معهد بسام سابا
مرسال خليفة * – الحوارنيوز
لقد انكسر مدير المعهد الموسيقي ” بسام سابا ” كما ينكسر السرو العالي .
سحبوا منه ” الناي ” وعلقّوه على الهواء .
عاد ” بسّام ” إلى وطنه ليبحث عن نفسه في معهده الذي ترعرع في حصصه فلم يجدها . لم يكن الحنين مهنة كافية .
ليته لم يعد ولم يتورّط بالمنفى الداخلي المدمّر .
” بسام ” الانسان الجميل العاشق الفنّان ! لماذا تركناه وحيداً ؟
ينقضّ عليه الليل ويتوغّل في العزلة المطلقة .
كان وحيداً في بطن الوحش . كفر بكل شيء . اختنق بدخان الحروب من كل حدب وصوب .
كان إنقاذه ممكناً ، لو وجد من يؤنس وحشة روحه في مدينة وحشيّة .
رَحل ” بسام ” وأخذ معه الضوء . ذلك الضوء الذي تسرّب إلى نفوس كل من استمع إلى مقامه .
كان في وسع طائر عابر مثل ” بسّام ” أن ينشلنا من هاوية حين يحمل نايه خيط الأفق . ولكن . . الأجل امتدّ به إلى الستين من عمر سريع .
ما زال في وسع زهرة الموسيقى أن يمتلأ وجهها جذلاً في بركة ذبحوا فيها موهبة .
وما أنبل الدفاع عن تلك الموهبة أمام ما في باطن بلدنا من مخزون موت .
لا نريد مزيداً من الألم .
لا نريد مزيداً من الموت .
ومن اجل إحياء ذكراه العطرة اقترح تسمية المعهد الموسيقي ب ” معهد بسّام سابا ”
* فنان وموسيقار عالمي