حسن علوش – الحوارنيوز
مع اقتراب الموعد المقرر لمعاودة المفاوضات السياسية في القاهرة بين حركة حماس والاحتلال الاسرائيلي في 15 الجاري، ظهّر عدد من الدول الغربية موقفاً علنيا يتناقض مع الدعم المفتوح السياسي والعسكري لدولة الاحتلال مع بدء العدوان على غزة.
وآخر المواقف كان للمستشار الألماني أولاف شولتس الذي أبلغ رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو في مكالمة هاتفية بأنه يتعين عليه إبرام اتفاق بشأن وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
ووفقا لبيان صادر عن الحكومة الألمانية اليوم الاثنين، قال شولتس لنتنياهو “إن العديد من الأهداف العسكرية في القتال ضد حماس تم تحقيقها، بينما الخسائر المدنية والمعاناة الإنسانية في غزة هائلة”.
وأضاف المتحدث باسم الحكومة الألمانية أن “إنهاء الحرب في غزة سيكون خطوة حاسمة نحو خفض التصعيد بالمنطقة”.
وتعكس العبارة الأخيرة في البيان القلق الدولي المتزايد من اشتعال حرب إقليمية قد تجر الى حرب دولية، ستكون من أكثر الحروب مأساوية على صعيد البشرية.
كان العدد الكلي للإصابات والقتلى في صفوف العسكريين والمدنيين في الحرب العالمية الأولى أكثر من 37 مليون نسمة بين عسكريين ومدنيين، وقُدّر إجمالي عدد ضحايا الحرب العالمية الثانية بأكثر من 60 مليون قتيل، شكلوا في ذلك الوقت أكثر من 2.5% من إجمالي تعداد السكان العالمي، لكن الحرب الثالثة قد تقضي على البشرية جمعاء في حال بدأت تتطاير الرؤوس النووية من الشرق والغرب.
إلا أنه ليس هذا فقط ما يقلق العالم الغربي الداعم تاريخيا لدولة الاحتلال.إن ما يقلق قادة الولايات المتحدة الأميركية هو التحول الكبير داخل بلدانهم لجهة افتضاح رواية أرض الميعاد والوعد الإلهي للقومية اليهودية، واختراع الأساطير المؤسسة لدولة الاحتلال مع ما يرافقها من تضامن واسع مع فلسطين وأهلها.
يضاف إلى ذلك تقارير بدأت تصل إدارات هذه الدول بشأن الأوضاع المقلقة لبنية الأنظمة الحليفة لها في الشرق الأوسط، لاسيما العربية منها.
دبلوماسي غربي متقاعد قال للحوارنيوز إن أكثر ما يقلق هذه الدول هو اهتزاز أول نظام عربي حليف للمحور الغربي، لتكر سبحة سائر الأنظمة التي ” ما زالت قائمة نتيجة دعم أميركي مباشر عسكري ومالي وسياسي”.
والخشية من أن هذه الأنظمة لم تعد قادرة على تبرير مواقفها المتواطئ أمام النخب والرأي العام.
ويضيف الدبلوماسي عينه: “ما قبل ايران “الثورة” ليس كما بعده”. ويفسر يالقول: في السابق كانت المقاومات للإحتلال ضعيفة ولا تملك استراتجية واحدة، أما الآن فهي أكثر تسلحاً وتملك استراتيجة موحدة، وطبيعة المواجهة انتقلت لتصبح بين المقاومات الوطنية (المحلية) والاحتلال، وليست مواجهات كلاسيكية بين بعد الدول والإحتلال.
ويتابع: لقد اتخذت ايران قرارا “بتمكين المقاومات لتفرض نفسها ضمن معادلة توازن القوة مع الاحتلال”، وهذا لم يكن متوفرا بالشكل المطلوب في السابق.
ويؤكد الدبلوماسي أن قرار تقسيم سورية بعد إسقاط نظام بشار الأسد اتخذ “لأنه النظام العربي الوحيد الذي وقف الى جانب المقاومات سياسياً ولوجستياً، ما أزعج العديد من الدول العربية التي كانت تتطلّع لفك الارتباط مع القضية الفلسطينية مقابل ضمان استمرارية الحكم القائم.
ويكشف الدبلوماسي بأن عددا من الأحداث الكبرى التي شهدتها المنطقة منذ العام 2011 كانت في سياق واحد، ومنها أحداث ايلول في الولايات المتحدة الأميركية، ونشوء المجموعات الارهابية المنظمة، لاسيما داعش واخواتها، وإغتيال الرئيس رفيق الحريري، الانقلاب على سورية ومحاولة الانقلاب داخلها، حرب 2006 على لبنان ومحاولة تقويض النظام اللبناني من خلال تنامي المجموعات الارهابية المعادية للمقاومة تحت عناويين مذهبية… كل ذلك جرى تحت عنوان واحد: ولادة الشرق الأوسط الجديد وفتح الطريق أمام تأبيد سيطرة اسرائيل على المشرق العربي”.