“لا يمكنك أن تصافح قبضة مغلقة، ولا يمكنك أن تحاور عقلية متجّرة”
إنّها المصافحة التي تكلّم عنها “غاندي” يوما ما، تعبّر عن لحظة لقاء أو وداع؛ كانت وما زالت نوعا من أنواع الأدب ورمز الإحترام أو ما يسمى “بالاتيكيت” المتعارف عليه، لتصبح شائعة عند غالبية الثقافات؛ ولكي لا نعمّم لأن “التعميم هو تعتيم”. فمثلا في اليابان يميلون الى الانحناءة بدلا من المصافحة.
لكن! حركات اليد كانت وما زالت تدلّ على معان رمزية كثيرة يفهمها كل إنسان حسب ثقافته وحسب إحساسه.
واذا حاولنا إجراء مقارنه المصافحة ما بين العرب والغرب، فسنجد أنّ المصافحة عند العرب يرافقها غالبا احتضان، وهذا ما تتقبلّه الثقافات الأخرى.
لكن! بالنسبة لمصافحة الأعداء يعتبره العرب اعترافا بهم وبتصرفاتهم وبجرائمهم، كقول أحد المقاومين يوما ” الموقف سلاح والمصافحة إعتراف”.
وهو موقف ما زال يردده اللبنانيون حتى اليوم، غير مقبولٍ في ثقافتهم مصافحة محتلٍ أو شخصٍ دخل أرضا وبيتا دون إذن.
حتى وقت يلقي العدو التحية فلم يجبه أحد لأن الجواب يعتبر خيانة للوطن؛ ليصل الأمر أكثر من ذلك فهو الرفض المطلق للجلوس معه أو الحوار معه، وفي حال الضرورة يكون ما سمي ” مفاوضات غير مباشرة”.
لكن! بالمقابل كم من مرة، ثقافات أخرى مختلفة المصافحات أنهت أكبر الخلافات بين البشر. والامثلة كثيرة منها عندما صافح أوباما راؤول كاسترو خلال حفل تأبين نيلسون مانديلا..
وعندما صافحت ملكة بريطانيا نائب الرئيس الايرلندي.
وعندما صافح الرئيس اليوناني باباندريو رئيس الوزراء التركي تورغوت اوزال في حدث اوروبي بعدما خاض البلدان أربعة حروبا.
لذلك ترى بعض الشعوب أن وضع اليد باليد مع العدو هو استسلام؛ ومنهم من يراه وسيلة فعّالة في خلق التواصل بين شخصين حبيبين أو صديقين أو عدوّين؛ ليكون رمزا يصنع السلم وينهي الحرب.
فهل المصافحات اليوم خلال المفاوضات في أوروبا الشرقية هي عبارة عن ” اتيكيت” فقط أو استسلام؟.. او أنها ستساهم في إبعاد القلوب المقفلة، وتساعد في التقليل من أعداد أفواه المدافع ليعيش البشر بسلام وأمان !!!