رأي

متى تبدأ محادثات وزيري الطاقة اللبناني والجزائري؟ ولماذا يرفض لبنان الهبات شرقا وغربا؟ ( محمد هاني شقير)

 

كتب محمد هاني شقير – الحوارنيوز

كل مدةٍ معينة تعود قضية الكهرباء في لبنان الى الواجهة من جديد، وهي، بالرغم من أنها مقننة وضئيلة جدًا، لا زالت تشغل اللبنانيين جراء ما يترتب عليها من تساؤلات ومن خبايا لم يستطع الرأي العام فك ألغازها وإن يجمع الجميع على روائح الفساد التي تفوح من أدراجها.
فمنذ أيام أُعلن عن نفاذ الفيول وتوقفت المجموعات عن العمل ليصاب البلد بعتمة شاملة، ولم يعرف اللبنانيون لماذا توقف استيراد الفيول العراقي، وفي لحظة معينة أعلن الرئيس الجزائري عن استعداد بلاده لتزويد لبنان بالفيول وذلك “بدافع حرصها على لبنان في ظل العدوان الصهيوني على لبنان”، ولم يرض الجزائريون أن يصرحوا بشيء بالرغم مما شاب العلاقة مع هذا البلد على خلفية الفيول الجزائري سابقاً والذي دخل في ملف قضائي لم يحسم حتى تاريخه (سوناتراك).
قابل هذا الدعم الجزائري بيان من وزير الطاقة في لبنان وليد فياض رحب فيه بالقرار الجزائري لكنه ضمن البيان فقرة/ لغم ربما سيتسبب بإشكالات حول استيراد الفيول الجزائري وتلك الفقرة هي ” تُحدد كميتها وفقًا للمحادثات التي سيستكملها الطرفان”، فعن أي محادثات يتحدث معاليه؟! وما هي الكميات؟ وهل من شروط سترافق تلك المحادثات؟
لماذا رفض لبنان كل العروض السخية والهبات؟
عرضت شركة سيمنز أن تبني معامل انتاج بشروط مرنة وغطاء من الحكومة الألمانية فرفض لبنان العرض!
وكذلك الروسي وتم رفض العرض.
وسبق أن أعلنت ايران استعدادها لبناء محطات كهرباء في لبنان.  وإذا افترضنا- إن حق لنا الإفتراض – أن لبنان لا يمكنه التوجه شرقاً أو بسبب العقوبات الأميركية على ايران ،باعتبار إيران رأس محور وعرضها ربما غير بريء، فإن عرضًا آخرًا قدمته قطر، وهي في محور الغرب، طلبت بموجبه من مسؤولي هذا البلد تحديد أمكنة لبناء معامل كهرباء وبالمجان، لكنهم ومنذ نحو سنة لم يردوا عليها وربما لو طلبت قطر من رئيس بلدية بيروت أو الشويفات تأمين قطعة أرض لكان لبنان بدأ يستفيد من العرض القطري المجاني الذي هلسه المعنيون ودفنوه سرًا.
أما جديدنا فهو ما أعلنه الناطق باسم الحكومة العراقية باسم_العوادي لوكالة الأنباء العراقية (واع): ننفي ما يشاع حول توقف العراق من تزويد لبنان بالوقود. فالعراق ملتزم بالاتفاق الذي وقع مع لبنان، وتأخير تجهيز لبنان بالوقود يعود لأسباب فنية ولوجستية تتعلق بالنقل والشحن.
ترى من يكذب على من في هذا البلد؟

نعرف كلبنانيين أنهم يكذبون ولكن ما لم نعيه تمامًا هو أننا نحن ضحيتهم الدائمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى