محاضرة في عكار لزياد علوش حول “الحرب على غزة والاخلاقيات الاعلامية بين المهنية والتضليل”
الحوار نيوز – خاص
بحضور تربوي وطلابي ونخب إجتماعية نظمت ثانوية الابداع العلمية في مركزها بمحافظة عكار “وادي الجاموس” لقاءً تفاعلياً تحت عنوان:” الحرب على غزة والاخلاقيات الاعلامية بين المهنية والتضليل”،قدم له مسؤول الانشطة حامد زكريا وحاضر فيه الصحافي الدكتور زياد علوش.
تحدث الدكتور علوش عن أخلاقيات الإعلام مؤكداً اهمية هذا المفهوم بأبعاده المهنية والأخلاقية والقانونية والاجتماعية،وبأنه لا بد من دور للمبادئ الأخلاقية المهنية في إنتاج قصص خبرية مُتَحَرِّرة من الضغوط السياسية والأيديولوجية بهدف ايجاد ممارسة إعلامية مهنية سليمة وجديرة بالتصديق، وأن يتم نشر القصص وفقًا للاستقصاء الحر وتبعًا لأهميتها بذاتها.
واضاف ان وسائل الإعلام الغربية تلقّت الأخبار القادمة من الشرق الأوسط يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 بانفعال غير مسبوق؛ إذ لم تكن في المجمل جزءًا محايدًا من التغطية الإعلامية في الأيام الأولى من عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، بل كانت تتسق مع الرواية الإسرائيلية التي ردّدها مسؤولون غربيون؛ لذا جاء سلوكها في هذه المرة صادمًا وخارجًا عن معايير الصحافة الإخبارية المهنية والأخلاقية على نحو لافت، على الرغم من وجود تاريخ طويل لها من الانحياز إلى السردية الإسرائيلية.
واشار الى اربعة سياقات اساسية ركز عليها الاعلام الغربي:
1- اسقاط جديد للارهاب
2- نزع الصفة الانسانية عن الفلسطينيين
3- الدفاع عن النفس
4- نزع السياق
وبالنسبة لمواقع “السوشال ميديا”، أبرزها منصة “فيس بوك”، وجد انها حذفت أكثر من 795 ألف منشور داعم للقضية الفلسطينية باللغتين العربية والعبرية وصفتها بأنها مزعجة أو غير قانونية، بينما أقدمت على حذف الصفحات الكبرى الداعمة لفلسطين والتى تحاول نشر حقيقة ما يحدث في فلسطين.
وفي المقابل لفت الى ان “قناة الجزيرة” غطت بمهنية واحترافية عالية لدرجة انها كانت عين العالم على ما يحدث في غزة والتزمت تقديم المعلومة الدقيقة والخبر الأكيد بمهنية وموضوعية، بهدف ربط الشارع بالأحداث حول العالم، وجمعت بين قوّة الكلمة، وعمق القصة، وسابقية الخبر ومصداقيته ونبذت في تغطيتها العدوان والعنف والقمع والمجازر،وسلطت هواءها المفتوح على المسرح الفلسطيني عامة وفي غزة خاصة.
واشار الى نقطة في غاية الاهمية وهي ان قناة الجزيرة اعتمدت ما يمكن ان نطلق عليه البعد التوثيقي في تغطيتها للعدوان على غزة ،ما يعني ان اي محاكمات ستجري لاحقاً ضد اسرائيل يمكنها الرجوع الى ارشيف قناة الجزيرة لاستخلاص الادلة.
ومع الاعتداءات المتكررة على الصحفيين وبطرق متعددة وقد ناهز عدد الشهداء الصحفيين حتى الان (133) شهيداً،حذر علوش من ازدياد خطورة العمل الصحفي في غزة لان الحرية عند تل ابيب تنتهي حينما يبدأ الحديث عن فلسطين.وعلى ما يبدو اسرائيل ماضية في استكمال مجازرها وماضية في محاولة حجب الحقائق عن الرأي العام، وهذا يتطلب وقفة اعلامية تضامنية عاجلة على مستوى العالم لانه لا يمكن الاستسلام لرغبات اي قوة اجرامية غاشمة تستهدف القيم الانسانية والاعلامية.
وخلص علوش الى وجود تبدل في الموقف الاعلامي الغربي وايضاً في الموقفين السياسي والشعبي، وبدأت تتزايد تكذيبات الرواية الاسرائيلية في الاعلام الغربي كما بدأت تظهر معالم تحول سياسي حيال الحرب، لكنه غير كاف دون عملية محاسبة لمجرمي الحرب الصهاينة.
وفي الجزء الثاني من اللقاء تم فتح باب الحوار للنقاش حيث تم التفاعل بشكل عميق وكبير.