بقلم د.عماد عكوش – الحوار نيوز
لم تعد الخيارات المتاحة أمام مصرف لبنان كبيرة وكثيرة، والبيانات نصف الشهرية التي يصدرها تؤكد هذا الامر. فمن ناحية أحتياطي العملات الصعبة ، يتغير بشكل غير مستقر وفقا لتدخل مصرف لبنان في السوق ، وهو بسبب تدخله غير الكافي في النصف الاول من شهر نيسان الحالي رأينا كيف ان سعر الدولار في السوق الموازي ارتفع من حوالي 20500 ليرة للدولار الواحد الى أكثر من 25000 ليرة لبنانية ، وللدلالة على ذلك نبين تحرك هذا التغير في الاحتياطي خلال الاشهر الاربعة الاولى من العام الحالي وبشكل نصف شهري بملايين الدولارات:
15 نيسان مقارنة بنهاية شهر أذار 134.92 مليون دولار
نهاية أذار مقارنة بالنصف من اذار 102.58
15 أذار مقارنة بنهاية شهر شباط 350.32
نهاية شباط مقارنة بمنتصف شباط 292.68
15 شباط مقارنة بنهاية شهر ك2 91.55
نهاية ك2 مقارنة بالنصف من ك2 394.05
15 ك2 مقارنة بنهاية شهر ك1 115.31
أجمالي الخسارة 1481.41 مليون دولار
في المقابل فإن حجم التغير في الخسائر الواردة ضمن بند أصول أخرى والواردة في البيانات المالية لمصرف لبنان كانت تتغير عن نفس تلك الفترة على الشكل التالي :
15 نيسان مقارنة بنهاية شهر أذار 3373 مليار ليرة
نهاية أذار مقارنة بالنصف من اذار 1285
15 أذار مقارنة بنهاية شهر شباط 1529
نهاية شباط مقارنة بمنتصف شباط -1544
15 شباط مقارنة بنهاية شهر ك2 2176
نهاية ك2 مقارنة بالنصف من ك2 -2302
15 ك2 مقارنة بنهاية شهر ك1 1080
أجمالي الزيادة 2539 مليار ليرة
أما حجم التغير في الكتلة النقدية الواردة ضمن بند المطلوبات والواردة في البيانات المالية لمصرف لبنان فكانت تتغير عن نفس تلك الفترة على الشكل التالي :
15 نيسان مقارنة بنهاية شهر أذار 139مليار ليرة
نهاية أذار مقارنة بالنصف من اذار -186
15 أذار مقارنة بنهاية شهر شباط -3455
نهاية شباط مقارنة بمنتصف شباط -1960
15 شباط مقارنة بنهاية شهر ك2 172
نهاية ك2 مقارنة بالنصف من ك2 -3937
15 ك2 مقارنة بنهاية شهر ك1 321
أجمالي الزيادة (النقص) 7653 مليار ليرة
بشكل موجز :
حجم النقص في العملات الصعبة : 1.481 مليار دولار
حجم الزيادة في الاصول الاخرى(خسائر): 2539 مليار ليرة
حجم النقص في الكتلة النقدية: 7653 مليار ليرة
السعر الوسطي لبيع الدولار لدى مصرف لبنان ما بين سعر المنصة وسعر الدعم : 5167.45 ليرة للدولار الواحد .
الخسارة الحقيقية الاجمالية عن سعر السوق : 29372 مليار ليرة ،بينما وردت في اليبانات المالية فقط 7653 مليار ليرة ،وهو ناتج عن تقييم العملات الصعبة بسعر 1507.5 ليرة لبنانية ، وهذا يعني أن هناك خسائر غير مثبتة خلال هذه الفترة ضمن سجلات مصرف لبنان ما يعادل 21719 مليار ليرة لبنانية ، وهذا الرقم يعادل ميزانية الدولة اللبنانية لعام 2021 بضعفين .
فهل يوجد في العالم مصرف يخسر في موازنته وخلال ثلاثة اشهر ونصف ما يعادل ضعفي موازنة الدولة عن سنتين ؟
في المقابل فإن خيارات مصرف لبنان تكاد تضيق بشكل كبير. فهو من جهة أذا لم يتدخل سيعود سعر صرف الدولار الى التخبط وستزداد الكتلة النقدية قيد التداول بنسبة متسارعة ، وأذا تدخل فإنه سيخسر المزيد من العملات الصعبة التي ما زالت لديه ،والخسارة الاكبر هي في الدعم الذي ما زال مستمرا، وهذا الدعم يستفيد منه التجار أكثر من الفقراء ، فما هو الحل ؟؟؟؟
يبقى أن نشير إلى أن الحل عرضناه أكثر من مرة ،لكن للاسف السلطة السياسية ترفض هذه الحل ،وهو في رفع الدعم الذي أصبح أمرا ضروريا، كما رفع الرواتب والاجور وفقا لخطة مدروسة.. ولكن من يجرؤ على ذلك ؟؟؟