طلال الامام /ستوكهولم الحوارنيوز- خاص
صرح المبعوث الدولي الخاص الى سورية “غير بيدرسون” في اختتام الجولة السادسة للجنة الدستورية: “ان الجولة انتهت بخيبة أمل ….دون أن يحدد أي موعد للجولة المقبلة”…
إن هذه النتيجة لم تكن مفاجئة بالنسبة للعديد من المراقبين، وهي راودتني منذ بدء الحديث عن تحديد موعد إنعقاد الجولة السادسة على ضفاف بحيرة جنيف، أي منذ عدة اسابيع، رغم أن بعض المحللين كانوا متفائلين ويبشرون بنجاحها.
نعم توقعت سلفاً ان مصير هذا الجولة لن يكون أفضل من مصير الجولات الخمس الماضية. تحدثت بهواجسي لعدد من الاصدقاء، لكنني أحجمت عن كتابتها ونشرها منعاً للالتباس او لتفسير رؤيتي بغير ما ترمي اليه.
اعتقد ان الجولات والاجتماعات، ولو بلغت المائة ،اذا تمت بالشكل الذي هي عليه الان، لن تفضي الى النتائج التي ينتظرها السوريون، ولا الى بدء وضع حد لمآسي السوريين والظروف المعيشية الكارثية التي يمرون بها بفعل الارهاب، الحصار والفساد.
لماذا نقول ذلك ؟
اولا- الظروف التي تم فيها تشكيل لجنة الدستور بعد لقاء سوتشي تغيرت عالمياً، اقليمياً ومحلياً. وبما أن الظروف تغيرت أو تتغير كان من المفروض ان ينعكس ذلك على تركيبة اللجنة نفسها اذا كنا نريد لها أن تثمر ، اذ لا يمكن مواجهة المستجدات والتحديات الجديدة بأدوات قديمة فرضتها ظروف لم تعد موجودة وربما كانت وقتها خطوة نحو الامام.
كان من الضروري أخذ المعطيات والمتغيرات الجديدة على الارض، مثلاً من حيث توسيع قوام المشاركين في اللجنة الدستورية لتضم قوى وشخصيات فاعلة داخل الوطن وخارجه ليس لها ارتباطات أو أجندات خارجية .ومن الأهمية بمكان نقل عملها الى دمشق من أجل حوار سوري سوري حقيقي …لم يتم حتى الآن.
ثانياً – جرت وتجري تغييرات جوهرية على المستويين الاقليمي والعالمي: انفتاح عربي ودولي على الدولة السورية، انكفاء المشروع الامريكي وتوجهه نحو افغانستان وللحدود الروسية لأسباب ليست خافية على أحد، هذا يعني أن أدوات المشروع، أقصد بعض المعارضات فقدت دعمها وتمويلها وصار “ظهرها للحائط”. لذلك ستسعى كي لا يخرج الاجتماع بنتائج ملموسة على طريق الحل السياسي الشامل، وهو الأمر المطلوب اليوم أكثر من اي وقت مضى.
ثالثاً- الاوراق التي كانت بيد بعض أطراف أعضاء اللجنة الدستورية فُقدت بسبب التغييرات الجارية على الارض من جنوب الوطن لشماله لصالح وحدة الاراضي السورية وطرد الارهاب.
نعم الحل السياسي مطلوب، الحوار مطلوب، الخروج من عنق الزجاجة مطلوب من أجل المواطن السوري الذي يطحنه الواقع المعاشي المأساوي، من أجل وحدة سورية وطرد القوات الامريكية والتركية المحتلة وحواريهم وطرد جميع الإرهابيين.
لكن كيف؟ ذلك هو السؤال.
كنا تمنى ان تخرج الجولة السادسة بنتيجة او نتائج ايجابية لصالح الحل السياسي الشامل ولصالح سورية والسوريين، ولم يحصل ذلك.
تُرى ألم يحن الوقت لعقد مؤتمر وطني عام في سورية لجميع القوى والشخصيات المؤمنة بسورية موحدة، مدنية ،علمانية لوضع اسس وشكل الحل السياسي.
نعم لم يفاجئني هذا الفشل المؤسف، وأكرر أنه لو عقدت مائة جولة أخرى بذات الشكل والمضمون، لن يكون مصيرها أفضل من مصير الجولات الست.
*كاتب وباحث – سورية
زر الذهاب إلى الأعلى