سياسةصحفمحليات لبنانية

قالت الصحف: الاستحقاق الحكومي يترنح وسط مهلة الشهرين لاستحقاق الرئاسة والأزمات المعيشية المتفاقمة

 

الحوار نيوز – خاص  

مع بداية مهلة الشهرين لانتخاب رئيس الجمهورية المقبل ،ما يزال الاستحقاق الحكومي يترنح وسط الشروط والشروط المضادة، فيما الأزمات المعيشية والإضرابات تهدد بالمزيد من المعاناة للناس،وهو ما ركزت عليه الصحف الصادرة اليوم.

النهار عنونت: مهلة الشهرين: تشابك الاستحقاقين الرئاسي والحكوميّ

 وكتبت صحيفة “النهار” تقول: لم تتبدل صورة المأزق الحكومي في الساعات الأخيرة بحيث لم يطرأ أي جديد، فيما بدأت معادلة “التشابك” بين الاستحقاقين الحكومي والرئاسي العالقين تأخذ مكانها المتسع مع بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس الجمهورية الجديد. واذا كان يصح الكلام عن متغيرات بارزة في المشهد الداخلي، فهي تتصل بحالة الترقب وانسداد الأنظار الى دلالات الموقف الأميركي الداعم نحو تحريك ملف ترسيم الحدود البحرية بين #لبنان وإسرائيل في الأسابيع المقبلة، على نحو ما طلب الرئيس الأميركي جو بايدن من رئيس الوزراء الإسرائيلي يائيير لابيد في اتصال بينهما اول من امس، فيما بات في حكم المؤكد ان لبنان ينتظر أجوبة حاسمة حيال الموقف الإسرائيلي من المطالب اللبنانية في الزيارة المرتقبة للوسيط الأميركي في ملف الترسيم آموس هوكشتاين لدى زيارته المقبلة لبيروت التي تردد انها ستحصل بعد أسبوع.

ولعل اللافت في هذا السياق ان المواقف الخارجية من القضايا والملفات المتصلة بالوضع في لبنان، لم تبدأ بالتعامل معه بعد على قاعدة سريان المهلة الدستورية للاستحقاق الرئاسي، اذ لا يزال التريث الخارجي يطغى على هذا التعامل الا من باب تشديد معظم الدول على ضرورة إتمام انتخاب رئيس للجمهورية ضمن الموعد الدستوري. واذا كانت فرنسا افصحت في الأيام الأخيرة عن موقفها الرافض بقوة لاحتمال الفراغ الرئاسي في لبنان، فان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي خصص لبنان بفقرة في خطابه السنوي امس امام السفيرات والسفراء الفرنسيين لم يات على ذكر الاستحقاق الرئاسي. وهواعتبر انه يجب تعزيز سيادة لبنان واستقراره، لكنه اشار ان الوضع في البلد هش وهو يعاني من ارتدادات الازمات الاقليمية. وقد زعزع استقراره العديد من الازمات التي توردها كل المشاكل الاقليمية المزعزعة.” واشار انه “يجب تقديم مزيد من المساعدات الانسانية للبنان.”

واعرب ماكرون عن امله في التوصل الى اتفاق في شان احياء الاتفاق النووي الإيراني خلال الأيام القليلة المقبلة. واعتبر ان السلام في حوض المتوسط واوروبا غير ممكن سوى من خلال بناء توازنات جديدة في الشرق الادنى والاوسط.” واضاف ” ان الانتشار النووي الايراني “الذي نعمل على ضبطه من خلال سعينا لبناء اتفاق محتمل يسمح بتشجيع الولايات المتحدة لدعم هذا الاطار.” ونوه بان الاتفاق لا يمكنه وحده تحديد الاستقرار وقال “اننا نعلم انه لا يمكنه بناء الاستقرار في المنطقة ولتحقيق ذلك دعمنا جماعيا مؤتمر بغداد قبل سنة، وقد سمح لاول مرة منذ مدة طويلة بمشاركة جميع القوى الاقليمية حول الطاولة بما فيهم ايران والمملكة العربية السعودية في محاولة لايجاد نقاط تقارب وحوار .”

الملف الحكومي

اما في المشهد الداخلي وإذ انتفت امس كل التحركات المتصلة بالوضع الحكومي، قالت مصادر متابعة للملف الحكومي ومطلعة على موقف العهد ان اجتماع الرئيس ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي اول من امس لم يحمل جديدا بالنسبة الى مسألة تشكيل الحكومة، وان المواقف لا تزال على حالها حول الصيغة الحكومية المنتظرة . واشارت الى ان البحث بين الرئيسين عون وميقاتي تطرق الى مواضيع تتعلق بالعمل الحكومي ومصير عدد من المراسيم التي لا تزال مجمدة ما يعرقل عددا من المواضيع المهمة مثل تشكيل هيئة محكمة التمييز وتعيين عمداء كليات الجامعة اللبنانية .

واشارت المصادر الى ان مسألة تأليف الحكومة لا تزال تتمحور حول عدد الوزراء في الصيغة الحكومية وان عون كان اقترح على الرئيس المكلف زيادة 6 وزراء على الصيغة التي كان ميقاتي قد قدمها والتي كانت حظيت سابقا بموافقة الرئيس المكلف . وفي هذا الاطار اعتبرت المصادر ان اقتراح عون زيادة 6 وزراء “لم يكن الهدف منه ضمان فريق رئيس الجمهورية الثلث الضامن في الحكومة، وليس ايضا تعطيل عملية التشكيل، بل ان الهدف متعدد الوجوه، واولها قناعة عون بضرورة تأمين حصانة سياسية لحكومة الوزراء التكنوقراط تمكنها من مواجهة الاستحقاقات المرتقبة في الاتي من الايام وابرزها استحقاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية واقرار الاصلاحات في خطة التعافي الاقتصادية وغيرها . اما السبب الثاني فهو ان تجربة الحكومة الحالية وقبلها حكومة الرئيس حسان دياب اللتين ضمتا وزراء تكنوقراط ، لم تكن في رأي عون مشجعة اذ افتقدتا دعم الكتل السياسية الممثلة فيهما ما ادى الى تراجع في الغطاء السياسي الواجب توافره في هذه الحال. حتى ان الكتل السياسية وجهت الكثير من الانتقادات الى عدم قدرة الوزراء التكنوقراط على مقاربة الشق السياسي من العمل الحكومي” . وتشير المصادر، ثالثا، الى “ان غياب هذا الغطاء السياسي كان يؤدي، في كل مرة تطرح فيها على مجلس الوزراء قضايا أساسية ، الى تعليق البحث ، وبالتالي اتخاذ القرار ، حتى يعود الوزراء التكنوقراط الى مرجعياتهم السياسية لسؤالها عن موقفها من القصايا المطروحة. اما في حال تمثلت هذه القيادات من خلال الوزراء الستة فيمكن من وجهة نظر عون اختصار الوقت واتخاذ القرارات فورا من دون اي تأخير للتشاور خارج مجلس الوزراء” .

وفي رأي هذه المصادر رابعا، “ان الحكومة العتيدة تحتاج الى تمثيل سياسي مباشر من خلال الوزراء الستة خصوصا في حال وقع الفراغ الرئاسي لتعذر انتخاب رئيس للجمهورية لاي سبب كان ، لان الحكومة ستتولى مجتمعة صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة ، وفي مثل هذه الحال تصبح الحاجة الى تمثيل سياسي في الحكومة ملحّة وضرورية”. وتضيف المصادر نفسها “ان اي تفسيرات تُعطى لموقف عون من المطالبة بستة وزراء دولة سياسيين ، من اي جهة او مرجعية صدرت ، لا تأتلف مع الواقع الذي يفرض مقاربة وطنية مسؤولة في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ البلاد بعيدا عن الحسابات الشخصية والاعتبارات التي برزت في الاونة الاخيرة ، لان الدعم السياسي للحكومة العتيدة هو حاجة ضرورية الان لان البلاد تمر بفترة دقيقة ومصيرية لا يجوز فيها التساهل او اللامبالاة”. 

فلتان وتفاقم

في غضون ذلك مضت وجوه مختلفة من الازمات الحياتية والخدماتية نحو مزيد من التعقيدات وكان من ابرزها امس ظاهرة غريبة لم تتدخل فيها الحكومة ورضخت لها وزارة الطاقة وتركت الأمور عرضة لإجراءات غير مسبوقة في تسعير المحروقات من شانها اذا تمادت وتكررت ان تضع البلاد امام اضطرابات واسعة. ذلك ان تسعيرتين جديدتين للمحروقات صدرتا امس في اليوم نفسه لم تفصل بينهما سوى ساعات بزعم ارتفاع سعر الدولار على منصة صيرفة . فبعد تسعيرة صباحية، أصدرت وزارة الطاقة تسعيرة ثانية بعد الظهر تضمنت ارتفاعاً كبيراً بأسعار المحروقات بعدما علت أصوات أصحاب المحطات، وأصبحت على الشكل الآتي:بنزين 95 أوكتان: 601000 ليرة لبنانية بزيادة 17000ليرة لبنانية، بنزين 98 أوكتان: 615000 ليرة لبنانية بزيادة 18000 ومازوت751000 ليرة لبنانية بزيادة 32000، دفعة واحدة.

وفي جانب متأزم اخر اعلن رئيس نقابة هيئة موظفي اوجيرو بعد اجتماع طارئ قبل ظهر امس ان الاضراب مستمر الى ان يُتخذ القرار بتحسين أوضاع الموظفين. واذ اجتمع وزير الاتصالات جوني القرم مجددا مع نقابة موظّفي وعمّال “أوجيرو” في الثالثة والنصف بعد الظهر للتباحث في ما يمكن التوصّل إليه من حلول بشأن مطالبهم وحضهم على فك الاضراب لم يفض الاجتماع الى أي اتفاق محدد واتفق فقط على استمرار المفاوضات بين الجانبين وسط استمرار الاضراب.

 

 

 

 

  • الجمهورية عنونت: عون يتمسّك بـ”الستة” وإعلام بعبدا يردّ على برّي

 وكتبت صحيفة “الجمهورية” تقول: غداة اللقاء الخامس بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، وفي اليوم الاول من المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جمهورية جديد، لم يسجل الى تطور إيجابي لا على مستوى تأليف الحكومة الجديدة ولا على مستوى التحضير لإنجاز الاستحقاق الدستوري، وما صدر من مواقف ومن تسريبات في صددهما صَبّ في خط التشاؤم إزاء مصيرهما، فيما تستمر الازمات في التفاقم والتناسل لتطاول كل قطاعات الدولة والوضع المعيشي المذري الذي يعانيه اللبنانيون في كل نواحي حياتهم اليومية.

وفيما لم يصدر أي مؤشر بعد على ما سيتّخذه رئيس مجلس النواب بيه بري ازاء الاستحقاق الرئاسي في ضوء خريطة الطريقة التي أعلنها في خطاب صور لمناسبة ذكرى تغييب الامام موسى الصدر امس الاول ودعوته الى انتخاب رئيس للبلاد «يجمع ولا يفرّق»، رشح انه ربما لن يتأخر في ممارسة واجباته الدستورية في هذا الاتجاه لعله يتم انجاز هذا الاستحقاق ضمن مهلة الستين يوماً الدستورية المحددة لهذه لغاية، وهو ينتظر تبلور بعض المعطيات غير متوقف عند بعض الآراء الدستورية، معتبراً انّ مجلس النواب سيّد نفسه في انتخاب الرئيس وفي ممارسة دوره التشريعي في اي وقت بحيث لا يعطّل اي من الاستحقاقين الرئاسي والحكومي دور المجلس وتفعيله وتوسيعه بما ينسجم مع طبيعة المرحلة التي تمر بها البلاد.

 

وبَدا من بعض التسريبات امس انّ اوساط القصر الجمهوري بدأت تحمل على على بري على خلفية معارضته تأليف حكومة تضم ستة وزراء دولة سياسيين، وقد اعلن ذلك علناً في خطاب صور عَدم جَدواها في هذه المرحلة، فيما عون يتمسك بتأليف مثل هذه الحكومة ولم يلق تجاوباً لدى الرئيس المكلف في لقائهما امس الاول الذي تمسّك بالابقاء على حكومته الحالية باستثناء تغيير وزيري الاقتصاد والمهجرين امين سلام وعصام شرف الدين فيها، مكرراً دعوة عون الى تسميتهما مع الاخذ في الاعتبار موافقة نواب عكار في شأن البديل لسلام واختيار اسم درزي لوزارة المهجرين لا يكون على خصومة مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.

 

طارت الحكومة

وقال مصدر سياسي رفيع لـ«الجمهورية» انّ «الهوة تعمّقت بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف وانتقل كل منهما الى ضفة في مسارَين لا ولن يلتقيا الا بمشيئة الله». واضاف: «انّ الحكومة طارت وسقطت كل المحاولات لإمكانية تشكيلها قبل انتهاء العهد، والسبب ان فريق رئيس الجمهورية الذي يقوده باسيل انفصل تماما عن الواقع وتَعدّت شروطه المطالبة بـ٦ وزراء فأصبح يريد حكومة انطلاقة عهد وليس حكومة نهاية عهد، الا اذا كان يعتبر الفراغ الرئاسي هو عهد مكمل سيسمّيه عهد الفراغ ويصدر «طابو» بملكيته».

 

وقال المصدر الرفيع نفسه: «الشباب وضعوا برنامج حكومة مُثقل بالمطالب، وميقاتي ليس في وارد السير بها على الاطلاق، خصوصا انه اصبح محصّناً بسلاحين: الاول، الرأي الدستوري الذي يؤكد ان الحكومة الموجودة مهما كانت صفتها هي التي تتسلّم الحكم. والسلاح الآخر هو ما قاله رئيس مجلس النواب نبيه بري من صور من انّ المجلس النيابي هو الوحيد من لديه صلاحية تفسير الدستور». ورأى المصدر «انّ ما بعد الاول من ايلول ليس كما قبله، والاهتمام السياسي سيصبح في مكان آخر».

 

تمسّك بعبدا بالتوسيع

وكانت مصادر قريبة من قصر بعبدا رَدت، عبر «الجمهورية «أمس، بطريقة غير مباشرة على موقف بري المعارض للحكومة السياسية في هذه المرحلة، وقالت: «انّ البحث في تأليف الحكومة لم يتجاوز التفاهم على الصيغة الوزارية وشكلها وتركيبتها ولم يصل الى مرحلة الأسماء الاضافية الجديدة».

 

وكشفت هذه المصادر «أن عون سبق له أن اقترح على الرئيس المكلف توسيع الحكومة بإضافة ستة وزراء جدد الى الصيغة التي تقدم بها في 29 حزيران الماضي وقد حظي بموافقة الرئيس المكلف». وأوضحت «انّ اقتراح عون هذا لم يكن الهدف منه، كما راح البعض بعيداً في تفسيره، ان يضمن حصوله على الثلث المعطّل ولا تعطيل تشكيل الحكومة ايضا، وإنما اراد تحقيق عدة أهداف، ومنها:

– ضرورة تأمين حصانة سياسية لحكومة الوزراء التكنوقراط تمكّنها من مواجهة الاستحقاقات المرتقبة في الآتي من الأيام، وأبرزها استحقاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية واقرار الاصلاحات في خطة التعافي الاقتصادية وغيرها.

– إنّ تجربة الحكومة الحالية وقبلها حكومة الرئيس حسان دياب اللتين ضَمّتا وزراء تكنوقراط لم تكن مشجعة، إذ افتقدت الحكومتان الى دعم الكتل السياسية الممثلة فيهما ما ادى الى تراجع في الغطاء السياسي الواجب توافره في هذه الحال.

– لا يخفى على أحد انّ تجربة الوزراء التكنوقراط تعرضت الى كثير من الانتقادات التي وجّهتها الكتل السياسية، وخصوصا عند مقاربتها للملفات السياسية، وهي تشكل حجما بالغا من العمل الحكومي وليست من القضايا العابرة.

– كاد غياب الغطاء السياسي ان يؤدي الى تعليق البحث في الملفات السياسية المهمة وهي قضايا بالغة الدقة والاهمية لا يمكن مقاربتها في ظل وزراء التكنوقراط، الذين عليهم ان يعيشوا حالاً من القلق التي تعوق اتخاذ القرار السياسي الحاسم عند عودتهم في كل مرة الى مرجعياتهم السياسية لسؤالها عن موقفها من القضايا المطروحة.

– في حال تمثّلت القوى السياسية مباشرة عبر الوزراء الستة الجدد يمكن تجاوز كثير من العقبات واتخاذ القرارات في وقت قياسي من دون اي تأخير تفرضه طريقة البحث عن أجوبة ومشاورات خارج إطار مجلس الوزراء.

 

واضافت المصادر انه «في حال وقع الفراغ الرئاسي فإنّ الحكومة الجديدة تحتاج الى تمثيل سياسي، خصوصاً ان تعذّر انتخاب رئيس للجمهورية لأي سبب كان، وان الحكومة ستتولى مجتمعة صلاحيات رئيس الجمهورية وكالة، وفي مثل هذه الحال تصبح الحاجة الى تمثيل سياسي في الحكومة ملحّة وضرورية».

وتأسيساً على سلسلة الملاحظات، اشارت المصادر الى «انّ هذه الاسباب كافية ليكون المطلب المتعلّق بتوسيع الحكومة وزيادة الوزراء الستة كممثلين للاطراف السياسيين الموجودين في حكومة ميقاتي، مطلباً مُحقاً ووطنياً بامتياز، خصوصاً ان هذه الحكومة هي الاولى بعد الانتخابات النيابية التي جرت في ايار الماضي، وأفرزت واقعاً سياسياً جديداً لا بد من اخذه في الاعتبار لدى مقاربة ملف تكوين السلطة التنفيذية».

 

واعتبرت المصادر «انّ اي تفسيرات تُعطى لموقف عون من المطالبة بستة وزراء دولة سياسيين، من اي جهة او مرجعية صدرت، لا تأتلف مع الواقع الذي يفرض مقاربة وطنية مسؤولة في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ البلاد بعيداً عن الحسابات الشخصية والاعتبارات التي برزت في الآونة الاخيرة، لأنّ الدعم السياسي للحكومة العتيدة هو حاجة ضرورية الآن لأنّ البلاد تمر في فترة دقيقة ومصيرية لا يجوز فيها التساهل او اللامبالاة».

وعليه، فقد تلاقت مضبطة الدفاع عن اقتراح عون بتوسيع الحكومة في توقيت دقيق أعقبت الأجواء التي نشرتها «الجمهورية» أمس، عندما قالت إنّ الاجتماع الذي جمعَ عون وميقاتي امس الاول لم يحمل جديداً بالنسبة الى مسألة تشكيل الحكومة، وانّ المواقف لا تزال على حالها حول الصيغة الحكومية المنتظرة. كما لفتت الى انّ البحث بين عون وميقاتي تطرّق الى مواضيع تتعلق بالعمل الحكومي ومصير عدد من المراسيم التي لا تزال مجمّدة ما يُعرقل عدداً من المواضيع المهمة، مثل تشكيل هيئة محكمة التمييز وتعيين عمداء كليات الجامعة اللبنانية وترقية الضباط من رتبة عقيد الى عميد، ومسائل اخرى جُمّدت نتيجة مواقف سياسية ومقاربات بعضها كَيدي.

 

الترسيم والتنقيب

وعلى صعيد ترسيم الحدود البحرية ما زال لبنان ينتظر مجيء الوسيط الاميركي عاموس هوكشتاين ناقلاً الجواب الاسرائيلي على الموقف اللبناني الموحّد حول حدوده البحرية وحقوقه الغازية والنفطية بعد تأخّر نحو ثلاثة اسابيع عن موعد عودته بعد اسبوعين من زيارته للبنان في 1 آب الماضي، حسبما قال بري في خطابه امس الاول.

 

وترددت معلومات امس عن انّ هوكشتاين سيزور لبنان في 11 من الشهر الجاري، لكن هذه المعلومات لم يؤكدها اي مصدر معني او ينفيها.

 

وفي السياق ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن «الأميركيين قلقون جداً من إمكانية حصول تدهور بين «إسرائيل» و»حزب الله»، مشيرة إلى أنه «كان يبدو أنّ بايدن لا يتدخل في موضوع ترسيم الحدود بين لبنان و»إسرائيل» لكنّ البيت الأبيض دخل امس الاول بكل قوته إلى موضوع الاتفاق مع لبنان».

 

واشارت هذه الوسائل الإعلامية الإسرائيلية الى أنّ «خطوة القوة التي قام بها «حزب الله» تجاه «إسرائيل» تحقق للبنان إنجازات في المفاوضات حول الحدود البحرية»، وقالت ان «هذه الخطوة هي سابقة خطرة، وعلى «إسرائيل» أخذ زمام المبادرة وعدم السماح لـ»حزب الله» بتغيير قواعد اللعبة».

ونشر موقع «عرب 48» أن إسرائيل «تسعى إلى التوصّل إلى اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان بأسرع ما يمكن، من خلال المفاوضات الجارية بينهما بوساطة أميركية. وتخطط لبدء استخراج الغاز الطبيعي من حقل «كاريش» في نهاية أيلول الحالي».

 

«توتال» و«إيني»

الى ذلك أبلغَ وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض الى «الجمهورية» انه من الواضح انّ شركتي «توتال» الفرنسية و»إيني» الإيطالية لا يمكنهما مباشرة العمل في البلوكات اللبنانية من دون الحصول على ضمان من الولايات المتحدة وتل أبيب، وذلك خشية على مصالحهما، وهذا ما يفسّر أهمية معادلة: «إمّا استخراج الغاز والنفط على الجانبين وإمّا لا استخراج هنا ولا هناك».

 

وأكد فياض انّ «المطلوب بالنسبة إلينا أكل العنب لا قتل الناطور، ونحن ننتظر حصيلة مهمة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، آملين في أن يحمل الينا العنب».

 

 

 

  • اللواء عنونت: «تفخيخ عوني» لمحاولات التأليف لإسقاط مرجعية الطائف
    بلبلة بأسعار المحروقات بعد ارتفاع الدولار.. واستمرار إضراب أوجيرو يعزل لبنان عن العالم

 وكتبت صحيفة “اللواء” تقول: تبلَّد البلد، على وقع انغماس غير مسبوق للمسؤولين، على اختلاف تسمياتهم بانعدام المسؤولية، لا الوظيفية، ولا الوطنية.. فالجبل لم يتمخض لتاريخه سوى «فأر حكومة»… اي اكتفاء وزراء تصريف الاعمال «بالمخابطة» مع المشكلة المالية والحياتية المتراكمة، والطلب المشترك، بعد ان درجت عدوى الاضرابات، هو الحقوق المالية في الراتب والاستشفاء، والدواء والتعليم ومواجهة وحش الغلاء وغائلته.

وما عدا الحرص الذي تبديه، من حين الى آخر دوائر بعبدا، واوساط الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، على ان الرئيسين متفقان بالحاجة الملحة لتأليف حكومة او اعادة تعويم حكومة الـ24 الحالية بثقة متجددة، بدا ان فريق التيار الوطني الحر، يرغب بدفع الموقف الى النهاية، من زاوية الانقلاب على اتفاق الطائف، الذي وصفته محطة الـOTV في نشرتها المسائية بـ «ما سمي وثيقة وفاق» والسير باللامركزية الادارية والمالية الموسعة التي تشكل على نحو او آخر تحررا من وحدة الدولة المركزية..

وفي السياق، صبت دعوة النائب جبران باسيل، في تغريدة له «للإتفاق على نظام جديد لوطن واحد» وذلك لمناسبة مائة وعامين على ولادة لبنان الكبير.

الاولوية، اذا ليست لحكومة تحفظ وحدة الموقف الاجرائي على مستوى السلطة التنفيذية، بل فتح الباب امام تجاذبات وسجالات، واشكالات تعيد عقارب الساعة الى الوراء.

وحاولت دوائر بعبدا، ان تطلق «تنظيرة» لم تكن موفقة لاقتراح ادخال 6 وزراء سياسيين على الحكومة المستقيلة بعد تعويمها، ليس «لضمان فريق رئيس الجمهورية الثلث المعطل»، بل الهدف تأمين، وفقا لما نسب الى «مصادر مطلعة» حصانة سياسية لحكومة وصفت بأنها من نوع التكنوقراط.. فهي بحاجة الى دعم الكتل السياسية، وكأن الوزراء التكنوقراط لا مرجعيات سياسية لهم، خاصة اذا حصل الشغور الرئاسي.

بالمقابل، وصفت مصادر متابعة لملف تشكيل الحكومة الجديدة اللقاء الاخير بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، بانه استمرار للقاءات السابقة، ولم ينتج عنه أي اختراق يمهد لتشكيل الحكومة الجديدة، بل على العكس، أكد الاستمرار في الدوران بالحلقة المفرغة ذاتها، وتشبث كل من الرئيسين بمواقفه وطروحاته وقالت : ان رئيس الحكومة المكلف بدأ منفتحا خلال اللقاء واظهر كل استعداد لدفع مسار التشكيل قدما الى الامام، وطرح صيغة مرنة، لم يكشف عنها،لتسريع الخطى لإنجاز التشكيلة الحكومية، الا انها لم تحظ بموافقة عون الذي عرض توجها مغايرا .

واذ تكتمت المصادر على الصيغة التي طرحها ميقاتي، اشارت إلى ان رئيس الجمهورية اظهر تمسكه بتوسعة الحكومة وضرورة ضم ستة وزراء دولة من السياسيين، لتكون مكتملة التمثيل وتستطيع القيام بالمهمات المنوطة في حال لم يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية في المواعيد الدستورية المحدده.وانتهى اللقاء من دون نتائج وكل من الرئيسين عون وميقاتي، متمسك بطرحه.ومع بدء المهلة الدستورية لدعوة المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية قبل 31 ت1 المقبل، كثفت القوى السياسية والنيابية لقاءاتها ومشاوراتها لتحديد الخيارات بدءاً من وضع «المواصفات والمعايير» التي قد لا تنطبق كلها على شخص واحد خاصة مع تعدد هذه المواصفات واختلافها بين طرف وطرف. فيما بقي تشكيل الحكومة يراوح مكانه بين مشاورات واتصالات ورفض وقبول هذه الشروط وتلك، وخاصة بعد كلام الرئيس نبيه بري امس الاول حول رفض زيادة ستة وزراء دولة على التشكيلة الحالية ما يدعم موقف الرئيس المكلف نجيب ميقاتي في التشكيلة التي اقترحها.

وفي حين لم يصدر اي تعليق على موقف بري من قصر بعبدا، اوضحت مصادر مطلعة على موقف الرئيس عون من توزير ستة وزراء دولة من السياسيين بأنه لتحصين الحكومة الحالية سياسياً بعد اعادة تشكيلها، نظراً للتجارب غير المشجعة لحكومات التكنوقراط وتعرضت لكثير من الانتقادات والتعثر في كل موضوع اساسي كانت تواجهه ما ادى الى تأخير او تعطيل الكثير من القرارات نظراً لعدم وجود مرجعية سياسية مباشرة لهم، ولا سيما في هذا الظرف المفصلي الذي تمر به البلاد والاستحقاقات الوطنية المنتظرة التي تحتاج الى حكومة قوية تواجه ما ينتظر لبنان. وقالت ان الغاية ليست تحصيل الثلث الضامن كما يتردد فهو موجود اصلاً في الحكومة الحالية ولم يتم استخدامه ولا مرة. هذا عدا عن اهمية وجود حكومة قوية تواجه الوضع في حال حصول فراغ في سدة الرئاسة الاولى مهما كان عمر هذا الفراغ، نتيجة الخلاف والتشرذم بين الكتل النيابية وتعدد المواصفات المطروحة للرئيس العتيد والتي من الصعب جمع الاكثرية النيابية حولها. ما يعطي للحكومة دفعاً اضافياً للقيام بالمهمات المطلوب ضمن الحدود الدستورية المتاحة لمواجهة الوضع الناتج عن الفراغ الرئاسي.

اضافت: اما اذا حصل انتخاب للرئيس فسيكون عمر الحكومة الجديدة قصيراً، وتكون البلاد قد تجاوزت قطوعاً خطيراً بحكومة قادرة على اتخاذ القرارات الضرورية بوجود ممثلين للقوى السياسية الاساسية فيها.

استحقاق الرئاسة

على صعيد التحضيرات لمقاربة الاستحقاق الرئاسي، وفيما يعقد نواب قوى التغيير مؤتمراً صحافياً غداً السبت للحديث عن الاستحقاق الرئاسي، انعقد مساء امس الاول، في منزل النائب فؤاد مخزومي، لقاء ضم كلاً من نواب كتلة «حزب الكتائب» نديم الجميل، والياس حنكش، وسليم الصايغ، وزملاء مخزومي في كتلة «تجدد» النيابية النواب ميشال معوض، وأديب عبد المسيح، وأشرف ريفي، فضلاً عن النواب نعمة فرام، وغسان سكاف، وجميل عبود.

وتداول المجتمعون في قضية الاستحقاق الرئاسي «على أنه استحقاق مفصلي، سيرسم مستقبل لبنان للسنوات المقبلة. وفي هذا الإطار تطرق المجتمعون إلى مواصفات الرئيس المقبل والمهام التي تنتظره، وتوافقوا على أهمية إيصال رئيس جمهورية إنقاذي، لا رئيس يشكل امتداداً للنهج الحالي، أو مجرد رئيس يدير الأزمة ويشهد على انهيار البلد ومؤسساته. من هنا، أجمع النواب على أهمية التوصل إلى مقاربة جامعة ومشتركة تتوافق عليها مختلف القوى السيادية والإصلاحية والتغييرية لخوض هذا الاستحقاق وانتشال البلد من أزماته. وأجمع النواب على ضرورة تواصل الاجتماعات بشكل مكثف ودائم، لأهمية وضرورة التنسيق وتعزيز العمل المشترك في ما بينهم في هذه الظروف الصعبة والحاسمة».

ترسيم الحدود ينتظر

على صعيد آخر، ووسط الغموض المحيط بالموضوع وسيل التسريبات الاعلامية الاسرائيلية المتناقضة، كان ملف ترسيم الحدود مدار بحث بين نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب في مكتبه في المجلس ورئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء أرولدو لازارو، يرافقه نائبه جاك كريستوفيدس والوفد المرافق، حيث عرض معهم آخر المستجدات والتطورات الاقليمية خاصة في ملف ترسيم الحدود البحرية. كما تم التطرق الى الصعوبات التي تواجهها «اليونيفيل» على  الحدود البرية والخط الازرق. 

وأثنى بو صعب على «العمل الذي تقوم به «اليونيفيل» منذ عشرات السنين». 

استمرار إضراب أوجيرو

على صعيد الاضرابات، قرر المجلس التنفيذي لنقابة «اوجيرو» ليلا، لاستمرار بالاضراب للوصول الى مطالبة المحققة، مع الاستمرار بالمفاوضات.

وكان وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال المهندس جوني القرم اجتماعاً بعد ظهر امس، دام اكثر من ثلاث ساعات ونصف، مع نقابة هيئة موظفي «اوجيرو» اكد بعده الوزير القرم انه «يقف الى جانب الموظفين، ويشعر بمعاناتهم واحتياجاتهم لا سيما في ظل الظروف الصعبة التي يمرّون بها»، وهو متفائل بالتوصل إلى حل.

واضاف وفق مكتبه الاعلامي: «أتفهّم مطالب النقابة وسأسعى الى العمل لتحقيق مطالبها، ولدي امل كبير اننا سنصل الى نتيجة وفي الوقت نفسه لديّ همّ تسيير القطاع واستمراريته وقد طلبت من النقابة الا تتضرّر مصالح المواطنين من الاضراب وانا متأكد من حسّها الوطني في انها ستلبّي الدعوة».

ورداً على سؤال حول ما اذا كان لرئيس الحكومة اي اقتراحات، قال القرم: «الاقتراحات كانت من قبل النقابة وليست من قبل رئيس الحكومة، وقد تمت مناقشتها امس مع وفد من النقابة وعرضتها اليوم لدولة الرئيس، بحيث هناك نقطة عالقة سنرى مدى قانونيتها لمعالجتها وانا متفائل باننا سنصل الى نتيجة».

وعما أثير حول اجتماعه مع الموظفين أمس قال: كان الاجتماع أمس ودياً جداً، وأتفهّم مشاكل الموظفين وأحاول حلّها بالطرق القانونية المتاحة وفق ما يتوافر لنا من أموال، ولديّ بعض الأفكار سأطرحها عليهم، لإيجاد الحلول المناسبة في أسرع وقت.

وأشار إلى أن «جميع الموظفين يُدركون أن انقطاع العمل في قطاع الاتصالات يُضرّ بهم وبجميع اللبنانيين، فإذا لم يكن هناك إنترنت في منطقة الحمرا مثلاً، فلا إنترنت في مصرف لبنان، وبالتالي لا إمكانية لديهم لتقاضي رواتبهم، لذلك إن الموظفين منا، وكلنا معنيون بهذا الموضوع.

في هذه الاثناء، صدرت تسعيرتان جديدتان للمحروقات امس. وبعد تسعيرة صباحية، أصدرت وزارة الطاقة تسعيرة ثانية بعد الظهر تضمنت ارتفاعاً كبيراً بأسعار المحروقات بعدما علت أصوات أصحاب المحطات، وأصبحت على الشكل الآتي:

بنزين 95 أوكتان: 601000 ليرة لبنانية بزيادة  17000ليرة

– بنزين 98 أوكتان: 615000 ليرة لبنانية بزيادة 18000

– مازوت751000 ليرة لبنانية بزيادة 32000، دفعة واحدة.

ومع استمرار التعتيم الرسمي على اللبنانيين، قطع محتجون طريق دير عمار بالقرب من معمل دير عمار الحراري لإنتاج الطاقة الكهربائية بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء والماء في عكار وطرابلس، وقد ضرب الجيش طوقاً أمنياً كبيراً حول معمل دير عمار تحسباً لأعمال شغب قد يقوم بها البعض، بعد الدعوات التي وجهت على منصات وسائل التواصل الإجتماعي للإعتصام أمام مدخل المعمل مساء، واستقدم الجيش تعزيزات لهذه الغاية .

وجاء هذا الإجراء بعدما شهد مدخل المعمل مساء أمس إشكالات ومصادمات عدة بين عناصر الجيش ومحتجين على انقطاع التيار الكهربائي كليًا في المنية وطرابلس أسفرت عن سقوط 13 جريحا نقلوا إلى مستشفيات المنية وطرابلس لتلقي العلاج.

رواتب القطاع العام

وفي السياق، أعلنت وزارة المالية في بيان لمكتبها الاعلامي أنها «أنهت الإجراءات كافة المتعلقة بالرواتب للعاملين في القطاع العام وأحالتهم الى مصرف لبنان، على أن تحيل صباح اليوم المساعدات الاجتماعية ورواتب المتقاعدين، بالتالي سيصبح بإمكان العاملين والمتقاعدين كافة قبض مخصصاتهم تلك اعتبارا من الـ 48 ساعة المقبلة كل من مصرفه.

وسط هذه الاوضاع المضطربة استمرت تحركات، أهالي شهداء الجيش اللبناني يحاولون الدخول الى مجلس النواب والياس بو صعب يتدخل ويتحدث معهم حول مطالبهم.

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى