د. جواد الهنداوي -الحوارنيوز خاص
منطقتنا هي التي ستحسم نجاح أو فشل الرئيس الأميركي دوناد ترامب في الانتخابات القادمة، بمعنى آخر سياسة الولايات المتحدة او سياسة الرئيس ترامب تجاه العراق وفلسطين وإيران ستحدد ميزان الرأي العام الامريكي في التصويت لصالح او ضّدْ الرئيس ترامب.
في العراق، الرئيس الامريكي امام تحدي جديد فرضته وقائع عملية الاغتيال، التي أمرَ بتنفيذها الرئيس ترامب في بغداد، في ٢٠٢٠/١/٣ ، و أدتْ الى استشهاد سليماني والمهندس وأخرين. التحدي هو انسحاب القوات الأمريكية و غلق القواعد الأمريكية، اي خروج ميداني أمريكي من العراق، سيقود الى إنحسار للدور السياسي الامريكي في العراق. ستعيش الإدارة الأمريكية ارهاصات وتبعات هذا التحدي، والتي بدأت بالتظاهرات المليونية في ٢٠٢٠/١/٢٤، وشعاراتها المعبّرة على رفض التواجد الامريكي ووصفه بالمحتل. عدم انسحاب القوات الأمريكية سيعّرضها للخطر و ربما لعمليات" كر و فر "، أما انسحابها ومغادرتها العراق سيترك لدى النخب و الطبقة السياسية الأمريكية شعور بالفشل و خسارة العراق كحليف او كشريك، وفي كلا الحالتيّن سيُلام الرئيس الامريكي لسياسته المتهورة وسيخسر جزء من الرأي العام.
أزاء فلسطين، يعتزم الرئيس الامريكي طرح مشروع صفقة القرن، ويروم بطبيعة الحال اعتبارها انجازاً سياسياً و إغراءاً لأصوات اللوبي الاسرائيلي في امريكا.
و قد وجهّ نائب الرئيس الامريكي الدعوة الى نتنياهو وغانتس ( رئيس حزب الأبيض و الأزرق ) لزيارة البيت الأبيض والتباحث قبيل الإعلان الرسمي لبنود صفقة القرن، والتي ستضع نهاية لحل الدولتيّن وتضم غور الأردن و مستوطنات لاسرائيل.
الضغوطات السياسية و الإعلامية التي تتعرض لها، في الوقت الحاضر، المملكة العربية السعودية، مُبرمجة في توقيتها مع قرب اعلان صفقة القرن، لدفع المملكة نحو تأييد صفقة القرن والمساهمة في تحمّل تبعاتها المالية، وممارسة الضغط على الدول و السلطة الفلسطينية المعنية بصفقة القرن.
فشل صفقة القرن، وهي صفقة مخالفة لقرارات الشرعية الدولية، ستساهم في فشل ترامب في الانتخابات.
أزاء أيران، يسعى ويأمل الرئيس الامريكي الوصول الى اتفاق جديد مع ايران، للملف النووي قبل الانتخابات، وهذا ما كتبه الدبلوماسي الامريكي، دينس روس، مساعد الرئيس اوباما للشرق الأوسط، في مقال له لمعهد واشنطن للشرق الأدنى، كَتَبَ أيضاً انَّ الرئيس بوتين هو الذي يتولى الوساطة بين ايران وامريكا، ويأمل الرئيس ترامب ان يبرّهن للشعب الامريكي بأنه افضلّ من أوباما ( صحيفة راي اليوم الإلكترونية في ٢٠٢٠/١/٢٣ ) .
يدرك الرئيس الامريكي جيداً بأنَّ انسحاب الجيش الامريكي من العراق سيصبُ في مصلحة ايران، وكذلك فشل صفقة القرن. هل سيقايض الرئيس ترامب ايران بهذه الملفات، وبرفع العقوبات، مقابل اتفاق نووي جديد ، لا يختلف عنه سابقه سوى بالاسم وببعض الشكليات؟ ويسًوق الرئيس الامريكي ما يتوصل اليه مع ايران بأعتباره انجازاً و حققَ السلام في المنطقة و في الشرق الأوسط.
*سفير عراقي سابق، رئيس المركز العربي الأوروبي للسياسات وتمكين القدرات -بروكسل