حرب غزةسياسةمفاوضات

مفاوضات الدوحة”حركة بلا بركة”: تفاؤل أميركي،تعنت إسرائيلي،إصرار من حماس وبيان مصري قطري “خجول”

 

الحوار نيوز – تقرير

 

إنتهت المفاوضات في الدوحة عاصمة قطر بين الفرق الأميركية القطرية المصرية الإسرائيلية من دون تسجيل أي تقدم حقيقي وواضح ،وخلصت إلى بيان مصري قطري خجول يعد باستئناف المفاوضات في القاهرة قبل نهاية الأسبوع المقبل.

ووسط إصرار واشنطن على بث التفاؤل كي لا تنهار المحادثات وينتقل الصراع إلى ما هو أخطر، بدا واضحا أن هذه المفاوضات ظلت “حركة بلا بركة” نتيجة التعنت الإسرائيلي الواضح ،والتمسك بالشروط التي ترفضها حركة حماس جملة وتفصيلا ،خاصة لجهة محوري فيلادلفيا ونتساريم ،حيث ترفض إسرائيل الانسحاب منهما ،فضلا عن خلافات أخرى حول عدد وطبيعة الأسرى الفلسطينيين والرهائن الإسرائيليين في غزة.

 
وكانت المحادثات قد تواصلت يومي الخميس والجمعة، وسط تقارير أميركية عن إحراز تقدم، وحديث من حماس عن مماطلة يبديها الاحتلال .فقد بدأت المفاوضات بعد ظهر الخميس، وشارك فيها رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورؤساء المخابرات الأمريكية ويليام بيرنز، والمصرية عباس كامل، والإسرائيلية “الموساد” دافيد برنياع.

اليوم الأول

في ختام اليوم الأول، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن “هناك اتفاقا على الخطوط العريضة لما حدده الرئيس جو بايدن في مقترح وقف إطلاق النار بقطاع غزة في أيار/ مايو الماضي”، إلا أنها تحدثت عن فجوات تخص “التفاصيل والتنفيذ ما زالت تحتاج لمعالجة”.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل الخميس، بعد ساعات من انطلاق جولة جديدة من المحادثات بالعاصمة القطرية الدوحة، على أمل إزالة العوائق والتوصل إلى هذا الاتفاق.
 

  وصرح ماجد بن محمد الأنصاري، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية؛ بإن جهود الوسطاء في قطر ومصر والولايات المتحدة مستمرة،وقال إن “الوسطاء عازمون على المضي قدما في مساعيهم، وصولا إلى وقف لإطلاق النار في القطاع يتم خلاله إطلاق سراح الرهائن، ودخول أكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية إلى غزة”.

من جانبه قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران؛ إن الحركة تنظر إلى مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الجارية في الدوحة، “من منظور استراتيجي يهدف إلى إنهاء العدوان على غزة . وأضاف بدران، في بيان نشرته الحركة عبر منصة تلغرام، أن “حماس ترى أن أي مفاوضات يجب أن تكون مبنية على خطة واضحة لتنفيذ ما تم التوافق عليه مسبقا”.

وأوضح أن “العائق أمام التوصل لوقف إطلاق النار في غزة، هو استمرار المراوغة الإسرائيلية”.ولفت إلى أن “أي اتفاق يجب أن يحقق وقف إطلاق نار شامل، وانسحاب كامل من غزة، وإعادة النازحين، وإعادة الإعمار، إلى جانب صفقة تبادل أسرى”.

  وذكر الصحفي الإسرائيلي رونين برغمان، أنه يمكن تلخيص اليوم الأول من المفاوضات بتطورات معينة، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أجرى محادثة مع القيادة الإيرانية حول وجود “تطورات إيجابية” في المفاوضات، لإعادة النظر في الهجوم المحتمل.

وقال برغمان في تقرير نشره في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، نقلا عن مصدر في إحدى الدول الوسيطة؛ إن وزير الخارجية القطري لم يقل ذلك صراحة، إلا أن رسالته خلال اتصال هاتفي كانت واضحة: “قال لكبار المسؤولين في طهران: نحن نتقدم قليلا، ولكننا نتقدم”.

وألمح قائلا للإيرانيين: “عليكم التفكير مليا في ما إذا كان من الحكمة لكم، أو لحزب الله، مهاجمة إسرائيل في وقت يحدث فيه مثل هذا التقدم”، حسب التقرير الإسرائيلي.

 
  ونقل التقرير عن مسؤول رفيع في إحدى الدول الوسيطة، قوله إنه “يبدو أنه تم تحقيق اختراق في مسألة أساسية واحدة، ما يبدو كحل محتمل لقضية محور نتساريم”.

ويعلق الصحفي الإسرائيلي بالقول؛ إن “هذا الاختراق الذي لا تزال تفاصيله غير معروفة، هو الذي سمح بالتفاؤل والقدرة على الإبلاغ عن تقدم معين. بعد ذلك، توجه رئيس وزراء قطر ورئيس المخابرات المصرية لإطلاع قادة حماس الذين كانوا ينتظرون في مكاتبهم”.

بحسب التقرير، فإن مسؤولا أمنيّا إسرائيليّا رفيعا، أكد تفاصيل تأجيل الهجوم من جانب إيران وحزب الله، لكنه طلب أيضا تخفيف التقارير عن تقدم كبير في المفاوضات نفسها، قائلا: “خرج الفريق الإسرائيلي من هنا بمكاسب قليلة جدا. ليس لديهم تفويض واسع على الإطلاق، ولا أحد منهم، حتى لو ادعى رئيس الموساد غير ذلك في محادثاته مع أطراف خارجية، يعتقد أن ذلك سيكون كافيا”.

  اليوم الثاني
انطلقت الجولة الثانية من المفاوضات الجمعة، وسط أجواء من الترقب لنتائجها التي أفصح عنها بيان ثلاثي للدولة الوسيطة.

وقال بيان مصري قطري أمريكي مشترك؛ إن واشنطن قدمت بدعم من القاهرة والدوحة اقتراحا لطرفي المفاوضات حول غزة، يقلص الفجوات بينهما، ويتوافق مع المبادئ التي وضعها الرئيس بايدن في 31 أيار/ مايو الماضي.

وأكد البيان المصري القطري الأمريكي المشترك،أن اقتراح واشنطن يبني على نقاط الاتفاق بين طرفي المفاوضات بشأن غزة، ويسد الفجوات المتبقية بالطريقة التي تسمح بالتنفيذ السريع للاتفاق.

ولفت البيان إلى أن “الفرق الفنية ستواصل العمل خلال الأيام المقبلة على تفاصيل تنفيذ مقترح اتفاق واشنطن الجديد”.  وشدد على أن “كبار المسؤولين من حكوماتنا سيجتمعون مرة أخرى في القاهرة قبل نهاية الأسبوع المقبل، آملين التوصل لاتفاق ينهي الحرب في غزة”.

وأكد البيان أن الطريق الآن “أصبح ممهدا لتحقيق هذه النتيجة، وإنقاذ الأرواح، وتقديم الإغاثة لشعب غزة، وتهدئة التوترات الإقليمية”.

وفي أول تعليق لحماس، أكد مصدر قيادي في الحركة، أن ما أُبلغوا به عن نتائج اجتماعات الدوحة “لا يتضمن الالتزام بما اتفق عليه في 2 تموز/ يوليو الماضي.

وطالبت حماس قبل انطلاق الجولة الأخيرة بتنفيذ ما وافقت عليه مطلع تموز/ يوليو الماضي، وفق رؤية الرئيس الأمريكي جو بايدن، وقرار مجلس الأمن، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، وإلزام الاحتلال بذلك.

وقال المصدر إن الحركة تأكدت مجددا أن الاحتلال لا يريد اتفاقا، بعد أن أبلغت من طرف الوسطاء بنتائج مباحثات الدوحة.وأشار إلى أن الاحتلال يواصل المراوغة والتعطيل، ويتمسك بإضافة شروط جديدة لعرقلة الاتفاق.وأكد التزام الحركة بما وافقت عليه في 2 تموز/يوليو الماضي، والمبني على إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن وقرار مجلس الأمن.

ودعا الوسطاء إلى الضغط على الاحتلال وإلزامه بالذهاب إلى تنفيذ ما اتفق عليه، مشددا على أن أي اتفاق يجب أن يضمن “وقف العدوان على شعبنا والانسحاب من قطاع غزة”.

 
  الرد الإسرائيلي على جولة المفاوضات جاء سريعا أيضا، ونقلت “القناة 13” عن مسؤول إسرائيلي قوله إن “هناك فجوات؛ لأن المقترح الأمريكي لم يتطرق لمحوري نتساريم وفيلادلفيا”.

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مسؤول أمني إسرائيلي، تأكيده أن “إسرائيل تسلمت المقترح الأمريكي، وهو غير مقبول تماما بالنسبة لنتنياهو. والجميع لديه مصلحة في بث شعور بأن الأمور تسير على ما يرام”.

ومن المنتظر أن يصل إلى تل ابيب اليوم وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن لإجراء محادثات غدا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، قبل أن ينتقل إلى الدوحة والقاهرة في محاولة جديدة لإنجاح المفاوضات.

 وكان بيان مصري قطري أمريكي مشترك،ذكر أن واشنطن قدمت بدعم من القاهرة والدوحة اقتراحا لطرفي المفاوضات حول غزة، يقلص الفجوات بينهما، ويتوافق مع المبادئ التي وضعها الرئيس بايدن في 31 أيار/ مايو الماضي.

وأكد البيان المصري القطري الأمريكي المشترك، أن اقتراح واشنطن يبني على نقاط الاتفاق بين طرفي المفاوضات بشأن غزة، ويسد الفجوات المتبقية بالطريقة التي تسمح بالتنفيذ السريع للاتفاق.

ولفت البيان إلى أن “الفرق الفنية ستواصل العمل خلال الأيام المقبلة على تفاصيل تنفيذ مقترح اتفاق واشنطن الجديد”.
وشدد على أن “كبار المسؤولين من حكوماتنا سيجتمعون مرة أخرى في القاهرة قبل نهاية الأسبوع المقبل، آملين التوصل لاتفاق ينهي الحرب في غزة”.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى