الحوار نيوز – غزة
كتب حلمي موسى من غزة:
لا أحد يعلم على وجه اليقين أين تتجه مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى: هل نحو انفراجة وصفقة تبادل قريبة مع وقف ثابت ودائم لوقف النار؟ أم نحو مراوحة في المكان في ظل استمرار الحرب الهمجية على غزة؟.
الأمريكيون يوحون طوال الوقت بالتفاؤل، وعندما يضطرون يقولون بالتفاؤل الحذر رغم شدة ضغوطهم على إسرائيل وعلى الوسطاء. وفي قلب هذا التساؤل عاد قادة الوفد الإسرائيلي المفاوض إلى تل أبيب حيث يرى البعض في ذلك تعبيرا عن انسداد آفاق التسوية، فيما يرى آخرون أن هذه عودة في انتظار رد حماس على مقترحات أمريكية جديدة. وحماس تعلن أن الرد الإسرائيلي على مقترحها سلبي وأن نتنياهو يريد استمرار الحرب، فتضطر الصحافة الإسرائيلية للحديث عن حلول وسط تقترحها أمريكا وتقبل بها إسرائيل وتنتظر رد حماس.
وفيما تتصاعد الاحتجاجات الداخلية في إسرائيل ضد تباطؤ حكومة نتنياهو في إبرام صفقة تبادل الأسرى، يزداد الضغط الأمريكي لإنجازها عبر تقديم حلول وسط. وتتلقف إسرائيل هذه الحلول الوسط بين رفض المتطرفين لها وارتكاز “المعتدلين” عليها إتمام هذه المهمة وفتح طريق لتسوية أشمل أو لسد هذا الطريق.
وحسب آخر المعلومات، التي نشرت في الصحافة الإسرائيلية تقبل إسرائيل حاليا بالإفراج عن 700 أسير فلسطيني بينهم 100 من ذوي الأحكام العالية. ولكن ليس مؤكدا حتى الآن ما إذا كانت إسرائيل تقبل بأن تضع حماس أسماء هؤلاء أم أنها تصر هي على تسميتهم ما يترك الباب أمام مزيد من الخلافات. وأيضا تقبل إسرائيل بحل وسط أمريكي حول عودة نازحين إلى غزة وشمالها بأعداد ووتيرة تتجاوز ما اقترحته إسرائيل وهو 2000 نازح يوميا. ولكن مهما يكن فإن إسرائيلل تصر على البقاء في محور نيتساريم والتحكم في عودة النازحين وهذا أيضا محط خلاف آخر.
وبحسب يديعوت أحرنوت وافقت إسرائيل على اقتراح تسوية أمريكي تم تقديمه للطرفين بشأن صفقة التبادل ، ووافقت في بعض الفئات على مضاعفة الأعداد التي كانت قد استجابت لها بالفعل في النص الأصلي ل “مخطط باريس “.وعلى سبيل المثال، وافقت إسرائيل في “مخطط باريس” على إطلاق سراح 400 أسير وطالبت حماس بالإفراج عن 800-900 أسير ، لكن إسرائيل تدرس قبول العرض الأمريكي وهي مستعدة لإطلاق سراح 700 أسير مقابل إطلاق سراح 40 من المحتجزين لدى حماس.
وفي “مخطط باريس” وافقت إسرائيل على إطلاق سراح 25 أسيرا فلسطينيا من ذوي المحكوميات العالية، وهي تدرس ما إذا كانت تقبل بالاقتراح الأمريكي بإطلاق سراح 100 أسير من هذه الفئة (طالبت حماس بالإفراج عن 150 منهم). وفي الوقت نفسه، تصر إسرائيل على أنها ستتمتع بحق النقض (الفيتو) في تحديد أي من الأسرى “الثقيلي” المحكومية الذين سيتم إطلاق سراحهم. وهذا موضوع حساس للغاية، ويمكن أن يفجر المحادثات لأن حماس تصر على إطلاق الرموز.
وتنتظر إسرائيل الآن رد حماس، ولكن في تل أبيب ليسوا متفائلين لأنه رغم المرونة فإن الأرقام التي تبدي إسرائيل استعدادا لها لا تلبي مطالب حماس. وبحسب مصدر إسرائيلي رفيع، “لا توجد أزمة في المحادثات في قطر. نحن ننتظر رد حماس، الذي لم يصل، وسوف يستغرق الأمر يومين أو ثلاثة أيام حتى نحصل عليه. إذا كانت هناك أزمة، فإننا لن نعرف إلا بعد وصول رد حماس، فإذا قالت حماس إنها غير مستعدة للحل الوسط الأمريكي وتسلقت الأشجار العالية – فستكون هناك أزمة، لكن هذا ليس هو الحال بعد”.
وبحسب يديعوت أيضا عاد رؤساء الوفد الإسرائيلي إلى الدوحة – رئيس الموساد ديدي برنيع ورئيس الشاباك رونان بار وقائد الجهد الاستخباراتي في مجال الأسرى والمفقودين اللواء نيتسان ألون – إلى إسرائيل نهاية الاسبوع. وسيعودون فوراً إلى قطر إذا استجابت حماس للاقتراح الأمريكي وعقد اجتماع للمفاوضات.
وستكون إسرائيل مستعدة أيضاً للنظر في اقتراح تسوية أمريكي آخر للسماح بالعودة التدريجية للسكان إلى شمال غزة إلى حد عدة آلاف في اليوم. لكن إسرائيل وضعت خطا أحمر بعدم العودة الكاملة للسكان إلى شمال القطاع، مع التركيز على الرجال في سن القتال. ومن وجهة نظر إسرائيل فإن الانسحاب الكامل هو تنازل عن أحد إنجازات الحرب. كما تعارض إسرائيل بشدة مطلب حماس بالانسحاب الكامل من قطاع غزة وإنهاء الحرب. وقال مسؤول إسرائيلي إنه “حتى في قضية شمال غزة، فإن إسرائيل كانت مرنة ومستعدة لبذل الكثير من أجل إعادة المختطفين إلى الوطن، لكن دولة إسرائيل لديها أيضا حدود في ما يتعلق بمختلف المعايير، وبالتالي فإن إسرائيل تنتظر لمعرفة رد حماس وما إذا كان هناك اقتراح يمكن العمل عليه. وإذا أعطت حماس ردودا غير معقولة فإن المفاوضات قد تسير في اتجاهات سيئة وتتعثر”.
أما باراك رافيد في “والا” فنقل عن مسؤول إسرائيلي كبير تأكيده بالموافقة على الإفراج عن نحو 100 من الأسرى الفلسطينيين ممن يقضون أحكاما بالسجن مدى الحياة. ووفقا له، فإن قطر كانت قدمت عرضا مماثلا قبل 3 أسابيع، لكن إسرائيل رفضته بعد ذلك بشكل قاطع. كما أن إسرائيل مستعدة للتحلي بالمرونة في ما يتعلق بعودة السكان الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة، وهي مسألة تشكل إحدى نقاط الخلاف الرئيسية في المفاوضات.
وخلال المفاوضات في قطر في الأيام الأخيرة، وافقت إسرائيل على إطلاق سراح نحو 700 أسير فلسطيني، منهم نحو 100 يقضون أحكاما بالسجن مدى الحياة، مقابل إطلاق سراح 40 رهينة تحتجزهم حماس، بحسب مسؤولين إسرائيليين كبيرين. وجاءت المرونة الإسرائيلية في ما يتعلق بعدد السجناء الذين ترغب في إطلاق سراحهم بعد اقتراح الوساطة الذي قدمه رئيس وكالة المخابرات المركزية بيل بيرنز مع الوسطاء القطريين والمصريين خلال المحادثات التي جرت في الدوحة في نهاية الأسبوع.
وأشار رافيد إلى أن عدد الأسرى الذين ستضطر إسرائيل لإطلاق سراحهم الآن يكاد يكون ضعف العدد الذي تضمنه الاقتراح الأصلي لمحادثات باريس . في ذلك الوقت اقترح الوسطاء إطلاق سراح 400 سجين، منهم أكثر من 25 يقضون عقوبة السجن المؤبد.
واعتبرت القناة 13 في نشرتها المسائية أن قبول إسرائيل بالمقترحات الأمريكية يعتبر خطوة غير مسبوقة. فأولاً، وافقت إسرائيل على مفتاح إطلاق سراح الأسرى “أكثر سخاءً” مما تم الاتفاق عليه في الخطوط العريضة المتفق عليها في قمة باريس. بالإضافة إلى ذلك، تجري المفاوضات حول الشروط التي تسمح بعودة سكان غزة إلى المناطق الوسطى والشمالية من قطاع غزة. وبحسب التقرير أيضًا، تم منح الوفد هذه المرة تفويضًا أوسع في المفاوضات مقارنة بالجولات السابقة.