نظّم “ملتقى حوار وعطاء بلا حدود” لقاءً تضامنياً حاشداً نصرة لشعب فلسطين وذلك في نادي الصحافة/ سن الفيل تحت عنوان: # سقوط أسطورة الخوف من “إسرائيل” # : بحضور ومشاركة حشد من الفاعليات الدينية والسياسية والحزبية والحقوقية والإعلامية والعسكرية والنقابية والإجتماعية , والناشطون في الشأن العام .
أدار اللقاء النقابي الأستاذ محمد قاسم وافتتحه رئيس الملتقى الدكتور طلال حمود وتحدث فيه رئيس إتحاد علماء المقاومة الشيخ ماهر حمود والوزيران السابقان أ. بشارة مرهج ود.عصام نعمان، رئيس الاتحاد العمالي العام أ.بشارة الأسمر وعضو المكتب السياسي في الحزب الشيوعي أ.خليل سليم، والعميد د.محمد عباس، والعميد د.عادل مشموشي ود. حسن جوني ونخبة من المهتمين.
قاسم
النقابي قاسم قال في كلمة الإفتتاح: نلتقي اليوم في نادي الصحافة انتصاراً لفلسطين ولحيّ الشيخ جرّاح وللمسجد الأقصى وكنيسة القيامة، ودعماً لبطولات وصمود الشعب الفلسطيني وتمسّكه بحقّه وبتراب فلسطين، كل فلسطين، من أقصى الشمال الى اقصى الجنوب، ورفضه القاطع لكافة المعاهدات والإتفاقيات التي عقدها مسؤولون فلسطينيون وعرب وخليجيون من معاهدة كامب دافيد وأوسلو ووادي عربة وفي ظلّ هرولة بعض أنظمة الخليج لتوقيع مُعاهدات الذّل والعار مع الكيان الصهيوني، مُتخلّين بذلك عن أقدس المُقدسات بما يُمكّن الصهاينة من تثبيت إغتصابهم لفلسطين ويجعلهم مُتنكّرين لحق الفلسطينيين في امتلاكهم لأرضهم التاريخية متناسين ان الشعب الفلسطيني وأحرار العالم العربي لهم بالمرصاد.
واضاف قاسم إنّ لقاءنا اليوم والشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية كافة من الضفة الغربية وقطاع غزة وحيفا ويافا واللّ وجميع المدن والبلدات، يسطّ بطولات الصمود والتصدي مستعيداً زمام المبادرة ومعتمداً سياسة العين بالعين ومُؤكداً ان العين الفلسطينية قادرة على مواجهة وكسر المخرز الصهيوني مهما زادت غطرسته ، ومؤرخاً لأروع الإنتصارات فارضاً بذلك ايقاعه على العدو وحلفائه.
حمود
مُنسّق الملتقى د. طلال حمود ألقى كلمة جاء فيها: نلتقي اليوم وكما تعوّدنا دائماً منذُ انطلاقةِ ملتقى حوار وعطاء بلا حدود في ميقات آخر من مواقيتِ الوفاءِ والعطاءِ وصدقِ الكفاحِ في هذا العالمِ مع فلسطين وشعبها الصامد. ونحنُ واثقون جداً بعد كل ما حدث بصدقِ وعدِ الله والقادة الذين قالوا لنا: ” لقد ولّى زمنُ الهزائمِ وجاءَ زمنُ الانتصارات ” …، مُؤكّدينَ على أنَّ مضيَّ السنينَ، و مرورَ الأيامُ لا يميتُ حقَّنا، وكثرةَ المجازرِ لن ترهبَنا وصيحاتُ التّحدّي لا تخيفُنا. إنّه لقاءٌ مفعمٌ بالإباءِ والحميّةِ يتجدّدُ مع فلسطينَ، وحولَ فلسطينَ …، الّتي نقتربُ منها أشواطاً أوسعَ نحوَ يافا وحيفا وعكا … نحوَ القدسِ الحبيبةِ السّليبةِ التي ترنو إليها أبصارُنا ، وتشتاقُ إليها نفوسُنا
أجل هو لقاءٌ يتجدّدُ … ويتجددُ معنا العهدُ ، ويتأكّد معه الوعدُ .. بأنّ يومَ العودةِ آتٍ لا محالةَ..فما ضاعَ حقٌ وراءَه مُطالبٌ .. ونقولُ لأربابِ النّكبةِ والاقتلاعِ …لأسيادِ التّهجيرِ والإبعادِ ..ولمن صمّموا مشروعَ التّشريدِ القهريِّ والقسريِّ بحقِّ شعبِنا المظلومِ المُرابطِ الصابرِ .. نقول لهم بصوتٍ واضحٍ جليٍّ
..إن كُنتم أبعدتمونا عن فلسطينَ … فإنّكم لن تنتزعوا فلسطينَ منّا..
وإن كُنتم قد اقتلعتُمونا من الأرضِ …فلن تنتزعوا الوطنَ منّا..
وإن كُنتُم قد سلبتُمُ الدّيارَ … فلن تسلبوا المفتاحَ العتيقَ من أيدي أطفالِنا… لأنّنا نمضي في الإتجاه الصحيحِ لعجلةِ التاريخِ، حيثُ خُسِفَتِ الأرضُ بقارونَ وبدارِه…
ولذلك نقول للكيان انك ستزولُ حتماً أيّها الغاصبُ.. ويا قدسُ إنّا قادمون .. قادمون… قادمون…وهذا من السّننِ التّاريخيةِ الحتميّةِ.
وأكمل حمود، نقولُ ذلك ونحنُ واثقون بأنّ شعباً واجهَ مجازرَكم في ديرِ ياسين و كفر قاسم وجنين وصبرا و شاتيلا وغزّة.. وأنّ شعبا فيه محمّد الدّرّة وفارس عودة وعياش والشّقاقي وأبو علي مصطفى وناجي العلي وغسان كنفاني وليس آخرهم “محمد طحان” شهيداً على طريق القدس…
هو شعبٌ لا ينكسرُ .. ولا ينطفئُ .. ولا يغيبُ عن الوعيِ .. ولا يفقدُ الذاكرةَ أبداً … ، بل هو شعبٌ مُدركٌ لحقِّهِ المُقدّسِ بالعودةِ، مُؤمنٌ بتحقيقِ ذلك
وأضاف حمود إنّ لقاءَنا اليوم يأتي في ظلِّ مجازرَ مُستمرّةٍ، وخياناتٍ متواصلةٍ منذ سنواتٍ عدّةٍ تستهدفُ فلسطينَ بالصّميمِ، وتستهدفُ قضيّتَها العادلةَ حيث إنّ “اسرائيلَ” ومن يدعمُها، يرغبونَ بتصفيةِ القضيّةِ الفلسطينيةِ ويسعون إلى ذلك بكلّ ما أُوتوا من قوّة، إذ إنّهم يريدونَ فرضَ حلولٍ غير مُنصفةٍ تضمنُ الأمنَ والأمانَ “لإسرائيلَ “الغاصبةِ، ولا يُعيدُ الحقوقَ المشروعةَ لأصحابِ فلسطينَ الشّرعيّينَ. فهم يحدّثوننا عن مشروعِ سلامٍ لشرقِ أوسطٍ جديدٍ، ولكنّنا لا نرى على أرضِ الواقعِ سوى القمعِ والعدوانِ والإرهابِ والاعتداءاتِ على الأبرياءِ…
ونرى الاحتلالَ يتنقّلُ من العدوانِ على المقدساتِ والمعالمِ التّاريخيةِ للقدسِ الشّريفِ … إلى الابتلاعِ الشّرسِ للأراضي ومصادرتِها…. إلى التّوسّعِ في تشيـيدِ الجدارِ العنصريّ، رغمَ الإدانةِ الدّوليةِ الباهتةِ والخجولةِ له … إلى سجنِ الشعبِ الفلسطينيِّ في معازلَ عنصريةٍ.
ولكل ما تقدّم ندعو للتمسّكِ بحقوقِنا المشروعةِ بكلِّ فلسطينَ من النّهرِ إلى البحرِ، ومن التأكيدِ على الوحدةِ الوطنيّةِ الإسلاميّةِ والمسيحيّةِ في فلسطينَ في الوطنِ والإغترابِ وفي الشّتاتِ، كما نُشدّد أيضاً على ضرورة ِالحوارِ الإسلاميِّ-الإسلاميِّ في منطقتِنا وعلى ضرورةِ التواصلِ بين الدّولِ الإسلاميّةِ المُتنازعةِ لوضعِ الخلافاتِ جانباً، ولإعادةِ توجيهِ البوصلةِ باتّجاهها الصحيحِ، وهو تحريرُ المقدّساتِ وحمايةُ كلِّ الحقوقِ المشروعةِ في فلسطينَ…. ففي الوحدةِ الإسلاميّةِ والتّعاونِ الإسلاميِّ – المسيحيِّ في هذه الملفّاتِ يكمنُ الانتصارُ ، والوحدةُ مصدرُ إزعاجٍ للاحتـلالِ الّذي يسعى دائماً إلى بثِّ الفتنةِ والفرقةِ في صفوفِ أبناءِ أمّتِنا، ولذلك وجبَ علينا أن نواجِهَ ذلك بالوعيِ والصّبرِ ورصِّ الصّفوفِ ووحدةِ الكلمةِ كأقوى ما يكونُ، لأنّنا شعبٌ واحدٌ في مواجهةِ طغيانِ الاحتلالِ واستبدادهِ المقيتِ. وأنهى حمود كلامه بالقول اننا نوجّهُ نداءَنا لأنـصارِ العدلِ والحريّةِ والسّلام … لـكلِ حـرٍّ في هذا العالمِ : بأنّ الحقّ مع فلسطينَ… والعدالةُ مع فلسطينَ…، وإنّ قيمَ الإنسانِ ومبادءهُ هي معَ الحقِّ الفلسطينيِّ في العودةِ و التّحرّرِ من الاحتلالِ..، ولذلكَ نقول :َ
“يا كلَّ الأحرارِ في هذا العالمِ اتّحدوا..” كونوا مع الأيادي الّتي ستقوّضُ الجدارَ، كونوا مع القوافلِ الّتي ستُقِلُّ العائدينَ إلى أرضِهم وحقِّهم، كونوا مع البسمةِ التي سترتسمُ على محيّا فلسطينَ، كونوا مع الغدِ الّذي نصنَعُهُ اليومَ مهما بلغتِ التّضحياتِ ، وإنّ موعدَنا معكُم في ساحاتِ القدسِ الشريفِ في ظلالِ الأقصى والقيامةِ المبارَكَيْنِ …خاصة وأنّ ما يحصلُ في ساحاتِ القدسِ وغزةَ وفلسطينَ كلِّها، قد غيّرَ كلَّ المُعادلاتِ، وأكّدَ على أنَّ هذا الكيانَ آخذ في التضعضعَ ويسقطَ وأنّه حتماً سيُقهرُ لا محالةَ، تحت تأثيرِ ضرباتِ المقاومينَ، أإنَّ ما اثلجَ قلوبَنا في الأيامِ القليلةِ الماضيةِ قد أعادَ تصويبَ البوصلةِ إلى فلسطينَ القضيةِ الّتي اجتمعْنا لأجلِها اليومَ، وفتحَ لنا ثغرةً كبيرةً يجبُ علينا العبورُ من خلالِها إلى تحريرِ كلِّ الأرضِ المقدّسةِ، مؤكّدا على أنَّ ما أُخذَ بالقوةِ لا يُستردُّ إلاّ بالقوةِ وأنّهُ لم يكن من المُجدي أبدًا المُراهنةُ على خياراتِ التّفاوضِ مع هذا الذئبِ الصّهيونيِّ الغاصبِ.
حنّا:
المطران عطالله حنّا بعث برسالة وفاء للملتقى لتضامنه مع فلسطين والقدس وحيّا جميع المُشاركين في هذا اللقاء التضامني الرائع. وأكمل بأن الأقصى وكنيسة القيامة توأمان وكل اعتداء على أحدهما هو اعتداء على الآخر، فنحن شعب فلسطيني واحد ونرفض اي خطاب دخيل لأن المُستفيد الحقيقي هو الإحتلال. ولقد اثبت المقدسيون انهم لن يستسلموا لهذا الاحتلال وهذا ما قاموا به منذ النكبة ، واليوم فلسطين تُعبّر عن موقفها الثابت بعد ان رمت صفقة القرن في مزبلة التاريخ
والمقاومون يؤكّدون انه لا يوجد قوة قادرة على جعلهم يستسلمون، رغم ان هناك مُتامرون ومُطبّعون ومُتخاذلون؛ ولكن رغم الاحتلال فإن قوة الحق اقوى من قوة السلاح ، ونحن نملك الارادة والصمود والتشبث بالهوية، وشبابنا في المستشفيات قد تعرّضوا لجروح بالغة وعميقة لكنهم ثابتون بايمانهم وارادتهم، وشكر للملتقى وقوفه مع قضية فلسطين لانها قضية العرب وقضية الأمة العربية كلها وختم بالقول ان أهلنا اوفياء لكم ولكلماتكم ولوقفتكم المبدئية ولكم منّا كل التحية والشكر والثناء والوفاء.
الشيخ حمود :
رئيس إتحاد علماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، إعتبر أنه، ومنذ فترة طويلة، تزيد عن ٤٠ عاماً، تحدّث الصهاينة في نصوصهم، وعلى رأسهم بن غوريون مؤسّس الكيان عن زواله ، قبل تأسيسه في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي. فهناك ما يزيد عن ١٠٠ رواية صدرت عن مُفكّرين من جميع المستويات وبألسنتهم، في هذا الخصوص، والفكرة كانت تجد شيئاً من الإستغراب؛ ولكن اليوم وبفضل صمود أهل القدس ومقاومتهم وإرادتهم التي فاجئت جميع اجهزة مخابراتهم بتراكم هذه القوة وبدقّة ما يصنعون، وبسبب هذا الصمود نرى في الصحافة الاسرائيلية وخصوصاً في هاآرتس خصوصاً يتحدّث الكثير من المُحلّلين اليهود عن زوال هذا الكيان ونهاية الحلم الصهيوني. وقد جاء ذلك على لسان جدعون ليفي كبير المحللين الصهاينة. وكل ذلك حصل بفضل صمود أبطالنا ودماء أطفالنا لا سيما بعد مجزرة الشاطئ وجنوب غزة، وفي كل مكان في فلسطين المحتلة، والله أعلم، تماماً مثلما انتصر لبنان بشهداء محزرة قانا الأبرياء. وههكذا اصبح أطفال فلسطين ولبنان قرباناً للنصر بإذن الله، واصبحوا رمزاً في صمود اهلنا في فلسطين واصبحت لغة زوال الكيان لغة سائدة وان كل ذلك مُقدّمة لزوال العدو، وكل الحديث سيتطوّر الى زوال الكيان نفسه ولن نكتفي بعد بطولات اليوم بالحديث عن حقّ العودة او القدس او حلّ الدولتين ليصبح زوال الكيان على ألسنتهم وفي معتقداتنا وادبيّاتنا هو الهدف الأسمى والأشمل. واكمل الشيخ حمود،انّ ابطالنا في فلسطين صحّحوا التاريخ والجغرافيا والعقيدة والسياسة وصحّحوا مفهوم القيادة الذي كان مع البعض بيعاً وشراءً وخيانة وخنوعاً وذُلاً، ليصبح المفهوم الجديد هو التقدّم والنصر ووحدة الامة والى وحدة كنيسة القيامة والمسجد الاقصى ووحدة الفلسطينيين والمقاومين والوطنيين في كل مكان عن طريق شيء يُشبه المعجزة، وهو “زوال الكيان”.
مرهج
الوزير السابق بشارة مرهج قال في كلمته كنا ننتظر هذه اللحظة ولم نتفاجأ بها، فهذا الشعب يتعرّض للتنكيل وللتهجير وللقتل لصالح اليهود الذين يُمثّلون ذروة الإنحطاط الإنساني. وقد عانى الشعب الفلسطيني الكثير من مُمارساتهم، مما جعل من الفلسطينيين كتلة واحدة رافضة لممارسات العدو مُتكاتفين مُسلمين ومسيحيين.
وحيث شعر الفلسطينييون ان الوقت قد حان لمواجهة الاسرائيليين خاصة حين وصلت العجرفة الإسرائيلية الى أعلى المستويات ووصل الإحتقان الفلسطينى الى ذروته. وهذا ما قاد أهل القدس الى إعتماد خيار المقاومة مُساهمين في الإنتفاضة الرائعة التي شهدتها القدس وانتفضت بعدها غزّة رافضة التعرض للمقدسيين ولأهالي ال ٤٨ والضفة وسقطت الفوقية الإسرائيلية.
ولقد فاجأت وحدة الشعب الفلسطيني والشعوب العربية الإسرائيليين في الرفض القاطع لكل اشكال الإستيطان والظلم بعد ان هبّت جماهير لبنان والاردن وكل عربي شريف رافض للإحتلال الصهيوني لنصرة فلسطين. ولقد اتفق الاسرائيليون مع الأميركيين على إعتبار القدس صهيونية ولكنهماخطأوا في الحسابات ولذلك فإنّ
عملية تهويد القدس وتصعيد عمليات الإستيطان فجّر الوضع وكل تلك الإستفزازات والتعديات والإجراءات التعسّفية وقضم الأراضي والأحياء وتهويدها وحّدت الفلسطينيين تحت هوية وطنية وقومية. وتلك الشرارة لم تكن وليدة اللحظة بل بسبب المُمارسات الإرهابية بكافة الاشكال وعلى كافة المستويات وفي كل المؤسسات، وهذا الذي جعل المُقاومين يعقدون العزم على المقاومة، فصعّدت إسرائيل ضرباتها فانتفضت المقاومة اكثر واكثر وسقط رهان “اسرائيل” على تكييف الشعب وترويضه في ظل كل تلك الممارسات. وقد أدخلت وحدة العرب الفلسطينيين في كل الأراضي المحتلة وفي غزة والضفّة القلق الاسرائيلي على النظام العنصري المُقزّز وعلى كيانه وإستمراريته.
نعمان:
الوزير السابق عصام نعمان قال لا غلوّ في القول في انّ مجمل أرض فلسطين تشهد حالياً ثورة وانتفاضة شاملة وبأنّ الفلسطينيين فاجأوا العالم وانفسهم، فالإنتفاضة الشاملة التي تشهدها كل فلسطين تُؤكّد الحقّ في التحرير والعودة والعيش الكريم بوطن حرّ مُستقلّ على كامل ارض فلسطين؛ وهي احدى الحقائق الخمس التي تبدّت في الميدان،والحقيقة الثانية هي ان زمن التدجين والترويض وفق مُخطّط سايكس- بيكو التقسيمي للعرب قد ولّى وحقّ فلسطين في العودة وفي الأرض قد تبدّى في جميع الميادين. اما الحقيقة الثالثة فإنّ منهجية العدو الصهيوني القائمة على التدمير والتهجير والتنكيل لإشعار العرب بان لا قائمة ستقوم للمقاومين قد سقطت أيضاً في ظل الردود القاسية التي تعرّض لها هذا العدو الغاصب. والحقيقة الرابعة هي ان الردّ العربي الفلسطيني على خطة التدمير هي “بتحويل المقاومة من مجرد خيار الى نهج” حتى إستئصال هذا النظام العنصري الحاقد الغاشم. اما الحقيقة الخامسة والاخيرة والأهمّ، فهي ان الردّ العربي الحاسم والأخطر في الأيام القادمة اذا استدعت الحاجة، فهو سيكون عبر توحيد كل الجبهات العربية ولن يكون مجرد موقف تضامني فقط. فإنّ قادم الأيام سيشهد ان الردّ العربي ليس فقط ردّ تضامني على الحدود العربية بل هي توحيد بين الجبهات العربية عندما ينطلق الرد الثأري من كل جبهات المقاومة في لبنان الاردن وسوريا ناهيك عن غزة.
وأكمل نعمان كلامه بالقول إنّ ترجمة كل ذلك كان عبر انطلاق الإنتفاضة المُسلّحة من كل الجبهات العربية في كل فلسطين المُحتلة وخاصة في الأراضي المحتلّة في ال ٤٨، بعد ان كان من جبهة واحدة وهي محاور غزّة فقط. وختم ان المقاومة سوف تُغيّر حتماً كل المعادلات في كل منطقتنا وسيكون لمعارك اليوم تأثيرات كارثية على الكيان الغاصب سنشهدها في الأيام والأشهر القادمة وهي ستغيّر حتماً وُجهة المنطقة.
أسمر
رئيس الإتحاد العمالي العام الأستاذ بشارة أسمر القى كلمة مقتضبة حيّا فيها الشعب الفلسطيني المناضل الذي يسقط يوماً بعد يوم كل اشكال الترويض والرضوخ ويُثبت انه شعب جبار، مُقاوم وشجاع بإعتراف اكثر الخبراء والمُحلّلين اليهود والغربيين. واكمل اننا نعيش في منطقتنا مع غدّة سرطانية متفشّية في كل أنحاء الوطن العربي وزرعت في وسطه منذ اكثر من 73 سنة، ولذلك لا بدّ من إستئصال هذا الورم من أجل شفاء كل امراض هذه المنطقة. وبسبب هذا الكيان الغاصب نحن نشهد هذا التفكك الكبير الذي تعيشه دول المنطقة وصولاً الى مصر والسودان وسوريا والعراق. وكل ما نراه من إنتفاضة ومقاومة هو محاولات من اجل إستئصال هذا الورم والخلاص منه. وأكّد انه لا بدّ من التذكير باللآت الثلاث الشهيرة، لا صلح، لا تفاوض، لا إعتراف، وان كل من يُراهن على هكذا مساومات او تنازلات غير منطقية ومُجرّبة مع هذا العدو فهو واهم. واذا لم نستطع ان نقضي على هذا الورم فإنه سوف يقضي علينا مع الوقت وسوف يقضي على كياناتنا الواحد تلو الآخر. وأكمل انه ومع هذه الدماء الذكية للأبرياء ومع هذه الإنتفاضة والمقاومة المُباركة نحن بحاجة ايضاً لاحقاً الى بناء مؤسسات فلسطينية من اجل دعم صمود الشعب ودعم إستمراريته بالحياة. فهو بحاجة الى محطات للكهرباء والمياه وللوقود وللمدارس والجامعات والمستشفيات وغيرها من البنى التحتية. ولسنا بحاجة للتضامن معهم بالبيانات الفضفاضة كما يصدر كل يوم عن بعض دول الخليج والجامعة العربية. فهذا مُعيب ومُخجل لأننا بحاجة وبسرعة إلى الدعم الجدّي والى وقف كل اشكال المفاوضات والتطبيع مع هذا العدو ووقف كل أشكال الهرولة نحوه لأنه لا يعرف سوى لغة القتل والقضم والإغتصاب وان ما أُخذ بالقوة لا يُردّ الا بها.
سليم
عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الدكتور خليل سليم، ألقى كلمة جاء فيها، اسمحوا لي باسم قيادة الحزب الشيوعي اللبناني، ان انقل لكم ليس تضامننا فحسب ، بل ووقفنا جنباً إلى جنب وفي خندقٍ واحد، كما كنا دائماً الى جانب الشعب الفلسطيني البطل ومقاومته الباسلة في الداخل، الذي يتصدّى للهجمة النازية الجديدة للعدو وسطّر بدمائه وبصدور أبنائه العارية اروع الملاحم ،في مواجهة الصهيوني المحتلّ. والى جانب فلسطينيي الشتات، الذين يتوقون الى العودة الى أرض الأجداد والوطن الأم، وإستعادة حقّهم التاريخي والإنساني بالعودة إلى ديارهم التي شردوا منها. لذلك فإننا نجدّد دعوتنا في هذه الوقفة التضامنية الوطنية والقومية،دعوة الحزب الشيوعي اللبناني التي اطلقها، من أجل إطلاق مقاومة عربية شاملة، ونعلن جهوزيتنا وكل الشيوعيين للإنخراط فيها ،وبنفس الروح الكفاحية حين لبّوا دعوة حزبهم للإنخراط في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ،وطردوا المحتل الاسرائيلي وحرروا بيروت صيدا وصور وصولاً إلى ما عُرف آنذاك بالشريط الحدودي.
عباس
العميد المتقاعد محمد عباس ألقى كلمة جاء فيها ان فلسطين اليوم تستصرخكم وعيونها شاخصة نحوكم وأفئدتها تهوي إليكم ، فقد ازفت الساعة وبانت بشائر نصرها ، فهبّوا لنجدتها ، من لحق بها بلغ مراتب العزة والشرف ومن تخلّف عنها لم يبلغ الفتح.
ان المنازلة الحالية ستفضي حتماً الى مُتغيّرات على صعيد معادلات القوة وحساباتها على المستوى السياسي اذ ان معركة الوعي الجارية بين الطرفين كسبها الشعب الفلسطيني بجدارة وخسرتها
“اسرائيل”، وقد أظهرت المعركة الجارية اليوم ان كل رهانات العدو وداعميه على الخلاص مما اصطلح على تسميته” قضية فلسطين ” هو اضغاث أحلام ، لقد قالت غولدامائيير ذات يوم “سيموت الكبار وينسى الصغار ….” وقد أظهرت التطورات ان الصغار أصلب عوداً وأعمق وعياً واقوى ايماناً واشدّ عزيمة من اسلافهم. كذلك فإنّ حلم الدولة اليهودية وعاصمتها القدس الموحدة،، قد تم نسف أسسه وكل قواعده.
كذلك فإنّ صفقة القرن كمشروع للتطبيع العربي الصهيوني ولتحقيق الاهداف المشار اليها آنفا ، سقطت ايضاً وسيدفع الساعون اليها والمُهرولون لتحقيقها من العرب ثمن خيانتهم وتآمرهم. اخيراً فقد سقطت ايضاً “اتفاقية أوسلو ” التي كان الهدف الحقيقي منها هو اجهاض انتفاضة الحجارة التي اندلعت عام ١٩٨٧ ،او اَي انتفاضة لاحقة، وإعطاء فسحة من الوقت للصهاينة لإستكمال مُخطط الإستيطان ، وهي كانت عملياً ومنذ امد بعيد في حالة موت سريري ، ولَم تعد صالحة وترفضها اكثرية الشعب الفلسطيني …وقد فشلت كل مخططات العدو بالتعامل مع الشعب الفلسطيني كمجموعات وأجزاء مثل القطاع ، الضفة ، القدس ، فلسطينيو الداخل ١٩٤٨…وأظهرت هذه المواجهة تلاحماً بين كل ابناء الشعب الفلسطيني وبكافة توجهاته ،وروحا وطنية متأصلة لا نظير لها. اما على المستوى العسكري فقد فرضت المقاومة قواعد إشتباك جديدة على العدو، وكرّست نفسها حامية للشعب الفلسطيني، وفرضت معادلة انّ كل استهداف للفلسطينيين في اَي بقعة من فلسطين ستردّ عليه المقاومة، واظهر الشعب الفلسطيني ثقته المُطلقة بالمقاومة والتمسك بخيارها، وانه مُستعدّ لتحمّل كافة التضحيات جرّاء عملياتها ، لأنها باتت أمله الوحيد في تحرير فلسطين وتحقيق أهدافه المشروعة ، وهذا ما سيكون له انعكاسه ايضا على المستوى السياسيلأنّ الشعب الفلسطيني سيولي حقّ تمثيله من الآن وصاعداً للمقاومة وقيادتها، وستصبح وحدها المعنية بتحقيق مصالحه.
مشموشي
بدوره العميد المتقاعد د. عادل مشموشي قال كلمة تحت عنوان: هدية العيد،فأدان الصمت العالمي تجاه الانتهاكات الإسرائيلية لمختلف المواثيق الدولية الراعية لحقوق الانسان، واضاف ان الصراع الدائر اليوم في فلسطين ما هو الا صراع ما بين حق وباطل، مشيراً الى تخاذل الهيئات والمؤسَّسات الدولية وفي طليعتها هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن لتخاذلها عن القيام بأدنى واجباتها. وطالب الشعب العربي بإستنهاض الهمم والإعراب صراحة عن رفضه لما يتعرّض له الشعب الفلسطيني، ودان سياسة الكيل بمكيالين وخاصة في تشويه الحقائق من خلال التعامي عن قصف المباني السكنية ونعت أطفال الحجارة بالارهابيين، ودعا لنبذ كل الخلافات بين الأشقاء بإعتبارها تحرف الإهتمام وتُبدّد الجهود التي ينبغي ان تُسخّر في مواجهة الكيان الإسرائيلي العنصري، خاصة وانّ إمعان الكيان الاسرائيلي في قهر الشعب الفلسطيني أدىّ الى انتفاضة جاءت بنتائج عكسية لإرادة الإحتلال، وان تحولاً مفصلياً يُوحي بنهاية فصل الإستيطان والتهويد وبداية عودة اليهود الوافدين من حيث أتوا وعودة فلسطينيي الشتات الى ديارهم.
جوني :
استاذ القانون الدولي في الجامعةِ اللبنانيةِ ونائب رئيس الجمعية العربية للعلوم السياسية ولدى المجلس الدولي لحقوق الإنسان والمحاكمآت العادلة، الدكتور حسن جوني القى كلمة جاء فيها، بداية اسمحوا لي ان انقل إليكم تحيات رئيس الجمعية العربية للعلوم السياسية الدكتور جمال زهران من القاهرة وتحيات رئيس المجلس الدولي لحقوق الانسان والمحاكمات العادلة د. عبد الحميد دشتي في جنيف، وكذلك تحيات ،الرفيق جان فورمن، الأمين العام لرابطة الحقوقيين الديمقراطيين العالميين من بروكسل واخيراً تحيات الأستاذة ثريا عاصي، رئيسة جمعية راشيل كوري للتضامن بين الشعوب من جنوب لبنان.
واكمل جوني، اليوم سقط التطبيع وأصحاب الصفقة، وسقطت مُراهنة العدو على الوقت، مُعتقداً ان الأجيال الفلسطينية والعربية الجديدة ستنسى فلسطين. وإذ بأربعة أجيال في الساحات، تتناوب على رمي العدو تارة بالحجارة وتارة بالصواريخ. فتحية كبيرة وألف شكر لهم ولمقاومتهم الباسلة. فبتضحياتهم سوف يحرّرون الأرض والانسان، ويصنعون النصر.
وقد راهن أحدهم عندما قال ان الشعوب العربية لا تقرأ ونحن نردّ عليه بإسم الجمعية العربية للعلوم السياسية اننا نقرأ بكتاب الشهداء والجرحى والاسرى. لذلك قرّرنا ان يكون نضال أبطال فلسطين واطفالها خاصةً، مُقررا في علم السياسة والقانون الدولي وفي الجيوبوليتيك والفكر السياسي والعسكري لكي يُدرّس في الجامعات لأنهم اعطونا علماً يُحدّد لنا كيف تُقلب المُعادلات التكتيكية والإستراتيجية وان الحجر بيد طفل وطفلة يهزم القوي المُتغطرس المُحتلّ المُدجج بالأسلحة والمدعوم من الإمبريالية..
وقد تعلّمنا منهم ايضاً أن اتجاه البوصلة الحقيقي هو نحو فلسطين وفقط نحوها. وتعلّمنا منهم كيف يُصنع التاريخ
وخلص جوني الى القول ان أطفال فلسطين أثبتوا لنا بان المعركة مع العدو الغاصب العنصري الصهيوني هي حرب وجود، وان العدو لن يتراجع وينسحب خجلاً او أسفاً بل، خوفاً ورعباً من أصغر طفل فلسطيني حامل للحجارة.
ومن خلال رسالة وفاء للشهيدة راشيل كوري، شدّد جوني على أهمية تضامن الشعوب الحرة مع القضية الفلسطينية
والتمسك بالمقاومة حتى النصر.
بشور
استهلّ الرئيس المؤسس للمنتدى القومي العربي الأستاذ معن بشّور كلمته بتوجيه التحية الى القيًمين على هذا اللقاء لإختيارهم الزمان والمكان المُناسبين، فالزمان هو ثالث أيام عيد الفطر الذي يعكس أهمّية الصبر والصمود والإحساس مع المظلومين في قوتهم وعيشهم، وفي الذكرى 73 لنكبة فلسطين عام 1948 والتي يحييها الشعب الفلسطيني بهذه البطولات العظيمة والتضحيات الجسيمة مُؤكّداً ان هذا الكيان قد إبتدأ عصر أفوله وإندحاره.
أما المكان فهو “نادي الصحافة” الذي وجميعنا نُدرك انّ القيّمينخ عليه يعلمون أن الصحافة هي رسالة ودعوة للإنتصار للحرية والحق وان الصحافي البعيد عن هموم شعبه وأُمّته بعيد عن رسالة الصحافة. واضاف بشّور حين ينتصر لبنان لفلسطين وغزة إنّما ينتصر لنفسه بوجه عدوان صهيوني مُستمرّ عليه، وعلى “حصارٍ اقتصادي مالي جائر” تقرّر في تل أبيب ونفّذته واشنطن وادواتها في المنطقة .
وأكمل ان لبنان حين ينتصر للشعب الفلسطيني في القدس وغزة وعموم فلسطين في مواجهاته مع المُحتل الصهيوني لا يفعل ذلك من منطلق وطني وقومي وانساني فحسب، بل ايضاً من منطق الردّ على العدوان الصهيوني المُستمر عليه، وآخر مظاهر هذا العدوان هو الحصار الاقتصادي والمالي الجائر عليه والذي هو في جوهره قرار إسرائيلي بتنفيذ أميركا وأذيالها…
والأمر نفسه ينطبق على قطر عربي، فالحرب على العراق والحصار الذي فرض عليه واحتلال أرضه هو أيضاً قرار صهيوني نفذه جورج بوش الأبن وأتباعه، والحرب الكونية على سورية حصلت بقرار صهيوني نفّذته واشنطن والحكومات التابعة لها، والأمر نفسه بالنسبة لليمن الذي شهد منذ أكثر من ست سنوات حرباً بقرار صهيوني وتنفيذ أمريكي والحُكّام المُرتبطين بها، والأمر نفسه ينطبق على ما رأيناه في ليبيا، وما نراه في مصر اليوم من حصار مائي لها وللسودان تقوم به الحكومة الاثيوبية بتشجيع إسرائيلي، ومن محاولات إستبدال قناة السويس بقناة بن غوريون وهو قرار إسرائيلي يسعى لتنفيذه المُطبّعون العرب. وانهى بشّور كلامه بالقول انه في المغرب العربي الكبير ايضاً فإنّ كل محاولات إثارة النعرات العُرقية والصراعات الحدودية ما هو إلا مخطط إسرائيلي تنفذه أيادٍ شريرة في تلك البلدان..
زر الذهاب إلى الأعلى