محاولات قواتية لإجهاض حراك “الخماسية”(حسن علوش)
حسن علوش – الحوارنيوز
لماذا نشطت لجنة سفراء الدول الخمس “الصديقة للبنان” ،وفق التوصيف المحبب لديهم؟ ولماذا سارع رئيس حزب القوات اللبنانية الى رفع السقف السياسي لخطابه الرافض لأي حوار وطني حيال الرئاسة؟
تقول أوساط متابعة وعلى صلة بالنقاشات الدائرة بين مجموعة الخمسة ان قناعة شبه تامة بين مكونات الخمسة، بأن الرئاسة إما أن تكون مدخلا لتوليد الحلول للإشكالات والمعضلات التي تواجه لبنان كدولة وكنظام، أو أن تكون باباً من أبواب “تكريس الانقسام السياسي مع ما يعتمله من مخاطر”!
وهذه القناعة على علم بها رئيس حزب القوات، وهو بدأ حملة مضادة لإجهاض مسعى الخماسية بدءا من خطابه بذكرى شهداء القوات اللبنانية، ومن ثم ببدء جولة لقاءات سياسية استهلتها “القوات” بزيارة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان.
وتورد الاوساط نفسها أسباباً إضافية على النحو الآتي:
1- نشطت اللجنة الخماسية بعد أن تأكدت أن الإتفاق الأميركي حيال غزة لم يعد وارداً في ضوء رفض نتنياهو كل الصيغ والاقتراحات الأميركية والمصرية لتضييق مساحات الاختلاف.
2- قناعة الجانب الفرنسي بأن الحل الرئاسي في لبنان لا يكون حصرا بإسم الرئيس، بل في قدرته على إعادة توحيد النسيج الاجتماعي للبلاد و”اطلاق ورشة اعادة تجديد النظام، أو بالحد الأدنى تنفيذ كامل البنود الاصلاحية لوثيقة الوفاق الوطني – اتفاق الطائف”.
ووفقاً لمعلومات الحوارنيوز فإن الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان قد تواصل مع المعنيين في البلدان الخمسة، وتقرر أن تمارس بعض الدول المؤثرة “ضغوطاً مقبولة” على الأطراف الرافضة للحوار الوطني الشامل إنطلاقا من اسم الرئيس العتيد.
وفي هذا الإطار تمنت الإدارة الفرنسية على الجانب السعودي تأمين الغطاء اللازم لنجاح حراك الخماسية المستجد، من خلال استرضاء حزب القوات اللبنانية وإقناعه بالتنازل وابداء المرونة المطلوبه. فالجانب الفرنسي كما السعودي وكذا سائر الدول المعنية على قناعة بأن الآلية التي يبديها الرئيس نبيه بري حيال الحوار والرئاسة ستجنّب لبنان إنقساما هو الأخطر على بنية الكيان المركّب.
قد تنجح “القوات” بإفشال مقترح “الخماسية” والذي جمعت فيه جلسة تشاور برئاسة نبيه بري يليها مباشرة جلسة انتخاب رئاسية مفتوحة، لكنها بلا شك ستعزز القناعة لدى الغالبية من اللبنانيين بأن أولوية “القوات” إستدامة الفراغ لحسابات إقليمية لتحقق بذلك مصالح بعص كيانات ودول المنطقة على حساب لبنان ووحدته واستقراره.