مقالة للراشدين فقط: ما لم تقله القمة العربية في القاهرة !( أحمد عياش)

د.أحمد عياش – الحوارنيوز
اما وقد شاهدنا وسمعنا وبتنا نعلم تماماً عن تنصّل دول الجامعة العربية مجتمعة بلا استثناء، من الشهداء الفدائيين اللبنانيين من اهل الأرض، إذ لم يترحم عليهم احد ولم يحك احد عن إعمار ما تهدّم في لبنان، وكأنّ ما حصل من إسناد ومن دعم لأهل غزة في فلسطين لم يكن غير ردة فعل لعصابة مأجورة لخدمة عصابة أخرى.
وبما ان التضحيات الجسام لم تلق تعاطفاً ولا حتى مجرّد تلاوة سورة الفاتحة عن أرواح الموتى، بما انهم لا يعتبرونهم شهداء ، صارمن الطبيعي جدّاً غسل اليدين من اي التزام قومي وديني والهي ، ما دامت القوى مجتمعة لا تجد في الفدائيين اللبنانيين غير بدعة وضلالة وشغب وعصابات مأجورة.
حتى الرئيس الفلسطيني ابو مازن لم يقل “شكرا لبنان” لتضحياته الجسام من أجل نصرة فلسطين، ولم يطلق اسماً على اي شارع او زاروب تكريما لشهداء لبنان، بل كان حريصاً على تطبيق القرار 1701 كاملا اكثر من العدو الأصيل نفسه.
ما دامت التضحيات نكرة وما دام الإعمار مشروطاً بآخر فصل من الاستسلام، فما معنى القول والمناداة بانتصار ليس انتصاراً واقعياً بل خيانة معنوية لجامعة دول عربية، اكثر ما هي هزيمة عسكرية طبيعية ضد العدو الأصيل.
ربما الاعتراف بالهزيمة افضل، لأن الاعتراف يسقط عبء واجبات عسكرية-امنية-جهادية-فدائية في المستقبل، بحجة تاريخية اخلاقية-انسانية ان الفدائي اللبناني حاول وسعى وقاتل ودفع الثمن باهظاً، ولم يلق اي شكر او دعم من كل من يدّعي الانتماء للعروبة وللمسلمين، حتى من الأطراف المدّعية اسلاماً .
اعلان الهزيمة والقول إننا مهزومون وغير قادرين على إكمال المسيرة، بما ان الأموال ممنوعة ان تصل إلى البيئة الحاضنة للفدائيين لإعادة الاعمار كعقاب جماعي من قبل أطراف عربية-اميركية-صهيونية مشتركة.
الاعتراف بالهزيمة والتقوقع والانكفاء يفضح الجميع أمام مسؤوليتهم التاريخية تجاه الله وفلسطين و”يصطفلوا” بعدها…
يقاتلون لا يقاتلون،يجاهدون لا يجاهدون،يحررون لا يحررون، يمضون بالتطبيع قُدماً لا يطبّعون، يخونون لا يخونون،يدفعون الجزية تريليون دولار للاله الاسبرطي،لا يتبرعون لاهل غزة ولبنان، ليفعلوا ما يرتؤونه مشرّفاً لضمائرهم ما دامت تضحيات اهل الفدائيين اللبنانيين غير معترف بها، بل مشكوك بأمرها لغايات شيطانية وهم المباركون.
من لم يفهم فليفهم.. فالاخوان المسلمون من أهل الشيعة هم الأعداء اولاً لا الاسرائيليون.
ليخرج اهل الشيعة من المشهد ما داموا فشلوا أولا، وما داموا هزموا وليرتاحوا…
اعلان المعنيين الهزيمة يريح ناسهم من عبء عظيم ما دامت الناس هنا ليست غير اهل بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار…
صاحب فكرة اعلان الانتصار غير موفق بتاتاً.. للانتصار واجبات عظيمة غير واقعية حاليا، بينما اعلان الهزيمة يسقط واجبات عظيمة لا يعترف بها احد …العمل في سبيل الله واجب، إنما ان يطعنك من تموت من أجلهم غير ممنونين، فالله نفسه لا يرضى بذلك.
صار الأمر انتحارا وسذاجة.
لا تفرض نفسك على مَن لا يريد حبّك.
رغم هذا الهراء ممنوع اعلان الطلاق،إنما لهم طريقهم ولأهل الفدائيين دروبهم، ولا لوم ولا عتاب بعد الان…
اجلس وتابع ،لا تخن ابداً، إنما أيضا لا تمت من أجل من يرى في موتك دخولا إلى النار و شماتة…
“انتهى البيان”
المجد للفدائيين الشرفاء فقط.
المجد لخونة طوائفهم ولخونة الدولار والبترول والمصارف ، الأشرار والحاقدون أقوى!
والله أعلم..



