ملاحظات على مقالة د.حكمت مصلح: تقليد يتقدم الأعراف والترف الديموقراطي (حسن قبيسي)
د. حسن محمود قبيسي* – الحوار نيوز
من أنصع صور الحضارة الإنسانية ورقي الإنسان، الحوار . ولا لعاقل صاحب رؤية ومحق ومنطق أن يتهرب من الحوار .
والانصهار الشعبي الوطني في أي دولة مساعد و لا شك على الحوار . هذا شبه مسلم به.
أما من لا نتفق حوله مع الصديق الزميل د. حكمت مصلح في ما جاء في مقالته في الصحيفة الإلكترونية «الحوار نيوز» الغراء ، فيتناول عناوين لمحطات حاولنا أن نتوقف عندها حتى لا تتداخل الأماني والتمنيات والتهيئات مع حركة التاريخ ؛ ومبعثها جميعًا إشباعًا لغرور لا يغير في الوقائع ، كل ذلك لمغالاة في اللبنانية و الفينيقية :
1- مراحل لبنان التاريخية تبدأ مع إعلان « دولة لبنان الكبير » ، فلا لبنان قبل ذلك ، ولا حدود جغرافية للبنان المتهيء هذا،ولا جغرافية لبنانية قبل ذلك، وجغرافيته السياسية والإدارية اقترحها (شباط1861 ) الجنرال الفرنسي دي بوفوار قائد القوات الأوربية لوضع حد لفتنة 1860 . وحال( لبنان ) في ذلك حال جميع دول العالم التي رسمت موازين القوى و المفاوضات حدودها السياسية والإدارية.
2- من اجتمع في «مرج السمقانية» كانوا من علية القوم في جبل الدروز ، وهم ككل رعايا السلطنة العثمانية لا يملكون رفاهية اختيار الأمير، وبالتالي لم يختاروا أميرًا لهم ، وأمير جبل الدروز لم يكن سوى ملتزم جمع ضرائب مباشرة أو عبر من يستعين بهم، وكلهم «يلم » مرتزقة لمساعدة الوالي أو للتمرد عليه .
3- لا رأي للبنانيين في نظام القائمقاميتين 1843- 1860 ، و لم يكن نتيجة توافقهم عليه ، وما ينطبق عليه ينطبق أيضًا على نظام المتصرفية 1860- 19، وهوحصيلة اتفاق الدول الكبرى يومها مع السلطنة ، ل«طمأنة » الموارنة بتعيين حاكم مسيحي عثماني ، وعدم إغضاب السلطنة العثمانية فتركت لها تعيين متصرف مسيحي عثماني بمواصفات حددتها .
4- والمهم أن نعرف أن ما من رئيس لجمهورية حكم لبنان منذ إنشائه إلا كان حصيلة توافق وتفاهم محلي – إقليمي- دولي، وغدا هذا تقليدًا لا عرفًا وحسب ، يكون مخاض ولادة ولاية رئاسية عتيدة .
*مؤرخ وباحث لبناني