الحوار نيوز – خاص
مع رحيل ملكة بريطانيا أليزابيت الثانية والاهتمام الوطني والعالمي بهذا الحدث،يتساءل الكثيرون عن صلاحيات العاهل البريطاني ودوره في الحياة السياسية في المملكة المتحدة.
“الحوار نيوز” تلقي الضوء في هذا التقرير على صلاحيات ملك بريطانيا:
يتمتع الملك في بريطانيا بما يطلق عليها الصلاحيات الملكية، وهي باقة من الصلاحيات التي ينص عليها الدستور البريطاني غير المكتوب.
في الوقت الحاضر، يمارس الكثير من هذه الصلاحيات نيابة عن الملك وزراء حكوميون، ومنها صلاحية سحب جوازات السفر على سبيل المثال.
وقد قل استخدام هذه الصلاحيات بمرور الزمن، ولو ان وجودها يعتبر امرا مهما في النظام الملكي الدستوري السائد في بريطانيا.
عرف الخبير الدستوري في العهد الفكتوري (1873 الى 1901) الحقوق التي يتمتع بها الملك بأنها حق الاستشارة والتشجيع والتحذير، ولكن هذه الحقوق ليست مرادفة لصلاحياته.
الصلاحيات التي يتمتع بها الملك متنوعة ويمكن تصنيفها في عدة مجالات كما يلي:
الصلاحيات السياسية
الصلاحيات السياسية التي يتمتع بها الملك رمزية الى حد بعيد، ولو ان الملك يستخدم بعضها فعليا كما في حال اجراء الانتخابات العامة، أو قد تكون متوفرة له في الأزمات. كما يستخدم وزراء الحكومة هذه الصلاحيات نيابة عنه عند الحاجة لتسهيل الأمور.
صلاحية حل البرلمان واستدعائه للالتئام:
للملك صلاحية حل البرلمان واستدعائه للالتئام. ويحدث هذا عادة عند انتهاء الدورات البرلمانية، كما يستدعي الملك البرلمان للالتئام عند حضوره جلسته الافتتاحية.
صلاحية التصديق على القوانين:
إنه من حق الملك ومسؤوليته التصديق على مشاريع القوانين التي يصدرها البرلمان والتوقيع عليها لكي تكتسب صفة النفاذ. ويتمكن الملك نظريا من رفض المصادقة على القوانين، ولكن المرة الأخيرة التي استخدم فيها هذا الحق كانت في عام 1708 في عهد الملك آن.
صلاحية تعيين واقالة الوزراء
صلاحية تعيين رئيس الحكومة: الملك هو المسؤول عن تعيين رئيس الحكومة عقب أي انتخابات عامة أو في حالة استقالته لأي سبب. ففي حالة الانتخابات العامة يقوم الملك بتعيين المرشح الأكثر حظا بالفوز بأكبر قدر من الدعم من جانب مجلس العموم. وفي حالة الاستقالة، يأخذ الملك بنصيحة مستشاريه حول الشخص الذي ينبغي ان يتولى رئاسة الحكومة.
صلاحية اعلان الحرب: يحتفظ الملك بصلاحية اعلان الحرب على دول أخرى، ولو ان هذه الصلاحية تمارس عمليا من قبل رئيس الحكومة والبرلمان.
صلاحية الاستثناء من المقاضاة: بموجب القانون البريطاني، يعد الملك فوق القانون ولا يمكن مقاضاته ابدا، كما لا يمكن محاسبته في القضايا المدنية.
السلطات القضائية
لا يتمتع الملك الا بسلطات قضائية محدودة جدا، بل هناك سلطة واحدة فقط يستخدمها بشكل دوري إذ انيطت السلطات الأخرى بالقضاة والبرلمان بمرور الزمن.هذه السلطة هي العفو الملكي، الذي كان يستخدم اصلا لتخفيف احكام الاعدام الصادرة بحق اولئك الذين ادينوا ظلما. ويستخدم العفو الملكي الآن لتصحيح الأخطاء التي قد تحصل في اصدار الأحكام.
القوات المسلحة
تستخدم الصلاحيات التي يتمتع بها الملك بخصوص القوات المسلحة عادة بناء على نصيحة واستشارة كبار قادة الجيش والبرلمان، ولكنه يحتفظ ببعض الصلاحيات لنفسه في الفترة الأخيرة على الخصوص.
القائد العام: الملك هو القائد العام للقوات المسلحة البريطانية، ويتوجب على كل افراد هذه القوات اداء قسم الولاء للملك عند انضمامهم الى صفوفها بصفتهم “قوات صاحب الجلالة.”
تعيين الضباط: تتضمن الصلاحيات التي يتمتع بها الملك صلاحية تعيين الضباط في القوات المسلحة وطردهم.
استخدام القوات المسلحة: تنظيم واستخدام القوات المسلحة تعد جزءا من الصلاحيات الملكية، والتاج يسيطر نظريا على الطريقة التي تستخدم فيها القوات المسلحة.
التشريف والتكريم
من الصلاحيات التي ما زال الملك يستخدمها شخصيا هي صلاحية التكريم. فبما ان مصدر كل القاب التكريم هو التاج، فيحتفظ الملك بالكلمة الاخيرة حول منح القاب الفرسان والنبلاء وما الى ذلك.
صلاحيات أخرى
تشمل الصلاحيات الاخرى التي يتمتع بها الملك:
صلاحية اصدار وسحب جوازات السفر: ان اصدار وسحب جوازات السفر من الصلاحيات الملكية الأساسية، ولكن وزراء الحكومة يستخدمون هذه الصلاحية نيابة عن الملك. كل جوازات السفر البريطانية تصدر باسم الملك.
صلاحية مصادرة السفن: تتيح هذه الصلاحية مصادرة السفن باسم الملك لاستخدامها في خدمة التاج. استخدمت هذه الصلاحية لوضع اليد على سفينة الركاب “الملك اليزابيث الثانية” بعد الغزو الارجنتيني لجزر فوكلاند في عام 1982.
كما يمتلك الملك كل طيور البجع الموجودة في المياه العامة (الانهار والبحيرات) بريطانيا، كما يمتلك نظريا كل الحيتان والدلفينات الموجودة في المياه البريطانية.
ولا يحتاج الملك الى اجازة قيادة سيارة، رغم ان اجازات السوق تصدر باسمه.ولا يحتاج الملك الى جواز سفر، رغم ان افراد اسرته الآخرين يحتاجون الى هذه الوثيقة في تنقلاتهم.