لم يأت يوم في التاريخ ان شهد مصرف مركزي في العالم على تحقيق خسائر تراكمية على الدولة وخزينة الدولة، كما حصل في مصرف لبنان المركزي ، وتوزعت هذه الخسائر على بنود ثلاثة أساسية :
١- فوائد تم تحصيلها من الدولة اللبنانية نتيجة لأكتتاب مصرف لبنان بسندات الخزينة اللبنانية، والذي هو من ضمن الدين العام اللبناني والتي زادت حصة مصرف لبنان عن النصف . فإذا علمنا ان مجموع الفوائد المدفوعة خلال الثلاثين سنة الماضية حوالي ١٢٩,٦٨ ألف مليار ليرة لبنانية ، فهذا يعني أن ما لا يقل عن ٤٥ ألف مليار ليرة تم صرفها من قبل مصرف لبنان على الحاشية وعلى المصارف من ضمن سياسات مصرف لبنان النقدية السابقة .
٢- بلغت الأصول الأخرى في ميزانية مصرف لبنان المنشورة كما في حزيران ٣٠/ ٢٠٢٠ مبلغ ٥٥,٩٢ ألف مليار ليرة ، وهي خسائر ناتجة عن هندسات مالية أيضا وكلفة طبع عملة .
٣- خسائر فروقات صرف متوقعة على سعر المنصة نتيجة لزيادة رقم الألتزامات بالعملة الصعبة عن الموجودات بالعملة الصعبة، وقد بلغت قيمة الزيادة حوالي ٣٤,٦٩ مليار دولار أميركي . فإذا قمنا باحتساب فروقات سعر الصرف على هذا الرقم وفقا لسعر المنصة والبالغ ٣٨٥٠ ليرة لبنانية فإن هذه الفروقات والتي هي خسائر ستبلغ حوالي ٨٢,٧٤ ألف مليار ليرة لبنانية .
بذلك تصبح قيمة الخسائر التي تكبدها مصرف لبنان لغاية اليوم على الشكل التالي :
– فوائد وإيرادات مهدورة. ٤٥,٠٠ ألف مليار ليرة
– أصول أخرى. ٥٥,٩٢ ألف مليار ليرة
– فروقات صرف ٨٢,٧٤ ألف مليار ليرة
المجموع. ١٨٣,٦٦ ألف مليار ليرة
هذا ما كبده حاكم مصرف لبنان للخزينة اللبنانية وللمواطن اللبناني بفضل "سياساته الحكيمة" خلال الخمس وعشرين سنة من حاكميته والتي حصل بموجبها على أرفع الأوسمة من المؤسسات الدولية والغربية على وجه الخصوص .