ما هي افضالكم في محاربة الفساد؟
فجأة وسبحان الله نزل العسكر والاساتذة والموظفون والقضاة الى الساحات يصرخون وينوحون ويهدّدون بحرق أنفسهم أو بحرق البلاد إن مُسّت مكتسباتهم.
فجأة رأينا اللواء والعميد مع الرقيب والجندي واستاذ كل الفصول المدرسية مع استاذ الجامعة و المديرالموقّر مع الناطور وأجمل ما رأينا، شاهدنا جلالات موظفي البنك المركزي يحتجّون ويتوعدون بالويل والثبور ، ومرفهي موظفي الضمان الاجتماعي يشتمون ويتظاهرون.
أما الحكومة أطال الله بعمرها ونشاطها، فما فتئت تنهي إجتماع لتعقد غيره ، تناقش الارقام وفق الاتصالات الهاتفية والمشورات القيادية، تشطب هنا وتوقع هناك، والهدف إنقاذ البلاد أو انقاذ السفينة او منع غرق المركب ، عبارات خرقاء نسمعها في توصيف الخطر لإرهاب البشر.
يااا أيّها العسكر :
تراصفوا
استريحوا
إستعدّوا
أين كنتم كلّ هذا الزمن التعيس؟
إنتظرنا منكم ضباطا ورتباء وجنوداً ان تهجموا على الساسة وهم مجتمعون يسرقون ويوزعون ثروات المال العام في ما بينهم وهم يضحكون ،في وقت "السلاح على أكتافكم صاحٍ صاحٍ صاحٍ".
صمتّم لأنكم كنتم تعتقدون انكم بالتدبير رقم 3 مستفيدون، وبالتقاعد المبكر مرتاحون، فما لكُم وهموم الناس تشقى والشرفاء ينبّهون ويموتون من القهر على بلاد كان عليكم أن تحموها وان تمنعوا إفلاسها بالحق والنار والقانون والتدبير رقم صفر.
نقول الحقّ ،لا نعرف عن جندي الجيش اللبناني الا كلّ خير، وانّا عليه لمحزونون .اما عناصر قوى الامن والجمارك والخ … فمهلاً نعرف كثيرون منكم في المخافر وعلى الطرقات وعند بناء خيمة وعند غض النظر عن مخالفة ، عند المعابر ، عند الاستيراد والتصدير ، عند مساومة ،المشهد واضح والناس مبصرون فكفّوا عن ذرف الدموع.
ايها الموظفون في الادارات الرسمية،كثيرون منكم في العقارية والمالية والنافعة والتنظيم المدني والاشغال الخ، كانوا كالمناشير المسنونة ، ذابحة في الذهاب وعند العودة، هل فعلاً تشتكون؟
من اين لكم هذه السيارات وهذه العقارات وهذه البيوت؟
فعلا الذين استحوا ماتوا، اما انتم يا موظفو البنك المركزي والضمان الاجتماعي الا تستحون؟ لكم امتيازات لا تستحقونها، اخذتموها من عبقرية من وظفكم بالظلم والاستثناء بدلاً عن رشوة هنا او خدمة بدلاً عن واسطة هناك، اخبرونا ما هو عملكم الجبار هذا الذي تستحقون من اجله هذه الميزات؟
لماذا لم نر واحدا منكم في الماضي يتظاهر من اجل رغيف خبز وكرامة وكبرياء المواطن؟ ام انكم كنتم في ابراجكم النقابية محصنّون؟.
امّا القضاة ،
إن كان من يد تقطع لسارق فيد بعضكم اولى بالقطع، وان كان من يستحق المقصلة فرقاب رؤوس بعضكم قد نضجت وحان قطافها ولو اني لست بقاطفها.
اين كنتم عندما كانوا يتهمون بعضهم البعض بالسرقات على الشاشات وفي الصحف وعلى المنابر؟
اين كنتم وقت رفعوا ابراجهم وصادروا قلب العاصمة واحتلوا شطآن لبنان؟
بلى عفواً،رفعتم الصوت عاليا ضد تقليص العطلة القضائية وتصلّبتم في مواقفكم عند المسّ بمصالحكم وحجة رواتبكم العالية وامتيازاتكم الرفيعة لعذراً اقبح من ذنب، هل يُقبل ان يدافع البعض عنكم بالقول، اشبعوهم كي لا يرتكبوا إثماً وحراماً؟!
فيكم الطاهر والشريف فلماذا لم تضربوا بقبضاتكم القانونية من نار ومن حديد؟
هيّا القوا القبض علينا واسجنونا!!
ارمونا في عتمة الزنزانة لأيام وشهور ، لنتساوى مع مصير وطننا لبنان!
اما اساتذة الجامعة اللبنانية،بحثنا عن اختراعاتكم واكتشافاتكم وافكاركم العظيمة في كل مكان بين صحف تقدم العلوم في العالم، فلم نجد غير المطالبة بالتثبيت وبتحسين اوضاعكم ، فأين كانت اقلام عظمائكم ضد تدمير بلادكم، واين كانت تظاهراتكم ضد الطائفية واين كنتم في لحظة نده وطنكم لكم لتمنعوا انهياره؟
أكنتم مستشارين عند رؤساء ومتنزهين عند قادة و محازبين تمارسون الرياء أم ان فيكم من لا يستحق لقب محاضر او كاتب او عالم؟
بارك الله بك يا حكومة، لا تبق لأحد اي امتياز ،امسحي، اشطبي، امحي، خرطشي بقلم الحبر، مزّقي، قطّعي، لا تتركي بابا يفتح على اعتماد في خانة في موازنة في ارقام في احرف في كتاب في ديوان الا و تذكري ما كان هذا الثري ثريا وسارقا لولا سكوت هؤلاء الحمقى والجبناء.
رجاء لا تنس السفراء وحاشيتهم واعملي لمشروع قانون يمنع رئيس اي نقابة او أي رئيس اتحاد عمالي ان يكون له راتب او بدل كي لا تصبح النقابات ذات منفعة خاصة عند زعمائهم فينسون الفقراء ويكفون عن النضال من اجل الوطن وليس من اجل امتيازاتهم.
بارك الله بك يا حكومة، لا تسألي زعيما او متعهدا او رئيسا حاليا او سابقا او وزيرا او مديرا او رئيسا لطائفة او قائدا لمؤسسة امنية او قاضيا، من اين لكم هذا؟
لا تزعجوا من جعلكم وزراء بأسئلة غبية كأسئلتنا الوقحة فهذا حرام…
(نستقبل زيارتكم في السجن عصر كل يوم)
مع تحيات مئة رجل شجاع وملثم .