زيارته السابقة للمنطقة التي شملت إسرائيل، جاء ترامب هذه المرة مع خريطة طريق واقعية وذكية أكثر. والتحول التكتوني الذي يحدثه ترامب في الشرق الأوسط لم تستوعبه إسرائيل بعد. فهي تنشغل بنشاطات تكتيكية أم تتلذذ بإنجازات محلية فإسرائيل غير مستعدة لاتفاق نووي جديد مع إيران، ولا خطة سياسية لديها لوقف الحرب في غزة أو حل القضية الفلسطينية بشكل عام، في حين أن الغطاء الدولي، بما في ذلك الغطاء الأميركي، يتصدع بل ويتساقط جزئياً. إذا كانت إسرائيل قبل سنة ونصف تعتبر جزءاً من نظام دفاع إقليمي وشريكة رائدة في التحالف ضد إيران بسبب قدرتها العسكرية والاستخبارية المدهشة، فهي تجد نفسها الآن في وعاء فارغ عندما يطلب منها إظهار مهارتها السياسية وتفكيرها الاستراتيجي الأصيل.
لوحة الشطرنج الاقليمية
بدورها قالت صحيفة «اسرائيل اليوم ان السعودية وتركيا، هما القوتان الأقوى الآن في الشرق الأوسط، واللتان تحركان الحجارة على لوحة الشطرنج الإقليمية. فيما بقيت إسرائيل جانباً كطفل تلقى بلاغاً أخرجه من مجموعة الواتساب الصفية. كلهم تلقوا الدعوة لحفلة الرياض «وبقينا في الخارج، نحاول جمع المعلومات عن الحراكات التكتونية في الساحة الشرق أوسطية دون أي قدرة على التأخير.وإذا كانت التقارير الصادرة عن الجانب العربي صحيحة، فإن رفع ترامب العقوبات عن سوريا رغم مطالب نتنياهو، تشير إلى رؤية أميركية مختلفة تماماً بالشرق الأوسط عن رؤية إسرائيل: مصالح مختلفة، استراتيجية أخرى، جدول أعمال جديد».
جلسة نيابية صاخبة
أقر مجلس النواب في جلسته التشريعية امس اقتراح قانون معجل مكرر وحيد والمقدم من النائبين هاكوب ترزيان وأديب عبد المسيح بعد دمجهما سويا ويتعلق بتجريم اطلاق عيارات نارية في الهواء مع مضاعفة العقوبة على مطلق النار، وذلك بعد تبني التعديل الذي اقترحه النائب أشرف بيضون.وأرجىء بعد نقاش طويل أو بعد اقراره في الجلسة التشريعية لمدة شهر اقتراح القانون المعجل المكرر الرامي الى منح الاشخاص الطبيعيين والمعنويين والاماكن السكنية المتضررين بشكل مادي مباشر نتيجة الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان اعتبارا من 8/10/2023 اعفاءات من بعض الضرائب والرسوم واعفاء ورثة الشهداء اللبنانيين الذين استشهدوا او يستشهدون جراء استمرار الاعتداءات الاسرائيلية، المقدم من النواب: حسن فضل الله، ابراهيم الموسوي، حسن عز الدين، علي حسن خليل، جهاد الصمد والياس جراده، وقد تعهد رئيس الحكومة نواف سلام باقرار قانون في الحكومة خلال شهر، وبعد النقاش أرجىء الاقتراح لمدة شهر الى حين درس مشروع القانون المقدم من الحكومة بهذا الخصوص مع تجميد الفواتير المتعلقة بالمياه والكهرباء والاتصالات. وحصلت مشادة كلامية حادة بين النائبين قبلان قبلان وبولا يعقوبيان، إثر اعتراض الأخيرة على طريقة التصديق على اقتراح القانون المعجل المكرر، المدرج كبند رقم 70 على جدول الأعمال.
ورد قبلان على كلام يعقوبيان: «في ناس حريصة على مصالح ومشاعر إسرائيل أكتر من الإسرائيلي نفسو»، لترد النائبة يعقوبيان: «ورطونا بالحرب. وتدخل وزير المالية ياسين جابر، فأكد «أن هناك مشروع قانون مشابها أقرته الحكومة، ويمكن إقرار الاقتراح اليوم كما صدر عن الحكومة. وقال «لا نستطيع ان نطلب من صاحب المنزل المدمر ان يدفع فواتير».
- صحيفة اللواء عنونت: استعداد لبناني للتواصل مع سوريا.. والتوازن في بيروت على محك «البلوكات الحزبية»
أورتاغوس قبل المجيء إلى لبنان تدعو للتعلم من الشرع.. والخزانة الأميركية تفرض عقوبات على حزب الله
وكتبت تقول: غداً، تعقد القمة العربية في دورتها الـ34، ويمثّل لبنان، فيها الرئيس نواف سلام، مع وفد يضم في قوامه وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي.. وبعد غد يتوجه الناخبون في بيروت ومحافظتي البقاع لانتخاب المجالس البلدية والاختيارية في المحطة الثالثة في 18 ايار الجاري.. آخذين بعين الاعتبار حالات الاعتكاف والتشطيب، حتى لا تتكرر حالات الفرز وتغيب التوازنات..
ونقل عن الرئيس نبيه بري قوله: أن المنطقة دخلت عصرا جديدا، على وقع التحولات والتطورات التي تحصل»، مشيداً، حسب زواره، بأداء الرئيس جوزف عون.
أمّا في الخلفيات، فإن البلد ينتظر ما يمكن ان يكشف عن ما حققته زيارة الرئيس ترامب التي امتدت من 13 ايار الى 16 منه، وشملت المملكة العربية السعودية، قطر، ودولة الامارات العربية المتحدة، والتقى خلالها الرئيس السوري احمد الشرع، وابلغه بقرار رفع العقوبات الاميركية كلها عن سوريا بمسعى حميد من ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان.
وقالت الموفدة الرئاسية الاميركية مورغن اورتاغوس انه يمكن للبنان ان يتعلم درساً من الشرع، وكيف عمل مع السعودية للتحدث مع الرئيس ترامب وفريقنا حول فوائد رفع العقوبات، وخاصة المتعلقة بقانون قيصر من اجل السماح بالاستثمار، كاشفة عن ان الشرع كان ليِّناً كثيراً، واعطيناه قائمة بالأشياء التي نريده ان يقوم بها خاصة حماية الاقليات بالشرق الاوسط واشراكهم بحكم سوريا.
واضافت: أحاول المجيء إلى لبنان بشكل متكرر على الأقل كل 6 أو 8 أسابيع وأتمنى أن أكون في لبنان قريبًا وأعتقد أن العالم كله يريد أن يكون في بيروت في الصيف.
مشيرة الى اننا سنعمل بشكل وثيق مع السعودية والإمارات وقطر في كل خطوة للتأكد من أننا سنصل إلى النتيجة الصحيحة وكانت تلك الدول والولايات المتحدة واضحة مع لبنان بأن الطريق إلى السلام والإزدهار واضح وهو عبر نزع سلاح الحزب ليس فقط جنوب الليطاني بل من البلد كله.
وقالت: نريد أن تكون لدينا رؤية اقتصادية جديدة مع قيادة لبنان وأن نعمل معاً لبناء لبنان جديد ومزدهر،ولا يمكن القيام بذلك ما لم تكن الدولة والقوات المسلحة تسيطر على السلاح وتدافع عن نفسها.
وكشفت: سنحرص على ملاحقة وكلاء الإرهاب في كافة أنحاء الشرق الأوسط وقد عملنا بشكل وثيق مع وزارة الخارجية وفعّلنا ذلك مع وزارة الخزانة للعثور على أشخاص يسهلون التمويل غير المشروع لحزب الله وتعيينهم وتسميتهم وفضحهم وهذا ما نفعله اليوم.
- على مدى السنوات الـ20 الماضية أدخل حزب الله لبنان في حرب مع إسرائيل مرتين وفي كل مرة يتدخل فيها الحزب كل ما يفعله هو تدمير الجنوب بسلاحه وقد أقحم الجنوبيين في حرب لا يريدون أن يكونوا فيها كما أنه يجر لبنان إلى الحرب من جديد.
- عليكم أن تتوقعوا فرض المزيد من العقوبات على أي شخص يساعد حزب الله في الحصول على تمويل غير مشروع.
وكانت المتحدثة باسم الخزانة الاميركية تامي بروس، قالت: ان عقوبات فرضت على شبكة تعمل على التهرب من العقوبات لدعم الفريق المالي لحزب االله. وهذه الشبكات تعزز تفوق ايران وحزب االله، مما يقوّض استقرار لبنان، ومن هؤلاء المشمولين بالعقوبات الجديدة: معين دقيق العسلي، فادي نعمة نعمة، حسن عبد الله نعمة.
وتقول مصادر حكومية لـ«اللواء»: ان لبنان يمكن ان يستفيد من رفع العقوبات بالمساهمة عبر شركاته في عملية إعادة إعمار سوريا، وكذلك عبر جعله محطة للشركات العالمية التي ستساهم ايضا في إعادة الاعمار بتمويل دولي كما هو واضح من تعهدات دول الغرب. كما يمكن ان يستفيد لبنان من فتح خطوط التجارة والترانزيت من لبنان الى سوريا وعبرها الى الاردن والعراق ودول الخليج.
وفي تقدير المصادر الحكومية، ان رفع العقوبات لا سيما عقوبات «قانون قيصر»، ستسهم في إحياء مشروع استجرار الغاز من مصر والكهرباء من الاردن كما سبق وتعهدت الادارة الاميركية السابقة بدعم الاتفاق الذي جرى بين لبنان ومصر والاردن وسوريا بهذا الخصوص، وتوقف تنفيذ المشروع بفعل مخاوف البلدين الشقيقين من ان تطالهما عقوبات «قيصر». وتشير ايضاً الى امكانية استفادة لبنان من الغاز القطري الذي يصل الى سوريا، عبر الانابيب الممتدة بين لبنان وسوريا. هذا عدا اعادة العمل بما تم التوصل اليه بين لبنان وسوريا حول ترتيب وتنظيم وضبط امن وضع الحدود البرية تمهيداً لترسيمها وتحديدها بصورة رسمية ونهائية، وضبط حركة العمالة السورية وحركة النقل والتنقل عبر المعابر الشرعية.
اما استفادة لبنان من رفع العقوبات عملياً فلن يبدأ قبل ان تباشر سوريا تنفيذ ما يتوجب عليها من ترتيبات داخلية لتستفيد من رفع العقوبات، وبخاصة في عملية اعادة الاعمار وتثبيت سلطة الدولة. عندها يمكن للبنان المباشرة بالتواصل مع السلطات السورية للبحث في ما يمكن من اتفاقات حول امور المساهمة بالإعمار وفي التجارة والنقل والترانزيت وسواها من امور عالقة.
وتعتقد المصادر الحكومية انه من المفروض عدم حصول عرقلة اميركية لأي اتفاق بين لبنان وسوريا، طالما ان الموقف الاميركي يؤكد على لسان كبار مسؤوليه ان همّه استقرار لبنان وازدهاره. لكن المصادر تجيب رداً على سؤال حول المدة الزمنية التي يمكن ان تستغرقها استفادة لبنان بالقول: لا يمكن التكهن بمدة زمنية، فالامر مرتبط بسرعة استفادة سوريا وإجراءاتها العملية لتصبح جاهزة للتعامل مع دول الجوار- ومنها لبنان- بصورة طبيعية وبلا عوائق وعراقيل وشروط اضافية. عدا تنفيذ لائحة الطلبات التي فرضها ترامب خلال لقائه بالرئيس السوري احمد الشرع في السعودية.



