ما قاله وما لم يقله السيد حسن..
عكس ما اعتقده الكثيرون، لم يأت خطاب القائد حماسياً منذراً بالويل والثبور. لم يأت الخ! طاب بأي تهديد مباشر أو غير مباشر لأي طرف، لا خارجيا ولا داخليا. تناول الاحداث السياسية بهدوء الواثق بأمره، الواثق بمجريات الامور، الواثق بما عنده من رجال ومن عتاد، من صبر ومن حزم، من قوة ومن صمود.
تناول الاعتراف الاميركي بسيادة اسرائيل على الجولان بثماني عشرة دقيقة فقط من خطاب دام اثنين وستين دقيقة. في هذه الدقائق رمى الواثق بأمره الكرة عند جامعة الدول العربية، الى قمة تونس ، مقدما المشورة بسحب المبادرة العربية الميتة أصلاً كتصعيد سياسي عربي وكرفض لخيار السلام الاستسلام الاميركي-الاسرائيلي، من دون نقد لأي نظام عربي وكأنّه يشير الى صمته بانتظار موقف عربي جامع من مسألة الجولان حاليا والقدس سابقا وما يراه من ضمّ للضفة الغربية مستقبلا.
أكد القائد الواثق بامره بخطابه ان المقاومة الواعية ذات النظرة الثاقبة هي الحل الوحيد وليس اي مقاومة مغامرة وفوضوية.
لم يرفع الصوت ولم يحتدّ لأنه اراد ان يقول ان المقاومة لا تريد الحرب، فليرنا غيرنا من المدعين والمراهنين على الولايات المتحدة الاميركية ما هم بأمر الجولان والقدس فاعلون، انا ههنا منتظرون.
اما الرد على ما جاء به وزير الخارجية الاميركي فقد كان من باب تأكيد وحدة الصف اللبناني، و التأكيد على دور حزب لله الايجابي اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وسياديا وامنيا من أجل لبنان، والمهم في هذا المحور من الخطاب ما جاء في ختام الكلام وكان مفاجأة الخطاب، إذ قال القائد الواثق بأمره أنه في حال لمس ان الظلم سيقع على خارج حزب لله، فإن له أمرا وموقفا آخر .قال ذلك مع إبتسامة واعدة بغضبها، و واعدة بحلّ لن يسمح فيه لأحد أن يذل الشعب اللبناني.
كان القائد الواثق بأمره موفقا بهدوئه و بإبتعاده عن لهجة التصعيد العسكري في لحظة اسرائيلية خطيرة في حساباتها الانتخابية والقذرة في حساباتها العسكرية في لحظة ضعف عام عند العرب والعجم.