إعداد د.غَازِي قَانْصُو- الحوار نيوز
تتصاعد الأعمال العسكرية في لبنان بشكل دراماتيكي مع استمرار الهجمات الإسرائيلية الشديدة، والتي تفرض ردود فعل قوية من المقاومة اللبنانية، مما يزيد من تعقيد المشهد ويجعل الحاجة إلى جهود دبلوماسية لوقف هذا الهجمات الدموية الإسرائيلية أكثر إلحاحًا.
وفي قلب هذه التحركات، يقود دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري مساعي جادة مع جهات دولية، في مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية، بهدف التوصل إلى تسوية تحقن الدماء وتوقف التصعيد العسكري من العدو الاسرائيلي المتمثل بهجمات دموية وتدميرية والذي يستتبِعُها ردٌ طبيعيٌ عليها مِن المقاومة في لبنان.
*دور دولة الرئيس نبيه بري:*
دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري، المعروف بحكمته وخبرته التفاوضية ودرايته المميزة، يقود معركة سياسية هامة على خلفية الحرب الشرسة الجارية ضد لبنان لا سيما في جنوبه وبقاعه. وأعلن الرئيس بري عن محاولات دبلوماسية حثيثة خلال الساعات الـ24 المقبلة، مبينًا أنّ هذه الساعات ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كان بالإمكان التوصل إلى حل سياسي للأزمة، أو ما إذا كان الفشل سيعني استمرار الحرب. يُدير الرئيس بري اتصالات مكثفة مع عواصم عالمية مثل واشنطن وباريس ولندن، حيث يسعى إلى إيجاد صيغة توافقية، ترتكز على ما تم عرضه سابقًا مع الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، بهدف تهدئة الأوضاع وإيجاد حلول دائمة.
*اتصالات دولية:*
في موازاة هذه الجهود، يتابع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مفاوضات موازية خلال اجتماعاته في نيويورك. يستند ميقاتي في مساعيه إلى دعم دولي من فرنسا وبريطانيا ومواقف عربية أبرزها مصر والأردن والعراق، داعياً إلى وقف التصعيد العسكري. هذا التنسيق بين بري وميقاتي يظهر المواقف اللبنانية الموحدة في مواجهة الهجوم الإسرائيلي.
التصعيد الميداني: على الصعيد الميداني، لا تزال الغارات الإسرائيلية على مناطق الجنوب والبقاع تتواصل، وامتدت الهجمات للمرة الأولى إلى مناطق كسروان وجون الشوفية. في المقابل، نفذت المقاومة اللبنانية ردوداً مكثفة، بما في ذلك إطلاق صاروخ باليستي على مواقع استراتيجية إسرائيلية، مما يؤكد أن الحرب لا تزال في تصاعد.
في سياق متصل، تستمر الحرب على قطاع غزة بالتوازي مع الحرب في لبنان، وسط تصاعد الحصيلة الإنسانية بشكل كبير.
هذا الوضع يضع المنطقة بأكملها على حافة الانفجار، مع دخول مختلف الأطراف الدولية في نقاشات حول سبل التوصل إلى تهدئة.
*مبادرات دبلوماسية جديدة:* تأتي المبادرة الدبلوماسية التي تناقشها الولايات المتحدة مع الأطراف المعنية كمسارٍ ممكن ان يتوصل الى حلٍ في كلٍ من غزة ولبنان. وقد بدأت النقاشات حول هذه المبادرة بعد اتصال بين مستشار الأمن القومي الأميركي ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، حيث تناولت إمكانية وقف مؤقت لإطلاق النار في لبنان، بالتوازي مع جهود التهدئة في غزة. تم التواصل مع عدة دول عربية وأوروبية بشأن هذه المبادرة، فيما تتحدث تقارير عن قبول مبدئي من رئيس حكومة العدو نتنياهو للدخول في مفاوضات حولها.
*موقف المجتمع الدولي:*
في ظل هذه التطورات، تزداد الضغوط الدولية على الأطراف المتنازعة لوقف التصعيد. البابا فرنسيس ندّد بالتدهور المروع في لبنان، ودعا المجتمع الدولي إلى بذل كافة الجهود الممكنة لإيجاد حل لهذه الأزمة. كذلك، تشهد الأروقة الدبلوماسية في الأمم المتحدة حراكاً مكثفاً قد يؤدي إلى صدور قرارين عن مجلس الأمن، أحدهما يتعلق بوقف إطلاق النار في لبنان، والآخر بغزة.
*التوقعات المُرتقبة:*
إن المفاوضات التي يقودها دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري مع المجتمع الدولي، بحكمةٍ ودرايةٍ كبيرتين، قد تكون قادرة على فرض حل مقبول ولو للمرحلة الحالية، لكنها تتوقف على موقف العدو الإسرائيلي الذي لم يعد له الخيار الا الخضوع للقبول بالحلول المطروحة في كل من غزة ولبنان. فإذا ما توصلت هذه الجهود إلى النجاح في إطلاق مسار سياسي جديد يهدف إلى وقف الحرب وإعادة الاستقرار إلى المنطقة، فسيتم ترجمة هذه الحلول بقرارات صادرة عن مجلس الامن فيما يعني كُلًا مِن غزة ولبنان.
الأربعاء في ٢٥ أيلول ٢٠٢٤